مقالات سياسية

الحنين الى ألم الجلطات في حسرة الشلل..!

ومن ثم فبيانٌ أول مفعمُ بعبارات الإصرار و التأكيد على أن أهل الإنقلاب هم عطارو ما أفسده دهرالنائمين من حراس البستان وأكثر حرصاً من الغافيلن عن عنب الوطن وناهبيه ..وحتى المسميات التي تطلق على نظم راكبي الدبابات تبدأ مناقضة لمبتدأهم في سرقة السلطة .. فتصبح جمهورية السودان عندهم مضافا اليها صفة الديمقراطية !
أوأن ينتهي بالناس طريق من جاء بدعوى إنقاذ ما يمكن تداركه رافعاً شعار الفلاح الفكري والصلاح الديني ..الى حفرة الدمار ومحاق الفساد !

ذلك ما كان يحدث في كل مرة حينما تتسع ثقوب الديمقراطية في ثوبها الهش ..فمن السهل جداً للعسكر أن ينفذوا منها الى سدة الحكم في ليلٍ تلفه حلكة تفريط الساسة المشغولين بتمزيق ما بقي من ذلك الرداء البالي !
وما أن يجف الدم في سيف القائد الملهم الذي يضحي بعدد من كباش الفداء .. ويتمهل فوق كرسيه الوثير وقد تخلص من رفاق الغزوة في مرحلة أخرى.. يبدأ يبحث عمن يرفع له ذلك الكرسي الى منصة أحلامه الذاتية .. والمثقفون المدنيون من الواقفين عند مداخل الإنتهازية جاهزون له بترتيب إستفتاء التسع وتسعون نقطة .. تاركين النقطة رغم مئة دليلا لمن لايصدق أنه إستحقاقٌ حرٌ وشفاف بشهادة إعلام الرجل الواحد .. الذي هتف له المغنون .. أبوكم مين .. فيردد إسمه في براءة متناهية تلاميذ وتلميذات المدارس المتشعلقون على درجات سلمه التعليمي الواهن !
يتقلب الديكتاتور في نيران الطموح التي يتعجل إستواء مراحل كماله على قدور أوهامه فوق أثافي من يحملونه بالنفخة الكاذبة .. فيتشكل في حربائية شغفه السلطوي من اللون الأحمر الى الرمادي وحتى يبلغ الإحتراق الذي ظنه النضوح الخالد فوق منبر الخلافة ..ولم يكن يظن أنها نهاية سخامه الذي سيتساقط الى قاع التنوركأجنحة الفراش الأحمق .. ومن ثم لتذروه رياح الغضبة الى فضاءات الفناء …ومن هنا صعوداً الى أدراج التبدد المهين وإرتداداً الى حفرة النسيان الأبدي!

ومن يأتي بعده سائراً على ذات الدرب وهو منتفخ الأوداج شاهراً السيف الخشبي إياه لتطويع الرقاب ولكن مسلولا من جفير مختلف في لونية الخطوط التي تداعب عاطفة العقول المجبولة على فطرة الإيمان .. فيظن أنه بات معصوماً برُقية التُقيا.. التي يذر رمادها في عيون الزمن إعتقادا منه ان الرمد الذي سيصيبها من وهج الشعارات البراقة في وجدان البسطاء والتي يسلطها عليها من مصابيح النفاق أولئك الذين يرفعون كرسيه هو الآخر الى شرفة أوهام الديمومة ..وهو لا يعلم أن العرض هو العرض ومراحل تطور المرض لا تختلف إلا في تفاوت مدة تغلغه في جسد نظامه ليصل الى نفس النهاية المحتومة فيشيع جيفةٌ الى مكبات التاريخ .. وإن تطاول موته السريري ..أو..بدأ واقفا ومتكئاً على عصا طغيانه التي يسكنها عفن المدلسين ..!

ومن يحنون ..بغضاٌ فيه الى عهد أسلافه من أهل الإنقلابات الآفلة التي سميت جزافاً بالثورات..باعتبارهم كانوا أخف وطأة على ظهورهم ..فهم تماما مثل الذي يعاني من عذابات عجزه عن الحركة نتيجة تعطل نصفه الأسفل .. فيقول وهو في قمة تحسره ..ياحليل زمن الجلطات .. فقد كانت أحن على الساقين من هذا الشلل..وهولا يدري أنها كلها مقدمات تقود الى ذات النتيجة !
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..