سوق أطباء الإجهاض

كنت أظن أنها حالة فردية في مجتمع شديد المحافظة والتمسك بالدين لا تستدعي دق ناقوس الخطر في حينه.. ولكن بعد أنباء القبض علي طبيب بمساعدة زوجته في شقة تم تحويلها الي غرفة لعمليات الإجهاض غير القانونية وغير الأخلاقية مع الكثير من الأدوية والمعدات التي تستخدم في ذلك.. أصبح الأمر جللا..
هذا ما إستدعي من الذاكرة حكايات -ليست بالبعيدة- لصديق سرد لي قصصا كنت أظنها ضربا من الخيال حتي وقت قريب..
القصة التي لم ابتلعها في وقتها وقد تكون حقيقة مبرأة من الخيال وكما حكاها صديقي الذي لم أعهد عليه كذبا هي كما يلي:
أن طبيبا في أحدي المراكز الصحية في كردفان
-والتابعة لإدارية جبرة الشيخ إن لم تخني الذاكرة- هو أحد محترفي جريمة الإجهاض غير القانوني وغير الأخلاقي للحوامل “سفاحا” .. وأن هذا الطبيب أصبح ذو باع وصيت وتضرب له أكباد الأبل نظرا لتخصصه في المجال و “غتغتته” وتكتمه علي الأخبار والتفاصيل..
واللافت أن هذا الطبيب الذي يتعامل مع مرضاه بفقه السترة.. ويتقاضي منهم أضعاف مبلغ عملية الإجهاض القانوني أو حتي الولادة القيصرية.. يستحل ذلك ويستمرئه تحت دعوي أنه يعمل بفقة أقل الضررين..
فحسب هذه العقلية الطبيبة‏ المريضة أن ما يرتكبه من جريمة ضد هذه الروح -التي لا ذنب لها فيما جنت أيدي أبويها- هي خدمة خالصة للمجتمع..
بدعوي أن المجتمع المحافظ المتدين لن يتعايش مع صاحبه هذه الفعلة -الحمل السفاح-.
هذا الطبيب الذي يمارس جريمته الجنائية.. وفعله الذي يعاقب عليه بالشطب من المجلس الطبي.. مارسه ويمارسه دونما رقيب أو حسيب..
حسبي وحسبكم هذا القدر التقزز..
لكن أمثال هؤلاء.. الذي يسيئون لأنفسهم ولمهنتهم الإنسانية بأرذل الطرق لابد من ترصدهم ومحاسبتهم والضرب عليهم بيد من حديد -مجتمعيا وقانونيا- لغلق أحد أبواب تفسخ المجتمع الدينية والأخلاقية في هذا العصر الذي أفسد فينا كل شئ.

احمد عبد التواب
[email][email protected][/email]