دوها يا دوها

دوها يا دوها
الزمان : الزمن الجميل
المكان : السودان:
الموضوع:الأحاجى….
وجدت آبائى يفتخرون بالزمن الجميل ، حيث كان السكر و اللحم يباع بالوقه ( بضع كيلوجرامات!) و يشربون شاى اللبن بشاى و لبن صافى pure من غير ماء ،و بزهو يضيفوا add نافلة القول : و نكب السمن البلدى بكباية الشاى … السمن كنا نشربه إسكتو ( فهمت ان معناها pure من غير إضافات من أهل العرقى الجيد ،الغير داشر – كما سمعت كلمة داشر هذه أول مره من الاستاذ مكى سناده برائعته مسرحية خطوبة سهير
و لو كان الاستاذ مكى مُحدثى لأظنه أعطانى إبتسامته العريضه تلك ، معربعاً و مؤمناً على قول آبائى : حقاً ،إنه الزمن الجميل الكان.
زمن النفاج بربط البيوت ببعضها
بتوادد و تكافل ميزنا عن بقية الشعوب و البلدان البعيد منها و الدان.
زمن جل الشوارع زقاقات avenues
لكى يتقارب الوصال غير آبهين لتخطيط و لا يحزون ببعاد .
ثم خلفنا نحن بهذا الزمان و المكان لازال السودان …
فأنا أيضاً أجلس مع أبنائى و أحكى ، فمن شابه أباه فما ظلم .
أحكى لهم عن الزمن الجميل و الرخاء الجميل و الشعور الجميل بالسودان الجميل الكان
كانت حبوبتى سروره الله يرحمها تحجينا بقصة سيدنا أيوب و ملك سيدنا سليمان و سيدنا إبراهيم و ود النمير و يا حليل موسى الكان للرجال خوسه (سكين) و تحجينا بالقمريه
دباسه و….و تحكى لنا حجوة: دوها يا دوها
دوها يا دوها أبوى سافر مكه خلى لى حتة كعكه ، الكعمه فى المخزن ،المخزن عايز مفتاح ، المفتاح عند النجار ، النجار عايز فلوس ، الفلوس عند السلطان ، السلطان عايز عروس ، العروس عايزه منديل ، المنديل عند الجُهٓال ، الجُهٓال عايزين لبن ، اللبن تحت البقر ،البقر عايز حشيش ، الحشيش عايز مطر ، يا رب القيط ، تسقى القيط .
لم أك أعلى أن دوها يا دوها كانت خارطة الطريق و لم أك أعرف أن دوها يا دوها كانت تمثل شبكة الحياه بأبسط معانيها simple life web sample
للأسف أدركت المعانى بعد إذ تعقدت الحضاره complex civilization و صرنا داخل dilemma دايلما السرعه الجنونيه لتوقِيع الحياه rapid rhythms
لا أشاء أن أتحدث كثيراً عن ألعابنا بالعربات الخشبيه الصغيره المصنوعه عند النجار أو بجالون زيت شل الأحمر و دركسونها الطويل صناعة عم رمضان ذاك الغجرى المتجول ، ولا شليل و لا حرينا الجمل رضّع و لا الضقٓل . و لا من يحر و يهب ليقرع النياق الآن لكى لا ترضع قبل الحليب .
…..و هل كنت أفهم كل تلكم المغازى من وراء كل تلكم الأحاجى !؟
و هل نحن بحوجة لإعادة كتابة التأريخ بأيدى آمنه و أمينه!؟!
فإحدى سفرياتى للهند و على متن الطائره كان يجلس بجوارى خواجه تبدو عليه إمارات العلم . دخل معى فى حوار جميل ، فهمت منه أنه دكتور و لقد حضّر دكتوراته P.Hd عن تأريخ أفريقيا . مما أغاظنى و أقتعنى به – مما كنت أتهرب منه – أننا نحن ،السودانيين، مشكلتنا الأساسيه أن تاريخنا كتبه الأنجليز إلا قليلاً Our fundamental problem regarding our histoty ,is that it was mostly. written by
The British
.except a few
ثم أما بعد
فهلسيأتى أبنائى و يجلسون بنفس مقعدى الخالى و يتندرون و يفتخرون على إبنائهم بالزمن الجميل بالسودان الجميل الكان !؟!
هههه لك أن تتصور حبوبه سالى تسلى بالاحاجى أحفادها…
كان لى آيباد لطيفه إسمها آيباد الشهيره ،أفتحها كل ليل و ألعب بها بأصابعى ، صوتها مثير و صوتها جميل ،تنقلنى عبر الأثير المثير لكل العالم الكبير ، فتمتعنى و تفرحنى و تختار لى
أصحابى و تحل لى صعابى و أنا ألاعبها بأصابعى .
فلمن الزمن الجميل رغم المحن و الصعاب التى نخاف أو نخوض؟
أهى دورة الأيام و تفاخر الأجيال ؟!!
لن أنسى أن أُزيّن لكم مقالى بكلمات أحفظها صم sum و هى رصينه :
الحياة هى ما تصنع منها ، و ليست ما تصنع منك .
طبتم
أحمد نور /ودراوه
[email][email protected][/email]