مرتزقةُ الوهمْ و خطابُ الكراهية ..

…………….
ومامِنْ كاتبٍ إلا سيفنى,, ويُبقيْ الدَّهرُ ماكتبتْ يداهُ
فلاتكتبْ بخطِّكَ غير شيءٍ ,, يسرُّكَ في القيامةِ أنّْ تراهُ
الإمامُ الشافعيْ
…………….
إنَّ سعيَ شعوب الأرضِ إلى السَّلمِ الأهليِّ والتعايشِ والاستقرار ارتطمَ / يرتطِمُ ماحيَتْ البشريةُ بصخرةِ الكراهيةِ / بثِّ الفرقةِ و الفتن ماظهرَ منها ومابَطنْ ,, و دعاوى التجزِئة والخرابْ .
يقودُ ذلكَ خطابٌ تحريضيٌ / حاقِدٌ / مأزومٌ ,, تتعدَّدُ وجوهه / صورهُ / أشكالهُ عبر أفرادٍ / مجموعاتٍ تخريبيَّةٍ تمارسُ فاحشَ الفعلِ والقولِ تحت مظلاتٍ أصوليةٍ موتورةٍ / دونَ وطنيَّةٍ / وحشيَّةٍ / ضالةٍ / مضلَّةٍ / غوغائيَّةِ التجلِّيْ والسُّلوكِ والهوى .
ويعتمدُ هؤلاء الأفراد وتلك المجموعاتِ فيْ حملاتهمْ المتدثرة برداءِ التدَّين الواهم / الكاذب / المتبجح عبر رفع شعاراتِ معارضةٍ لفعلٍ ما ,, وتدَّعيْ في بعضها مفاهيم التحرُّرِ والديمقراطيَّة للوصولِ إلى دغدغةِ عواطف البعض الذيْ ينشدُ فعل التغيير والإصلاح ,, ويرى بعض المثالب في الواقع ويضلُّ المسارباقتفاءِ هؤلاء وهؤلاء مِنْ مروجي الأفكار الرديئة ,, حيثُ تغيبُ عنه – عنها الأجندات الخفيَّةِ لهذه المجموعاتْ التي تقومُ بتمويلها وتحريكها أجهزة مخابراتٍ عتيدةٍ في التآمر ( وهيَ ذات الأفراد والمجموعات التي توزِّع تُهمَ التآمر والتشويه بحقِّ كلّ مَنْ يخالفها فعلاً وقولاً وترميه بالتطبيل والعمالة لأجهزةٍ أمنَ الوطنِ المعنيّ لحرف أفهام الخلق عن القضيَّة الأساس وهي وجود الوطن واستقراره وبقاؤه) و بينما يتمّ تمويل هذه الفئاتِ للتخريب وزرع بذور الشقاق في مجتمعاتها الأصليَّة.
وترتزقُ هذه الأفراد / المجاميع على الدوام بتنفيذ أفكارها الشيطانيَّة وترويجها ,, متخفيَّة وراء أفكارِ التديّن الواهم ( النفاق ) المنهيُّ عنه ديناً وخلقاً ,, والرؤى الزائفة لخداع الجماهير ,, بينما هي تعملُ في الأساسِ على ( الارتزاق المادي والعينيْ على حسابِ مصالح شعوبها ) .
و تسعى هذه المجموعات والأفراد للوصولِ إلى أهدافها الخبيثة بشتى الوسائل والطرق غير المشروعة عبر تسويقِ دعاوى وأفكار لتجييش المشاعر البدائيَّة لدى الفئات المستهدفة ,, وذلك بنشر شبكاتٍ من التصوُّراتِ الهدَّامة ذات الصبغة الأصوليَّة / الجهويَّة / المناطقيَّة / القبائليَّة ,, حيثُ تعملُ على تكرار أكاذيبها دونَ هوادة للإيهامِ بأنَّها تجريْ على أرض الواقع ,, والتضخيم للأحداث العارضة ,, وتصوير الأمرَ على غير حقيقتهِ ,, متناسيَّة أنَّ الأديان والشعاراتِ التحرُّرِيَّة براءٌ من الكذب والوسائل الرخيصة للوصول إلى أيِّ هدفٍ كانْ ,, وهنا تنكشفُ أكاذيبها على المدى المنظور والملأ بعد وقتٍ طالَ امْ قصُر ,, وإنّْ لمْ يحدثْ أنْ تمَّ فضحها ومحاصرتها ونفيها غرقت الشعوب في بحور من الصراعاتِ والدماءِ التي كانت في غنىً عنها ,, فتتمزقُ أوصالها ,, والدِّينُ والحكمةُ والأخلاقُ براءٌ مِنْ هكذا إفسادٍ وسفكٍ للأرواح البريئة .
