عذرا د قاسم، فالمقصوده هي الأحفاد

انها لقمة التراجيديا ان تقوم مجموعه من الاستقصائيون الجدد بعملية بحث نتنه عن مصدر الشهادات الاكاديميه لأحد علمائنا الأفاضل في أقصي الغرب الأمريكي بعد ان بلغ من العمر عتياً، بينما هنالك عشرات الجامعات السودانيه علي مرمي حجر تطفح بدكاترة التمكين والفاقد التربوي. فعلة هؤلاء الذين ادعوا ان د قاسم بدري لم يتحصل علي شهادتي الماجستير والدكتوراه في جامعه كاليفورنيا تدل علي اننا أصبحنا شعب سطحي اكاديميا يمكن التلاعب بمشاعره بمجرد خطاب مكتوب باللغه الانجليزية لا يعرف حتي مقدموه ترجمته الاصليه، ثم بكل سهوله يحاولون إيهامنا بصحة المواضيع المضمنة فيه. الا انك اذا دققته النظر فيه تجد ادلة براءه اكثر من ادلة ادانه. وللاسف، يصفق لهم بعض الناس مما جعلنا شعبا اغلب مكوناته من الذين يستمعون الي القول فيتبعون اسوأه .
اكثر مايضحك في موضوع هؤلاء الناس ضد د قاسم بدري ان دليلهم علي عدم نيله شهادتي الماجستير والدكتوراه خطاب مروس باسم جهه هلاميه لايمكن اعتباره سوي دليل براءه يؤكد ان البروف قد نال هاتين الشهادتين. مأمعني ان يقول الخطاب (Unable to confirm ) وترجمتها بالعربيه (عدم الاستطاعة للتأكد) ثم يستخلص هؤلاء الناس ان الخطاب (أكد) ان الدكتور لم يكن مسجلا في الجامعه. هل هنالك تغبيش اكثر من هذا؟ والأكثر إضحاكا انهم يقولون بأنهم اتصلو بالجامعه وقالت لهم لا يوجد ما يثبت ان د قاسم قد كان مسجلا للدراسه فيها ثم ياتون بخطابهم الفضيحة كدليل علي ذلك. هل أصبحنا شعبا معوج المنطق؟ بعد قراءة الخطاب بتأن استخلصت كذبتين كبيرتين استندت عليهما المجموعه اللاهثة لتحطيم شخصية جامعة الأحفاد الاكاديميه في شخص مديرها. أولاهما ان الخطاب لا علاقة له إطلاقا بجامعة كالفورنيا وإنما صدر من جهه ابعد ماتكون عن الادارة الاكاديميه للتعليم العالي في امريكا. كأن من يريد التأكد من تخرج طالب في جامعة الخرطوم فيرسل استفسارا الي مؤسسة ام المؤمنين الخيريه. وعندما بحثت عن تاريخ تلك الجهه وجدتها قد تأسست في العام 1994 وأنها منظمه خاصه وغير ربحية كل ماتفعله الرد علي الاستفسارات الاكاديميه بعد اتصالها بالجهة المعنيه (جامعة كالفورنيا في هذه الحاله) والخطاب للاسف لم يشير الي انها فعليا قد اتصلت بالجامعه ام لا. الم يكن من الضروري ان يقوم هؤلاء الحادبين علي التعليم في بلادنا بالاتصال مباشرة بالجامعه فضلا عن هذا المشوار الطويل؟ ولانهم لم يفعلوا ذلك ولن يفعلوا، فقد صعب عليهم التأكد من الوصول الي هدفهم المتمثل بتجريم د قاسم اكاديميا، ورغم عن ذلك، جاء في استقصائهم القول الكذوب ( لجأ فريق الاستقصاء الي جامعة كالفورنيا) مع انني لم اري اي دليل علي ذلك الا اذا كانت اعيننا قد اصابها العمي فأضحت لاتري كلمة جامعة كاليفورنيا في خطاب أمامها. واتحدي ثلاثتهم ان يشيروا الي المكان في الخطاب الذي يؤكد اي علاقة للجامعة بمحتوي الخطاب.
