الماراثون نحو الهاوية..!

لا أجد تشبيهاً لحالة إقتصانا السوداني الراهنة المتمثلة في صحة جنيهنا المتهالك القوى ..إلا ..كونه مريضاً في حالة موت سريري ويتنفس صناعياً بأجهزةٍ متى ما نزعت عنه فستعلن وفاته التي تستوجب التعجيل بالدفن ..!
لكن مصيبة ذلك المسكين أن من تسببوا في الخطأ الطبي بتوصيف حالته التي بانت معالمها الكارثية منذ سنوات طويلة .. ودرجوا باصرار على إتباع المعالجات الأكثر خطأً..هم ذاتهم الذين ظلوا يطمئنون أهله المكلومين ببشريات التعافي !
فالسيد حازم عبدالقادر محافظ مصرف السودان المركزي ..والذي تتعثر خطواته المرتبكة في لجة العاصفة التي تزايدت في عهده غير الميمون لازال كلما خرج من إجتماعٍ رئاسي ..ينفخ كلمات التفاؤل دون توفرأدنى أركانه عبر مايكرفونات التصريحات وكأنه قد تملك من لدن الذات الرئاسية المغيّبة إكسير حياة ذلك المريض ..فيعلن اليوم إن الإقتصاد السوداني سيتعافى تماماً خلال ثلاثة أشهر !
لكن سيادته لم يوضح لنا طبيعة العملية الجراحية أو الدواء الجديد الذي سيتم تركيبه خصيصا لتجاوز هذه الحالة المستعصية !
ويعلم دون غيره بعد أن أصبح منفرداً بكل القرارات التي فشلت في معالجة العلة الكائدة لإعتبارات معلومة و يغمض عنها عينيه هو و الفريق الإقتصادي الذي صرفه الرئيس جانباً وانفرد به في تلقينه الوصفات التجريبية التي لا تمت لعلم الإقتصاد الحديث بصلة ما ..وهي مثل أدوية الأعشاب المفروشة في قارعة الطرقات .. التي توصف لعلاج مرض نقص المناعة ببساطة للسذج ..أومن شاكلة عروق المحبة التي تأتي بالحبيب العنيد زاحفاً على ركب قلبه لعشوقه المجافي !
يأتي مثل ذلك التصريح التخديري لمواضع أوجاع البلاد الإقتصادية ..و ذات المؤسسة التي يرأسها حازم ترفع السعر التأشيري الى ثلاثين جنيها بكامل اصفارها ليوسع من مضمار سباق الماراثون ويطلب من ذلك المريض المسجى أن ينهض فجأة ليكمل اللهث خلف متسابقه الدولار المُعافى أصلاً !
وهو المحافظ الشاب الذي تقلد منصبه بخبرة مدير مكتب المحافظ السابق والتي مهما أتاها متقلباً في أقسام المنشأة التي يخرج محافظها في كثيرمن الحالات في البلاد الأخرى ليصبح رئيسا للجمهورية لما لديه من ملكات القيادة والريادة و العقل المفتوح لتصريف الأمور لاسيما في الأزمات الإقتصادية والسياسية !
فلسنا هنا بصدد التركيزعلى إنتقاد المحافظ في حدِ ذاته ..بل هي مسالة تشريحية كنموذج عن الكيفية التي تدار بها البلاد في ظل حكم يقوده رجل لم يعد قادراً على تكييف الأمور الجسيمة التي بلغت ذروتها بركون الوطن رهينا بمخاوفه الذاتية من مغادرة السلطة مهما كلف الأمر من دمار ..!
ونعلم أن المحافظ أحد ضحايا الإختيارات الخاطئة التي عودتنا عليها قيادة الإنقاذ وفي كل أزمنتها التي جانبها الصواب وهي تسير في الإتجاه المعاكس للمصلحة العامة ولكنها تراها الوجهة الصحيحة طالما أنها تأخذها في طريق إطالة بقائها الذي يعني مسيرها بالسودان نحوالهاوية السحيقة التي يتطلب الخروج منها في ابسط حالات التقدير ثلاثة عقود أخرى من الحكم الرشيد الذي يقوم على تحكيم المؤسسات لاتحكم الفرد الذي لا يرى إعوجاج رقبته مثل مشير الإنقاذ وإن إلتوت ممددة خلف ظهره.. وهوسعيدٌ بما يسمعه من إطراء المنافقين والمستغفلين له واللاعبين بنقاط ضعفه التي تزداد إطراداً مع إفقاره للبلاد وتجويع العباد !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحبيبه نعمة لك الود
    الكل غلط واللكان كان امتحان والكل سقط والعِقد من راسو انفرط ونبكي النهاية ونبكي كما تبكي النساء نبكي علي وطن فرط فيه الجبهجية واصبحوا يكذبون كما يتنفسون . اللهم اجعلهم يتمنون الموت ولايجدونه

  2. مقال كامل الدسم – لكن عنوان المقال غير مظابق للحالة الراهنة – فالسباق الان هو سباق المائة متر نحو الهاوية و ليس المارثون الذى ياخذ طويلا من الوقت .. الجنيه السودانى الان يترنح و يتهاوى قبل ان يسقط صريعا قريبا جدا ,,,

  3. الحبيبه نعمة لك الود
    الكل غلط واللكان كان امتحان والكل سقط والعِقد من راسو انفرط ونبكي النهاية ونبكي كما تبكي النساء نبكي علي وطن فرط فيه الجبهجية واصبحوا يكذبون كما يتنفسون . اللهم اجعلهم يتمنون الموت ولايجدونه

  4. مقال كامل الدسم – لكن عنوان المقال غير مظابق للحالة الراهنة – فالسباق الان هو سباق المائة متر نحو الهاوية و ليس المارثون الذى ياخذ طويلا من الوقت .. الجنيه السودانى الان يترنح و يتهاوى قبل ان يسقط صريعا قريبا جدا ,,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..