ليس بالأمل وحده يحيى الإنسان

العجب كل العجب لرجل بات شبعاناً و يعلم أن جاره بات جائعاً ، لكن الأعجب أن يكون الشبعان سارق الجعان يا سودان.
لطالما تعجبنى كلمات الفنان (عايز أكون لقمه للجعان)
لنذهب فى سياحتةٍ وجدانيةٍ مع أحدى قممنا ، هنا أنقل لكم :
ذات يوم زوجتة سيدنا عمر بن عبدالعزير رضى الله عنه وهو في مصلاه تسيل دموعه على لحيته فقالت يا أمير المؤمنين ألشيء حدث ؟ قال : يا فاطمة إني تقلدت من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسودها وأحمرها فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري والمجهود والمظلوم والمقهور والغريب والأسير والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة فخشيت ألا تثبت لي حجة فبكيت .
و من هنا إلى هنالك و ما أعظم! من ضربوا لنا الأمثال :
عن الفاروق عمر بن الخطاب – رضى الله عنه :
ويلك يا عمر، لو أن بغلة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق؟!
لعل و بل إن الرئيس الرئيس عمر ، يعلم علم اليقين أن جل الشعب جعان ، فلا هو بجهالة ماريا إنطوانيت زوجتة لويس السادس عشر ، عندما سألت عن سبب التظاهرات و لا هو بسذاجتها عندنا علمت السبب ، أن الشعب جائع و لا يجد الخبز ، و قالت قولتها الخالده : طيب ، ما ياكلوا باسطه.
فرئيسنا يمشى فى الأسواق ويسمع و يرى و يدخل المساجد و يسمع و يرى ، بغض البصر ما يرى
بالتقارير التى تُرفع إليه حملت بحق true أو تلفيقاً untrue إذاً هو يعلم العلم النافى للجهاله و بيده القرش و القلم . رغماً عن ذلك أقول : لا خير فينا إن لم نقلها يا عمر و لا خير فيك إن لم تسمعها منا : يا عمر ، يا عمر ، يا عمر الشعب جعان و
جبان إى تقرير رُفِع لك بغير هذا . نطالب بتغير الحال .
قد لا و قد نجيد دندنة السياسه أو دهائها أو دهنزتها ، هذا ليس بمهم ،فبمربط الفرس شعب جعان،فكن هناك.
خرج كعادته بتفد المدينة بالليل ،سيدنا عمر رضى الله عنه ، فوجد أسره بطرف المدينة من الأعراب (مِوِليح البلد،التى نكره نشق حاراتها المتسخه!) بها
أم (تسوط )حجارة فى ماعون على نار ،لتشغل بها أطفالها الجياع ،حتى يناموا و قد أشبعتهم بالأمل، و ليس بالأمل وحده يحيى الإنسان ، تسلل عمر الإنسان و جرى لبيته -نعم جرى و جاء يسعى و معه
زوجته فطلخ لهم.
وقفت أم الأطفال محتاره من عظمة هذا الرجل الذى ينفخ على النار لينضخ الطعام أسرع ، ليأكل العيال منه ، قطع عليها تيار أفكارها المندهشه صوت زوجته ،مبدد السكون بقولها لزوجها الذى لامست النار لحيته ،أن حاسب يا أمير المؤمنين .
أى يفهم يتهادى و يجتاح هذا القلب الأليم من هذا الصنيع العظيم ! من بعد كل هذا المشهد ، أمير المؤمنين بنص بمولح و بنص الليل (شادى )حله لأطفال جياع.
نما لعلمى يا أخى عمر أنك قبل سنين عده كنت تخرج لأطراف المدن بكل ليل من رمضان و تصرف (مال) لعدة أُسر, أسال الله لك حسن القٓبول
و حسن القٓبول لكلامى : السودان لن يغيثه خروجك وحدك بليل لتطعم مائة أسره فقط ، فالجوع قد سرى و سرب و إستشرى ، فأخرج بما هو أوفى .
و لك فى العمرين إسوةٌ حسنهٌ .

طبتم
[email][email protected][/email]