ومِنْ أمامها ومِنْ خلفها منصاتٌ إعلاميَّةٌ (لاتتعدى قناة فضائيَّة / يتيمة بدأ كشفها وتعريتها بعد ماحصلَ مِنْ تمزقات وفوضى في ماسُميَ بـ” الربيع العربيْ” في السنوات الماضية وإلى اللحظة,, وبعض ” مواقع ألكترونيَّة” مأجورة ,, انصرفَ العاقلونَ – العاقلاتُ عنها ,, وأضحت في غالبها مهجورة ).
وعملتِ هذه الأجهزة المخابراتيَّة على مدى سنوات طويلة بشراء ذممِ العديدين – العديدات وتعمل على تلميعهم – تلميعهنَّ ودعمهم – دعمهنَّ في مختلف ضروب العمل العام مثل الكتابة والفنون والسياسة والإقتصاد بتبني بعض الشخوص وصناعة رجال أعمال – المال كغطاء – عبر عملياتِ غسلِ أموالٍ مشبوهة ( وتقوم بصرف أموالٍ طائلةٍ عليهنَّ – عليهم في بلدان عديدة ليعملوا ? يعملنَ على تشويه وبث السموم في نسيج بلدانهم – بلدانهنَّ واستقطاب الغافلين – الغافلات,, وذلك لتصديرهم / تصديرهنَّ إلى الأوطان التي تستهدفها هذه الجهات لمصالحها الخاصة ,, لتمضيْ الأحداث عكس تطلعاتٍ شعوبها ,, حيث تجهدُ في تسليط الأضواءِ عليهم – عليهنَّ على الرغم مِنْ محدوديَّة إمكاناتهمْ ? إمكاناتهنَّ ,, معتصمين بالبعد المكانيْ واستغلال هذه المنابر ,, ومحاولات خلق أتباع لهم ? لهنَّ ,, ولو من ” الغوغاء” أو الذين يجهلون الوقائع المقصودة بسبب الجغرافيا أو قلة الإهتمام وهو تأثير لايُجدي نفعاً ,, بحكمِ أنَّ أيَّ واقع لايتغير بشكلٍ فعّال ومباشر إلا بما يجري فيه ,, أو في محيطه بدرجة أقلّْ .
وتحشدُ تلك الجهات / المنصات الإعلامية الأموال مِنْ مخصصاتِ شعوبها والمواطن البسيط وخيراته التي كانَ من الأجدى أنّْ تُوظَفَ في مايفيده ويؤمِّن حياته المعيشيَّة ,, وليس لتدمير شعوبٍ أخرى قد تلتقيْ معه في المعتقد والتأريخ والإنسانيَّة والثقافة .
وتدورُ حول هذه المنابر بعضٌ مِنْ جوقاتٍ / أبواقٍ / هتَّافين ( أفراداً كانوا ? كُنَّ أو جماعاتٍ ) وتجمعهمْ ? تجمعهنَ عواملُ الجهلِ / التعصُّبِ / الحقدِ / القبيلةِ / المنطقةِ / القرابةِ / التخلُّفِ / الوهم ,, حيث تجدهمْ ? تجدهنَّ يلجؤون ? يلجأنَ في غالبِ التصرفاتِ إلى السِّباب والإساءاتِ الشخصيَّة والعداء البذيء/ اللامبرر,, والتعدِّيْ الموجَّه الذي تنفرُ منه النفوسُ السويَّة ,, وفي تناقضٍ سافِر مع القيم والأفكار التي يدعونَ ? يدعينَ محاولاتِ تحقيقها على أرضِ الواقع ,, كما أنَّ بعضهمْ ? بعضهنَّ ليسوا ? لسنَ على حالٍ جيدة في الممارساتِ الأخلاقيَّة العامة ( خُلقاً وديناً ) ,, وبعضهمْ / بعضهنَّ لايكادَ يفيقُ مِنْ سُكرٍ طوال أيامه ? أيامهنَ ( حقيقةً لامجازاً ) وهو فاقدٌ لوعيه الفردي فكيف لهُ أنّْ يناقش ويسهمَ في وعيٍّ وطنيٍّ عامْ ؟!! ,, وكان مِنَ الأجدى تقويم سلوكهمْ ? سلوكهنَ بدل محاولات تبني شأنٍ عامٍ ( هُمْ – هنَّ بعيدونَ – بعيداتٍ عنه جغرافياً ووطنيَّة ,, حيث أنَّ هناك مئاتِ الآف مِنْ الإرتريين ? الإرتريَّات دعموا ? دعمنَ ويدعمونَ ? يدعمنَ ” إرتريا ” بلا هوادة وبكلِّ قوة في عملية بناءَ بلدهم – بلدهن ,, وهمْ – هنَّ إحدى ركائز الوطن وحماته مِنْ كلِّ معتدٍ أثيمٍ ( ولايوجد واقع يتمَّ توجيهه بالـ”ريموتْ كنترولْ” !!) حيث يغلب الخوفُ والخورُ على هذه القئة ,, وتستعصم بالبعدِ وتتخذ مِنْ قوانين الغرب حماية لها لتهذيْ كيفما شاءتْ دون رادع مِنْ دينٍ أوخلق ,, وكانَ ويكونُ من الواجب محاولة تقويم الذات وتنقيَّة الدواخل من سوءِ الفعل والنوايا ,, والامتناع عن تحريض الشعوب على بعضها البعضْ وزرع الفتن ,, فالـ( الفتنةُ نائمة لعنَ اللهُ مَنْ أيقظها ).
