مذكرات إبراهيم منعم منصور (7)

بالأمس قلت ان صاحب المذكرات جعل بين فصولها استراحات ثلاث ضمنها الكثير من الذكريات والموضوعات التي أثار من خلالها قضايا اجتماعية وظاهرات كثيرة فتح بها نقاشات مازالت متجددة في المجتمع وفي الاستراحة الثالثة أورد الآتي:
٭ الشفيع أحمد الشيخ وعلاقته بثورة التصحيح «أما قصة الشفيع أحمد الشيخ فتبدأ من معرفتي منذ مدرسة الدويم الريفية الوسطى بشخص اسمه سراج الدين أحمد التحق بمعهد التربية في بخت الرضا وتخرج معلماً وتخصص في تعليم الكبار وهو منشط مع رصيفه تعليم الصغار تحت اسم «أندية الصبيان» لمحاربة الفاقد التربوي بعد المرحلة الأولية ولا أدري لماذا توقف ان لم يكن قد تباطأ السير في هذين المنشطين.. سراج الدين له قرابة مع عبد الله زكريا ادريس إذ كلاهما وفد إلى الدراسة في الدويم من مدينة الفاشر.
٭ أما علاقته مع الشفيع فلا أعلمها، كنا في مكتبنا في عمارة جلا تلي «الجزيرة» عندما حدثنا سراج الدين انه كان يوم 91 يوليو 1791 مع الشفيع في داره بضاحية بري ولم تكن زوجته فاطمة أحمد ابراهيم موجودة إذ سمع طرقاً على الباب فذهب سراج الدين واستقبل الزائر الذي لم يعرفه وأدخله ليسأل الشفيع عن «البيان الأول» كما طلب منه الرائد هاشم العطا.. نفى الشفيع علمه بالانقلاب وبالتالي بالمسؤولية عن كتابة أو حيازة أي بيان وبعد فترة حدث طرق جديد علي الباب فدخل الرائد هاشم العطا بنفسه وكانت الاجابة هي نفسها من جانب الشفيع وزاد عليها ربما يكون المسؤول هو التجاني الطيب الرجل الثاني في الحزب حيث ان عبد الخالق لم يكن معروفاً مكان اختفائه للشفيع وبعد خروج الرائد أبلغ الشفيع ضيفه سراج الدين بأن الجماعة العسكريين عملوها أو كما يبدو فإنها لن تنجح وسوف ندفع نحن الثمن ونكون الضحية وطلب من سراج الدين أن يغادر حتى لا يناله مكروه وودعا بعضاً بحنان.. ولم يسمع بعدها إلا بمحاكمة الشفيع وشنقه.. هذه شهادة لم يطلبها مني أحد ولكن كتمناها قد يصنف ضمن من هو آثم قلبه».
٭ وفي هذه الاستراحة أورد صاحب المذكرات والذكريات رؤوس موضوعات كثيرة منها «ثورة التصحيح ودور خليل في انقاذ الوفد.. وفي الانقاذ رأي في الولاة وعلاقتي بالرئيس والمنطقة».. وتجربة في العمل الخاص في عهد الانقاذ عاماً وخاصاً «بنك الغرب الإسلامي، بنك تنمية الصادرات الآن».. «شركة فوجا للتأمين» تمت تصفيتها الآن».. ثم دخلت السجن محمولاً على لوري نقل المساجين.
٭ والجزء الثالث من المذكرات.. كان الفصل الأول فيه ثورة الانقاذ البداية.. والفصل الرابع الفرص الضائعة وهي مقالات تم نشرها بالصحافة السودانية اعتباراً من عام 2001 تتعلق بأحداث كان الكاتب طرفاً مشاركاً فيها أو شاهداً عليها.
٭ منذ أن أهداني الأخ ابراهيم منعم منصور مذكراته أقبلت عليها والتهمتها التهاماً ووجدت فيها معلومات مشبعة في مسيرة متميزة لصاحبها الذي لعب دوراً واضحاً ومقدراً في كل مجال أسهم فيه.
٭ وما بقى إلا ان أحرض القراء على التهام هذه المذكرات والذكريات ومناقشتها فهي جديرة بالاهتمام والاقتناء وشكري للأخ ابراهيم ولمركز محمد عمر بشير الذي مكن هذا الجهد من الوصول إلينا.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..