اما الكذبه الثانيه والتي يجب ان يعاقب عليها القانون لانها تمس الشرف الأكاديمي للدكتور هي تأكيدهم ان الخطاب المذكور اثبت ان سجل الجامعه خال من اسم د قاسم بدري. نظرت الي الخطاب مره واثنتين وثلاثه علني اري هذه المعلومه ولكنني للاسف لم أراها. الخطاب لم يقر ان الطالب لم يتخرج من الجامعه، وإنما أكد ان عدم وجود الاسم يرجع لأسباب اخري تتعلق بصحة المعلومات التي ارسلها الاستقصائيون منها علي سبيل المثال عدم صحة الاسم وتاريخ الميلاد والرقم الوطني او عدم إرفاق طلب من د قاسم شخصيا يسمح لهم بمراجعة معلوماته او ان الدكتور كان قد طلب من الجامعه عدم الإفصاح عن معلوماته الشخصيه وهذا امر عام وعادي وحق قانوني نعرفه نحن الذين نعيش في الغرب اذ ان القانون اعطانا الحق بمنع اي كائن من الاستفسار عن معلوماتنا الخاصه حتي اذا كانت الحكومه ذات نفسها.
الشئ الاخر المثير للدهشة ان حيثيات قرارهم الوهمي بان الدكتور لم يدرس بالجامعه استند علي ان المجال الذي تخصص فيه غير مدرج في مناهج الجامعه. لا يستطيع اي عاقل اكاديميا الا ان يستغرب من هذا القول لانه استخفاف بالعقول الاكاديميه. ولتوضيح هذه النقطة لابد من الرجوع الي التاريخ الذي نال فيه الدكتور الشهادتين وهو النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي. وإذا سألنا اي متخصص نال شهادته العليا في او حول هذا التاريخ سيقول لنا بوضوح ان نيل هاتين الشهادتين في ذلك الزمان قد كان بالبحث فقط (By research) وليس بالدراسة (By courses ) كما هو حاصل الان. وتؤكد المعلومات التي تحصلت عليها ان الدراسات العليا في جامعة كالفورنيا وفِي كلية التعليم بالتحديد حيث تخرج د قاسم قد كانت بالبحث وليس بالدراسة كما جاء في موقع الجامعه ([url]www.ucsb.edu[/url]).
ثم نأتي الي قول المجموعه ان تخصص (التعليم ماقبل المدرسي) والذي نال فيه الدكتور الشهادتين المطعون فيهما ليس مدرجا في مناهج الجامعه. رغم موافقتي علي هذه المعلومه الا انني لا اري اي علاقه بينها وبين شهادات الدكتور التي تحصل عليهما عن طريق (البحث) وليس عن طريق (الدراسه). الأكاديميون يعلمون ان هنالك اختلاف بين الطريقين اذ ان طريق نيل شهاده عليا بالدراسه يحتاج الي منهج واضح مدرج في كتيب الجامعه ومكون من عدد من الكورسات واجب علي الطالب حضورها، اما نيلها عن طريق البحث فلا يتطلب وجود منهج وإنما يعتمد علي المقترح (proposal ) الذي يقدمه الطالب للكلية وعليها ان تقبله او ترفضه بواسطة الدكتور الذي سيشرف عليه. وأكون في منتهي الشك اذا قامت ادارة كلية التعليم (College of education ) في الجامعة برفض مقترح بحث عن التعليم ماقبل المدرسي لان لهذا الموضوع علاقة وثيقة بالعميله التعليميه والتي من اجلها أسست هذه الكلية. كما ان الجامعه في موقعها علي صفحة كلية التعليم قد أوضحت ان ذلك هو احد أهدافها ويمكن مراجعة هذه المعلومه في الرابط التالي:

[url]https://en.m.wikipedia.org/wiki/Gevirtz_Graduate_School_of_Education[/url] نحن لن نطالب بإعلان براءه من البروف او جامعة الأحفاد لان ذلك مطلوب من الذين أعلنوا تجريمه. فالقاعدة القانونيه تقول (البينه علي من ادعي) وهانحن ننتظر دليلا اخر لإثبات التهمه غير هذا الخطاب الفضيحة.
مخطئ من يظن ان المستهدف من هذه الحرب الضروس هو شخصية الدكتور، وإنما العميله اكبر من ذلك بكثير. المقصود هو صرح الأحفاد الذي استعصي علي بعض النافذين لانهم لم ينجحوا في تحطيمه طيلة السنوات الماضيه. كيف يتقبل هؤلاء وجود صرح أكاديمي مثل الأحفاد في بلد يحكمون سيطرتهم عليها ولا تكون يدهم الطولي فيه؟ الأحفاد فخر الجامعات السودانيه ومن أفضل الجامعات النسوية في العالم فدعوها تعلم بناتنا معني الحياه.
د الرازي الطيب ابوقنايه
لندن
[email][email protected][/email]