وزير صحة سنار.. (أصحى شوية) !!

في العام 2011 كنت مرافقاً لوالدي ـ رحمه الله ـ بمستشفى الدندر ، وحينما ساءت حالته الصحية في حوالي الواحدة صباحاً ، همس الطبيب المناوب في أذني أن تعال : ( أرى أن نحوله لمستشفى مدني الآن وعاجلاً، لكن لا نضمن للأسف صلاحية الإسعاف للرحلة ، لذلك سنحولكم إلى مستشفى سنجة ويمكنكم بعد ذلك المواصلة إلى مدني…!!! ) ذهبنا في ذلك الوقت المتأخر نهرع إلى سيارة الإسعاف فوجدناها هي نفسها بحاجة إلى إسعاف ولا تصلح للسير حتى داخل المدينة، لأنها بحاجة إلى صيانة )عاجلة” أيضاً.

الليلة البارحة وبعد (7) سنوات من تلك الواقعة ، سمعت ذات العبارة : (الإسعاف عايز صيانة) ، وذلك بعد وقوع حادث مؤسف نتجت عنه إصابات بليغة وكانت الحاجة ماسة لإسعاف بعض الحالات الخطرة التي وصلت مستشفى الدندر، ولم تكن بالمستشفى سيارة إسعاف جاهزة لإنقاذ حياة المصابين وإيقاف شلالات النزيف… مؤسف جداً أن تجد المستشفى الرئيس لمحلية يصل عدد قُراها إلى حوالي (200) قرية خالٍ تماماً من أية سيارة إسعاف.. ومؤسف جداً أن تسمع عبارة: ( الإسعاف عايز صيانة) كلما وقعت الواقعة… وهي عبارة سمعتها قبل سبع سنوات، ولايزال إسعاف مستشفى الدندر (عايز صيانة) ، ولا يهم أن يُنقل المصابون بعربة (كارو)، أو (بوكسي 83)… هناك في محلية الدندر عبارة (الإسعاف عايز صيانة) كافية جداً إيجاد العذر لوزير الصحة الدكتور محمد عبد القادر، وبالطبع كافية جداً لإيجاد العذر لوالي سنار الضو الماحي ، وكانت كافية جداً لتبرير تقصير المعتمدين السابقين الذين تعاقبوا على المحلية :عبد المحمود ، وأبو القاسم حسن فضل الله وحبيب الله الشيخ والحالي عبد العظيم آدم يوسف…

لكن ورغم كل شيء الصدفة كانت أمس سانحة ومباركة حينما جمعت مجموعة من أبناء الدندر المستنيرين بوزراء المالية والتربية والتعليم ، والشباب والرياضة بولاية سنار ومعتمد محلية الدندر لتكون هذه القضية حاضرة ضمن عدد من قضايا المنطقة الملحة في مجالات الصحة والتعليم والزراعة وبقية الخدمات ، إذ تعهد وزير المالية ومعتمد المحلية باستجلاب سيارتي إسعاف وصيانة الإسعاف القديم واستكمال كافة جوانب النقص.. فاستمعنا بوعي وإدراك إلى تنوير شامل عن خُطط وبرامج بعضها يجري تنفيذه الآن ،كما وجدنا تطمينات قوية من معتمد الدندرعبد العظيم آدم يوسف، ووزير المالية الدكتور إبراهيم سليمان ما يُمكن أن تُخفف بعض الآهات التي تعتمل بها صدور أهل الدندر جراء التقصير والإهمال الذي تطاولت سنواته.

وختاماً نقول للأخ الدكتور محمد عبد القادر وزير الصحة بولاية سنار عبارة واحدة فقط : (أصحى شوية ياخ)… اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..