مجرد حقد وحسد وفشّ غبينة، “يا سيدي”!

كان سطح بلاطة الكاونتر الرخام المتشقق في غير مكان خاليا من أثر شيء يصلح للأكل. سطح بارد وساكن. كما لا يوجد هناك على الرفوف القليلة الملصقة بحائط المطبخ الداخلي سوى حفنة ملح وقشرة بصل خارجية ضارب لونها إلى الحمرة الباهتة منسيّة هناك أسفل قلاية البيض النظيفة المغطاة بطبقة خفيفة من الغبار. أما الثلاجة بالغة القصر، ماركة “كولدير”، التي ظلّ يعلو صوتها ويخفت بغتة في آن، فقد كان بها “جك” من البلاستيك مملوء بالماء تقريبا إلى المنتصف. باختصار، بدا مطبخ شقة لورد الله الفقير، كما قد توقع حامد عثمان نفسه من قبل مجيئه، ولا أكثر من اليأس من قائد مضلل، خاليا حتى من العدم.

لورد الله هذا لا يأكل في العادة، سوى الخمر. لا عجب إذن أن المدعوة “أم خميس”، عشيقته، تصنع وتبيع “العرقي”، في شقتها القريبة، من شارع هارون الرشيد، في مصر الجديدة. أنا لا أدري. تلبسني الدهشة والحيرة مثلك تماما. أما الشيطان، غريب الأطوار، الذي يضع أحيانا ضلالته، ربما من باب التغيير وغلبة المزاج النزق، في غير موضعها؛ فوحده الذي يعلم ما الذي ظلّ يجتذب طوال الوقت امرأة جميلة، ريّانة العود، متزوجة، ذات أرداف من شأنها أن تُوقف حركة المرور ساعة ذروة، مثل أم خميس هذه، وحتى من دون سائر رجال هذا الكون الفسيح العريض المترامي قاطبة؛ إلى رجل مثل لورد الله، هذا النحيل جدا، كسلكِ الكهرباء؟!

ثمة مثل شائع، في مصر، أرض المنفى.. ومفرمة الغرباء، قد لا أتذكره الآن، سوى على نحو غائم، وقد تقادم بي العهد بعدا، لمدى سنوات عديدة، عن حياة النّاس هناك، مفاده:

“الذي يُمنح الأقراط الذهبية، عادة ما يخلو رأسه من آذان”

عبدالحميد البرنس
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لورد الله الحاقد لن يجعل من الاغبياء كتاباً ورواة كبار ..لانه ولبلاهته لا يأكل سوي الخمر..مسكين لانه لا يعلم ان الخمر لا تؤكل بل تشرب..(معذرة أحياناً يطبخ بها خاصة اذا كانت الطاهية هي ام خميس ست العرقي ذات الأرداف الذهبية التي هي وحدها مع مساعدة أعضاءها التناسلية استطاعت ان توقف الحركة في نهار يوم الأربعاء قائظ الحرارة في وسط مدينة الخرطوم

  2. سلامات صديقنا العزيز البرنس وشكرا على النص الجميل، وألف مبروك صدور رواية السادة الرئيس القرد كما عرفت من صفحة الصديق أبو خنيجر. لك كل أمنيات المزيد من الابداع.

  3. أولا:
    ليت هذا الجزء نشر هنا مع الجزء السابق تحت “من أوغاد هذا العالم”
    المهم?
    ثانيا:
    شكرا عبد الحميد البرنس على هذا اﻷلق السردي المدغدغ اللذيذ، والذي ﻻ يقدر عليه ‏( وﻻ يتذوقه ‏) إﻻ من رحم ورزق ربي .
    أبهرني وصف الممر الضيق ‏( كلحد لعمﻼق (!
    وكاد أن يحبس أنفاسي أعجابا وصف ما يمكنك تسجيل براءته بإسمك تحت وسم ” ما بعد خروج إبن آدم على عجلة من الحمام لفتح الباب !”
    المشهد اﻷخير ذكرني بقول ماركيز، والذي كان في بداية مشواره الروائي يستصغر هيمنجوي، أنه أحتاج وقتا ليفهم عبقرية هيمنجوي السهلة الممتنعة، وختم قائﻼ : ” يمكنك ككاتب أن تتعلم منه أكثر من أي شخص آخر وصف كيف يدور ‏( يعني : يلف ‏) شخص حول زاوية شارع “!
    منك يمكن أن يتعلم أي كاتب كيف يصف :
    ” الخروج عجلة من الحمام لفتح الباب !”
    شكرا مرة أخرى
    And keep up the good work

  4. لورد الله الحاقد لن يجعل من الاغبياء كتاباً ورواة كبار ..لانه ولبلاهته لا يأكل سوي الخمر..مسكين لانه لا يعلم ان الخمر لا تؤكل بل تشرب..(معذرة أحياناً يطبخ بها خاصة اذا كانت الطاهية هي ام خميس ست العرقي ذات الأرداف الذهبية التي هي وحدها مع مساعدة أعضاءها التناسلية استطاعت ان توقف الحركة في نهار يوم الأربعاء قائظ الحرارة في وسط مدينة الخرطوم

  5. سلامات صديقنا العزيز البرنس وشكرا على النص الجميل، وألف مبروك صدور رواية السادة الرئيس القرد كما عرفت من صفحة الصديق أبو خنيجر. لك كل أمنيات المزيد من الابداع.

  6. أولا:
    ليت هذا الجزء نشر هنا مع الجزء السابق تحت “من أوغاد هذا العالم”
    المهم?
    ثانيا:
    شكرا عبد الحميد البرنس على هذا اﻷلق السردي المدغدغ اللذيذ، والذي ﻻ يقدر عليه ‏( وﻻ يتذوقه ‏) إﻻ من رحم ورزق ربي .
    أبهرني وصف الممر الضيق ‏( كلحد لعمﻼق (!
    وكاد أن يحبس أنفاسي أعجابا وصف ما يمكنك تسجيل براءته بإسمك تحت وسم ” ما بعد خروج إبن آدم على عجلة من الحمام لفتح الباب !”
    المشهد اﻷخير ذكرني بقول ماركيز، والذي كان في بداية مشواره الروائي يستصغر هيمنجوي، أنه أحتاج وقتا ليفهم عبقرية هيمنجوي السهلة الممتنعة، وختم قائﻼ : ” يمكنك ككاتب أن تتعلم منه أكثر من أي شخص آخر وصف كيف يدور ‏( يعني : يلف ‏) شخص حول زاوية شارع “!
    منك يمكن أن يتعلم أي كاتب كيف يصف :
    ” الخروج عجلة من الحمام لفتح الباب !”
    شكرا مرة أخرى
    And keep up the good work

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..