,, وأنْ تحاول تمثُّل التقوى قولاً وسلوكاً وتوجهات ,, وخصوصاً أنَّ ( جهاد النفس مُقدم على كلِّ جهاد كما يُنبيءُ “القرانُ الكريم ” و” الإنجيلُ ” و”التوراة” وجُلَّ ” الشرائع المقدَّسة” التي تدَّعيْ هذه القئة المارقة استنادها إليها ؟!!).
وقد ناضلتْ ” إرتريا ” كغيرها مِنْ شعوبِ الأرض لدرءِ مفاسد الإستعمار وتناضل مِنْ أجل درء أيَّ مفاسد تظهر وتصحيح مسيرتها على الدوام ,, وهو نضالٌ طبيعيٌ وواجبٌ يتمُّ على أرض الواقع خلال الربع قرن الذي مرَّ على هذا الكيان الجديد بعمر الشعوب ,, للحفاظ على السيادة وتعايش مكوناتها وعرقياتها التسع التي كافحتْ بشكلٍ مُشترَكٍ خلال عقود لتثبيتِ هذه الحلم الذي تحقَّقَ بتضحيات إنسانها الذي يحمل ملامح هذا التنوُّع الباهر والمتماسكِ عبر رحلة طويلة من النضال المتصلّ ضدّ العدو وأدواته من قوى التخلّف والتجزئة والتآمر مِن أبناءِ وبنات جلدته وغيرهمْ – غيرهنّْ ,, ومازالتْ أبوابُ الأمل والتفاؤل مُشرَعةٌ حتى تحقيق الهدف المنشود وهو الحفاظ على ” إرتريا ” مستقلة / مزدهرة / تملكُ قرارها ,,وينعمُ إنسانها بسلمه وأمنه ,, ويحيا فيها موفور الكرامة ,, لاتهدِّدهُ أيَّ قوة تسعى في محاولاتٍ بائسة لنخر وحدته المتينة / الراسخة ,, وتحاول تنفيذ أجنداتٍ عدوَّة تستهفُ تأريخ هذا البلد وحاضره ومستقبله ,, وهو لمْ ولنْ يتحققَ بسبب وعي مجتمعنا الإرتري الصلب والمتين / المرصوص على قلبِ نبضٍ واحد ,, وفهمه العميق لتجربته النضاليَّة ومامرَّ به مِنْ منعطفاتٍ تجاوزها باقتدارْ.
وهاهو اليوم وبعد أنّْ رسخَ دولته وتجاوز الحربَ العدوانيَّة الأخيرة مِنْ قبل نظامِ ” الويانيْ ” والتيْ اشعلها العدو على عكس تطلعاتِ ورغباتِ الشعبين الإرتري والإثيوبي منذ العام 1998م يستعيدُ أنفاسه أقوى مما كانَ ,, مفنداً ومفكِّكاً “خطاب الكراهية ” الذي حاولت بثَّه قوى التآمر و” مرتزقةُ الوهم ” عبر ( الفيس بوك والتويتر ووسائط الشبكة العنكبوتيَّة وقناةٍ وحيدةٍ / نشاز هي ” الجزيرة ” وأخرى تابعةٍ هزيلة تدعي ” الحوار ” ) لمحاولة تكرار مانجحت فيه ( جزئياً ومؤقتاً ) منْ تدمير لبعض الدول المحيطة ,, والتي ستستفيدُ من تجربتها في التعاون ودروس الماضي ،، حيث تركتَ هذه الفئات التيْ تحاول أنّْ تعيثَ فساداًّْ تعمل باسم ” الحريَّة ” وهي منها على النقيض ,, وستعملُ كما تعمل وعملتْ ” إرتريا ” على نفي ومحاصرة ومحاسبة ” مرتزقة الوهم” وإلى الأبد مِنْ هذه الوقائع والرميْ بهم – بهن إلى مزبلة التأريخ وتعريتهمْ ? تعريتهنّْ .
