ورديْ فيْ قلوبِ الإرتريينْ ..

ورديْ فيْ قلوبِ الإرتريينْ…

في ذكرى رحيله السادسة..

فيْ ” الذكرى السادسة” لوفاة ” الهرم السّودانيْ الخالد وواجهة ” إفريقيا وفنانها الأولْ / محمد عثمانْ ورديْ ” رحمه الله ونفعَ ” بفنِّهِ ” شعوب الأرضْ المحبَّة للسلام والتآخيْ قاطبة .
………………………
شامخٌ كـ” نيلْ” .. حالمٌ كـ” فنّْ” .. خصبٌ كـ” إفريقيا” .
…………………………………
الثامن عشر من فبراير 2012م
…………………………………
يأتي الخبرُ كوقعِ حزنٍ ثقيلٍ يدبَُ بأوصالهِ في تلافيفِ ذاكرةٍ فنيّة تحتشدُ بعطاءِ ذلك الفنان الشامخ كالـ” نيلْ ” ,, والممتدّ على ضفافِ حلمٍٍ إفريقيٍ ناصعٍ وبهيْ .
تداعتْ بي الأوراق إلى العام 1997 م – اللقاء الذي جمعني بهذه القامة الشاهقة كأشجار ” البانْ / القلامطوسْ” ,, حين غنى كلماتٍ كتبتها له وفق رغبته أنْ يغني مِنْ “إرتريا ” وعنها .
كانت تجربتي الأولى في مجال ” كتابة النصوص الغنائية ” حينها ,, حيث ينصبَّ جهدي – ومازالْ – في الكتابة الشِّعريَّة والروائيّة.
وقد وظف الفنان الكبير/ ورديْ ايقاع مجموعة ” التغريْ” الإرترية في تلحينِ الكلماتْ .
كانت هي المرَّة الثانية التي قدِم فيها إلى ” إرتريا ” ,, حيث كانت المرَّة الأولى في ستينيات القرن الماضيْ .
كان ” ورديْ” قادراً على الدفع وشحذ المخبوء لدى الغير وبلورته في صورة منتوجٍ فنّي وهو مافعله معيْ لأجرب الكلمة الغنائية ,, جاء وردي نهاية العام 1996م إلى ” أسمرا ” ,, ومكث بها قرابة الثلاثة أشهر هي عمر اجتماعي به في شقة الأخ/ فكري الحسن محمد عثمان ” مسؤول الجالية السُّودانيَّة ” الآن في ” إرتريا ” ,, كانَ يسكنُ ” فكريْ ” حينذاكْ إلى جوار ” ميدان فياتْ ” .
” فكريْ ” الذي نعدُّه سودانياً / إرتريا بحكمِ طول مكوثه في العاصمة الإرترية “أسمرا ” ,, شأنه شأن العديد من “الإخوة السودانيينْ” في “إرتريا”.
كانَ ” ورديْ” وبعظمة الفنان العارف يطلب منَّي أنْ استمع له وهو يقرأ مِنْ ” دفتره الأحمر الغلافْ” قصائد غنائية لـ” إسماعيل حسنْ” و”إسحاقْ الحلنقيْ” ,, و”محمد المكِّي إبراهيمْ” ,, وغيرهم مِنْ شعراء “الغناء السُّوداني الكبار ْ ,, وذلك في طوافٍ شعريٍ رائع مع الذاكرة الفنية في سوداننا الحبيبْ.
ظللتُ أرى أنَّ النسيج الثقافي الإرتري السُّوداني يتداخل حدَّ التماهي والالتحام إلى أنْ حظيتُ بشرف أنْ يلحنَ ويغنيْ / الفنان العظيم الراحل من كلماتٍ متواضعاتٍ كتبتها في حبّ إرتريا :

هناكَ خلف رابيه
هُنا
ملامحٌ لنا
نضمُّها
فيورقُ الحِمَى
تقطرُ الدُّروبُ مِنْ مرارةِ الأسى
نضالنا
قوافلُ الدِّما
ياوطناً يطلُّ مِنْ بيارقِ النشيدْ
ومُدُناً تهدهدُ القاماتِ في أحشائها
نحنُ لها/ نحنُ لها
نوارساً / مشاعلا
حلماً وعيدْ
***
هناكَ خلفَ تلَّةٍ
وتومضُ الحدودْ
” إرتريا ” السُّهولَ والنّجودْ
جبالها التغفو على صدرِ الهوى
نسمةً تتيهُ في الوريدْ
أمانة الشهيدْ
***
” إرتريا ”
هُنا – هُنا
تاريخنا
يافخرنا
ومجدنا التليدْ
……………

يعشقُ “الإرتريونَ ” كما ” السودانيينَ ” غناء ” ورديْ” وصدحه الجميل الآسر على مرّ الحِقَب والعهود ,, مابقتْ تلك الوشائج والروابط المتينة بيننا وبينكمْ.
وهو ماأمَنَ عليه دوماً الفنان الإرتري الأب الرّاحل / الأمين عبداللطيف في آخر لقاءٍ له مع إذاعة صوت أميركا بصدد تأبين الفنان الكبير محمد وردي ,, لتضحي مسيرة وردي كحلمٍ سُودانيٍ / إرتريٍ / إفريقيٍ متنامي المدّ في عطاءٍ استمر وسيستمر كجريانِ ” النيلِ” الشامخ وعذوبة ” اللغة العربية ” ولغاتنا بلا استثناء وهي تشكِّلُ ملامحَ الحلم الوريف لغدِ ومستقبل هذه المنطقة وشعوبها ,, ونهر ” القاشْ ” وكلّ المساحات التي صدحَ فيها ومعها فناننا ذائع الصيتْ ,, معانقاً بشدوهِ فضاءاتِ الحريَّة والانطلاق صوب صبحٍ جديدْ .
هكذا كان ومازال ” محمد ورديْ ” منارة انعتاق وأمل ,, وشمعة حبٍّ لاتنطفيء ,, مابقى الإنسان والفنّ الرسالي الخالدْ .
الهمَ اللهُ الشَّعب ” السُّوداني” و” الإرتري” و”العربي” و” الإفريقي” و”العالم” الصَّبر والسُّلوانْ / وإنّا لله وإنّا إليه راجعونْ .

كاتب وباحث اريتري..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله بنبادلكم حب بحب يا استاذ احمد عمر والمرحوم وردي دوماً كان موحد الشعوب الأفريقية لذا إختير فنان افريقيا كأخوته من الفنانين الافريقيين كالمالي “سالف كيتاوايضاً السنقالي يوسو ندور , شكراً استاذ احمد عمر (والله بنحبكم )

  2. والله بنبادلكم حب بحب يا استاذ احمد عمر والمرحوم وردي دوماً كان موحد الشعوب الأفريقية لذا إختير فنان افريقيا كأخوته من الفنانين الافريقيين كالمالي “سالف كيتاوايضاً السنقالي يوسو ندور , شكراً استاذ احمد عمر (والله بنحبكم )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..