الجنرال يتخبط ! …

تساقطت دموع الطاغيه ، وعلا نحيبه وتنهنه بعد أن ايقن ان النهاية قد أزفت ، ودنا وقت مفارقته للكرسي الذي جلس عليه لتسع وعشرين عاماً ، كانت من اسوأ ، واردأ السنوات التي عاشها السودان وشعبه .
بكي الطاغيه وأمام جمع من الضباط المنتمين للتنظيم المتداعي ، والآفل ضباط لا يشبهون جيش السودان العظيم وليس لديهم أدني إحساس بالوطنيه ، مجموعة من الملتحين الأفاقين أصحاب الكروش ؛ التي تحدث عن اكتفاءها وامتلاءها من كل خيرات الارض ووجوه ناعمه تنضح بماء الحياة النضره التي يعيشونها علي حساب الجوعي ، والمرضي والحفاة العراة من غالبية ابناء الوطن ، يرتدون الزي الخاص بالجيش تزين اكتافهم المائلة الرتب العظيمه من مقصات ونجوم وصقور ، بينما تزين رقابهم التي تشابه حلوق الديوك الرومية الوان حمراء .
بكي الطاغيه بدموع التماسيح بعد ان احس بالنهاية الوشيكه وختام المهزلة وقبل أن يسدل الستار علي اللقاء ، تسربت انباء الدموع الرئاسية قبل ان تجف من المآقي ! عبر المحادثات ، والرسائل من خلال الهواتف المحمولة .
والمشهد علي دراميته المثيرة كان أبلغ تعبير عن معاناة المشير التي بلغت منتهاها بعد ان تمنع عليه تنظيم المتأسلمين بتمديد الفترة الرئاسية ، وبدأت صراعات خفيه داخل أروقة النظام وضغوط كثيفة داخلية وخارجية جعلته منهاراً يائساً ، والغضب الشعبي يتزايد حوله والإنهيار الاقتصادي ، والسياسي والأمني يضيق الخناق عليه وتتحقق نبوءة الاستاذ الراحل (محمود محمد طه) بالوصف الذي صرح به بان نهايتهم ستكون بأيدي الشعب وأيديهم الآثمه التي ولغت وتلخطت بدماء الشهداء ، والأبرياء من أبناء الوطن ؛ الناهبه لخيرات وثروات المساكين ، والغارقه في التآمر واستجلاب المخدرات ، وبيع اراضي الوطن ، وبيع وتهريب منتجاته وخيراته.
الطاغيه يتخبط هذه الأيام والصراع يدور علي أشده بين القتله واللصوص ، فيستبدل قاتلاً بقاتل آخر ، ولص بلص آخر في متاهته الأخيره ، بينما لهيب الثورة يزداد ضراوة ، ولهيب اشتعاله يدنو شيئا فشيئا ، نحو ابواب ظلت مغلقة كل هذه السنوات العجاف ، وآن وقت تكسيرها واقتحامها ، ولن يجدي وقتها بكاء الطغاة ، فدموعه لن تعيد الأخلاق ، ولا التعليم الي سابق عهده ، ولا النخوة ولا الشهامة المعهودة في ابناء الوطن الأبرار ، ولن تشيد المشاريع الإقتصادية التي دمرها هو وعصابته الآثمة انها دموع الظلمه ، وسيكون أول الهاربين طاغية القرن ، ان كتبت له النجاة ووراءه كل جماعته ، لكن لامهرب ولا نجاة من السفينه الغارقه والجانحه نحو نهاية وشيكه بإذن الله …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. البلد بقت بيت بكاء ضخم سعة تلاتين مليون بني آدم ينتحبون ويولولون مع دقات الدهله والطش الكبير المملؤ بالماء وآلاف القرعات المقلوبه يرقصون مع انغام الوازا الجنائزيه الحزينه. وكل واحد بيبكي علي ليلاه …

  2. البلد بقت بيت بكاء ضخم سعة تلاتين مليون بني آدم ينتحبون ويولولون مع دقات الدهله والطش الكبير المملؤ بالماء وآلاف القرعات المقلوبه يرقصون مع انغام الوازا الجنائزيه الحزينه. وكل واحد بيبكي علي ليلاه …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..