تنحي البشير… والإشارة في السفارة

في مقال سابق أشرنا الى رأي للبروفيسور “حامد التجاني على” رئيس قسم السياسات والإدارة العامة بالجامعة الأمريكية في القاهرة، يرى فيه الحل الوحيد لوقف الإنهيار الإقتصادي بالبلاد خلال الجزء الثاني من الحوار الذي أجري معه براديو دبنقا .. يقول البروف: إن الحل الوحيد لوقف الإنهيار الإقتصادي الجاري هو تنحي الرئيس عمر البشير من السلطة وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية كمدخل أول للحل، وأكد حامد في الجزء الثاني من المقابلة مع راديو دبنقا أن وجود البشير في السلطة أصبح مسألة مضرة جدا بمصالح السودان وشعبه ومضرة حتى في مسألة تبادل الأجيال للتغيير،وقال إن ذهاب البشير من السلطة يفتح آفاق جديدة تمكن السودان من أن يأتي بحزمة سياسات جديدة تعالج الإختناق السياسي الموجود،
وناشد الشعب السوداني بتحمل مسؤوليته والخروج بشكل جماعي للشوارع لإنقاذ بلدهم من الإنهيار والتفكك من يد ما أسماه عصابة الجوكية المختطفة للسودان، وقال إن أي تأخير يعني المزيد من التدمير للبلاد ومقدراتها وثرواتها وأنه آن الأوان للشعب السودان أن يقول كلمته.
الى ذلك ارتفع الجنيه السوداني، قليلا مقابل الدولار في السوق الموازي، وبلغ سعره الثلاثاء 34 جنيهاً، مقارنة بـ 39 جنيهاً يوم الإثنين لكن تجار يعلمون بالسوق الموازي اكدوا أن ارتفاع الجنيه مقابل الدولار
سيكون مؤقتاً وسيعاود الارتفاع مرة آخري خاصة بعد ان رفع البنك المركزي السعر التأشيري للدولار من 18 جنيهاً الى 30 جنيهاً
وأرجع أحد التجار تراجع الدولار الى “انعدام السيولة بعد اجراءات البنك المركزي بتحديد سقوفات للسحب من المصارف، رغم نفي البنك لذلك
وكانت السفارة الأميركية في الخرطوم قررت يوم الإثنين التعامل بسعر 40 جنيه للدولار، وقالت في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إن التعرفة الجديدة ستطبق اعتبارا من الأربعاء الموافق للسابع من فبراير حيث يتعين على طالبي تأشيرة الدخول للولايات المتحدة دفع المبلغ بتلك القيمة. انتهت القراءة التي تقضل بها بروف حامد ويمكن قراءة مضمون الانهيار الاقتصادي مقرونا بقرر السفارة الامريكية بالخرطوم
بالتعامل في إجراءاتها بسعر 40 جنيه للدولار، وقالت إن التعرفة الجديدة ستطبق إعتبارا من الأربعاء الموافق السابع من فبراير حيث يتعين على طالبي تأشيرة الدخول للولايات المتحدة دفع المبلغ بتلك القيمة، بعيدا عن جدل بعض الاقلام حول مخالفة السفارة الامريكية للقوانين وما شابه داخل دولة اخرى ففي رأي المتواضع ان رسالة واشنطون واضحة وهي انها تنعي الاقتصاد السوداني وهو ما جاء في سياق التعامل مع سعر السوق الموازي وفيه عدم الإعتراف بالنظام المصرفي بل بالنظام الحاكم ، وقرار السفارة يستبطن تعميم رسالة لكل العالم بإنتها صلاحية هذا النظام إكلينيكيا، عليه طالما هو نظام شاءت واشنطن ام لا وهو يؤسس لإختلافنا مع البروف فيما إرتأى من حلول للازمة السودانية الماثلة، فالمكون السياسي للبلاد قوامه عصابة وشبكة فساد متشابكة المصالح ،وبالتالي الحل في ذهاب المنظومة الفاسدة بما فيها رأس الحية، فالجنائية لا تحتكر مفاتيح الحل لحالها ،طالما معظم افراد الشبكة في الظل و خارج دائرة قائمتها المطلوبة، وهو في رأيي حل جزئي يستبق تأسيس لبنة سياسية جديدة ترث التركة المثقلة بما فيها من مديونيات متنامية الأرباح ومثل هكذا تأسيس يحتاج وقت يجتمع فيه الشعب حول رأي جمعي لإدارة دفة البلاد وسط هذه الامواج المتلاطمة، اما جزئية إن ذهاب البشير من السلطة يفتح آفاق جديدة تمكن السودان من أن يأتوا بحزمة سياسات جديدة تعالج الإختناق السياسي الموجود،
وناشد الشعب السوداني بتحمل مسؤوليته والخروج بشكل جماعي للشوارع لإنقاذ بلدهم من الإنهيار والتفكك من يد ما أسماه عصابة الجوكية المختطفة للسودان، فهو مكرور خلال الحوار وهو موضع إختلافنا، وكذللك مناشدته للشعب للخروج بشكل جماعي في وجه البشير وعصبته، فقد إستبقناه بمقالنا السابق ـ(المحرَّش ما بِكاتِل) عموما للبروف رؤية نحترمها وإجتهاد مقدر عبر قراءته لأعراض وأمراض تعتري المشهد السياسي والإقتصادي بالبلاد، لا ينفيها إختلافنا معه في بعض تفاصيلها وعموما هي دعوة للتفاكر والحوار حول سبل الخلاص.
[email][email protected][/email]