وهاهيَ ” إرتريا ” بفضل التصدِّيْ الشعبيْ ورؤية إنسانها العميقة والواعيَّة والمخلصة تمضيْ بخطىً واثقة (لمْ ولا ولنْ ) تهزَّها ريحُ المؤامراتِ المنتنه,, ومحاولات زرع الفتن ( ورأينا عبر عدساتِ الكاميرا الواقعيَّة في التلفزيون الإرتري ,, والصور في ” الوسائط الإجتماعية ” كيفَ أنَّ الحشود ملأتْ ساحاتِ جامع ” الخلفاء الراشدين ” حتى فاضت الباحاتُ والجموعُ وهي تتجاوب مع ترديدات “المدائح النبويَّة” والمنشدين والحضور مِن كل الفئات والأعمار والأطياف الإجتماعية في نسقٍ واحد وعريض تعلنُ حبَّها لسيد الخلق محمد “عليه الصلاة والسلام ” والوطن ؟! ,, وفي تناغم ملأ أرواحنا بروعة النفحات الإيمانيَّة وقوة هذا الشعب وتلاحمه المتين ورجال الدين ( الإسلاميْ / المسيحيْ ) وهم يجلسون في صفٍّ واحد ,, وفضيلة الشيخ / سالم إبراهيم المختار وهو يتحدث في كلمته الضافية عن معاني الحبِّ والوئام والتسامح والتعايش في ” إرتريا ” ,, أرضُ هجرة صحابة رسول ( ص) والمسيحيَّة و” النجاشيْ ” ,, ومعانيْ الخلق الكريم الذي لايعرف الفحشَ قولاً ومعنى ,, و في ردِّ أخير وحاسم على ( نعيق البعض ) وفي تعرية لماكانت تبثه مواقعُ “الفتنة” من كذبٍ صريح ,, وكما قال الرسول المصطفى ( ص) : أنَّ مَنْ غشنا فليس مِنَّا ,, و: المسلمُ مَنْ سلم الناسُ مِنْ لسانه ويده .. إلى آخر دعاوى الخلق النبوي الكريم : إنما أتيتُ لأُتمِّمَ مكارم الأخلاقْ,, فعنّْ أيُّ دينٍ تتحدثونْ / تتحدثنّْ ؟!.
فلاتكونوا- تكنَّ كالصفائح الصدِئة / الفارغة تصدرُ ضجيجاً ولاتحمل أي محتوى غير الإزعاج وتعكير صفو المحبين ,, فمعيارُ الإنسانيَّة هو الصدق والخلق الرفيعْ .
والشَّعبُ الإرتري على أبوابِ مرحلةٍ أكثر تماسكاً وقوةً ومنعه اكتسبها بفضلِ نضالاته المشترَكه والمديدة وصموده الأسطوري,, وقد مهرته سنواتُ الصبر والمعاناة والتضحيات والعطاء صلابةً راسخة / متينة ,, ولامكانَ في هذا الوطن لأيِّ ( فاسقٍ ) / ( كاذبٍ ) / ( خوَّان ) أو ( ناعقٍ بخرابْ ) ,, وكما قالَ ” فرانز كافكا ” : إنَّ أجملَ التأريخِ كانَ غداً .
وللحديثِ اكثر مِنْ بقيَّة / وللوطنِ ألفَ ? مليونَ تحيَّه
كاتب وباحث اريتري..
لست الا ارزقيا يصفق للدكتاتور الجاثم هناك في ارتريا الشقيقة تماما كما يفعل ارزقية الصحافة الممجدة لكيزان العار. قوم لف بالله .36
لست الا ارزقيا يصفق للدكتاتور الجاثم هناك في ارتريا الشقيقة تماما كما يفعل ارزقية الصحافة الممجدة لكيزان العار. قوم لف بالله .36