سيناريو موت الصحافة السودانية

لاصوت يعلو في هذه الأيام علي صوت الأزمة الاقتصادية والضائقة المعيشية والتردي الشامل ، الأزمة الاقتصادية الشاملة ضربت كل القطاعات وكل الطبقات وكل فئات المجتمع ، من إفرازات الأزمة الحالية المخاطر الحقيقية التي تواجه بقاء الصحافة السودانية والتي كانت حتي قبل الأزمة تعاني من مشاكل لاحصرلها ، مع الزيادات الكبيرة في مدخلات الإنتاج رفعت الصحف سعر النسخة إلي 7 جنيهات في ظل ضروف غير مواتية أصلاً لصناعة الصحافة ، رغم أن الصحافة لها أدوار مهمة في أي مجتمع وتتفهم الحكومات في الدول المتقدمة والمتطورة وحتي تلك التي بدأت تسير في طريق التطور من حولنا في الجوار الأفريقي والعربي ضروات وجود صحافة حرة.
هنا الحكومة تريد (صحافة مدجنة) تسبح بحمد الحكومة وتنقل أخبار وتحركات وتصريحات الوزراء مهما كانت ( مملة وفجة)، الحكومة تضع القوانين المقيدة للحريات وتقيد حق الحصول علي المعلومة ويظل قانون المعلومات (حبراً علي ورق) ولاتوفر الحماية للصحفي في حين يحصل علي المعلومات بطرق خاصة وعبر مصادر خاصة ، حيث يظل الصحفي الذي ينشر معلومات تخص أجهزة السلطة وتكشف عن وجه من أوجه الفساد والقصور عرضة للضغوط كثيفة من قبل أجهزة مختلفة وذات إمكانات (كبيرة) وتضع القيود علي ترخيص الصحف ويتحاكم الصحفي بأكثر من قانون، وهناك ممارسات كثيرة تتم ضد الصحف والصحفيين خارج القانون.
وفوق كل ذلك تأتي الضغوط الاقتصادية عبر توجيه ( الإعلانات) علي قلتها وصعوبة الحصول علي قيمة الإعلان وتدخل أكثر من جهة( كوسيط) بين المعلن والصحيفة ، وتعاني الصحف من ارتفاع تكلفة الإنتاج وذلك بارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج والضرائب المتعددة التي تفرض علي المؤسسات الصحفية ، في الأزمة الحالية ارتفعت تكلفة الطباعة و جزء مقدر من المطابع تتبع لجهات رسمية بصورة أو بأخري ، وإذا تركنا المشاكل والتحديات التي يعاني منها ناشرو الصحف نجد أن الصحفي/ الصحفية / يعاني أكثر من واقع مجير بصورة كبيرة جداً ضده وضد حرية الصحافة وحرية التعبير ، في ظل الأوضاع الحالية سوف تختفي عدد من الصحف من الوجود وقريباً جداً نتوقع تناقص عدد الإصدارات الصحفية في السودان ولن تقوي كثير من الصحف علي مواجهة الواقع الحالي ، الحكومة في أكثر من مناسبة وفي كثير من المنعطفات كانت تثبت بالفعل لا بالقول عدم حرصها علي وجود صحافة حرة تنقل بكل مهنية حقيقة مايجري في الواقع السوداني ، الصحف الورقية قد (تستأذن في الانصراف) اليوم أو غداً ولكن أزمات الاقتصاد والسياسية لن تجد طريقها للحل بغياب الصحافة والعقل الذي يقف ضد الصحافة الحرة سوف يجد نفسه محاصراً بصحافة ( أخري) عصية علي المنع والمصادرة والتضيق.
**
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. قريبا جدا جدا ستموت الصحافة الورقية فى كل العالم وليس فى الدول الفقيرة وستسود الصحافة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى الغير رصينة والتى تاتيك بالخبر كما هو وليس بالرموز والحروف ……….انتهى عهد الورق وحل محله الازرار ….وسائل التواصل الاجتماعى قد حلت مشاكل وكشفت ما كان مخبأ فى المجتمع

  2. قريبا جدا جدا ستموت الصحافة الورقية فى كل العالم وليس فى الدول الفقيرة وستسود الصحافة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى الغير رصينة والتى تاتيك بالخبر كما هو وليس بالرموز والحروف ……….انتهى عهد الورق وحل محله الازرار ….وسائل التواصل الاجتماعى قد حلت مشاكل وكشفت ما كان مخبأ فى المجتمع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..