مقالات سياسية

شركاء أزمة الدواء

خلال الأيام الماضية ظل كل المواطنين وحتى الآن منشغلين بانعدام أدوية الأمراض النفسية لمدة شهرين مما تسبب في مشاكل للمرضى ولا أحد من المواطنين يعرف سبب هذه الأزمة التي اتضح ان خلفها شركات تعمل في استيراد الدواء بجانب الحكومة، و يبدو ان هذه الشركات لم تعد أمينة على صحة المواطن فقد أصبحت تساوم على صحته مقابل الكسب والربح. لا شك أن الحكومة تتحمل مسؤولية المشاكل التي تحدث في قطاع الدواء أياً كان نوعها شح أو ندرة أو انعدام أو غلاء، ولوعدنا إلى عقدين ونصف من الزمان سنجد أن الدولة هي التي تتحكم في قطاع الدواء وتعمل معها الشركات الخاصة بكل انضباط وضمير، وهذا طبعاً لا ينفصل عن أداء الحكومات العام في القطاع الاقتصادي والسياسي في ذلك الوقت، بعد ذلك بدأ قطاع الدواء ينزلق من يد الحكومة بسبب الفساد وسوء الإدارة والمصالح الشخصية حتى تحول الدواء إلى سلعة مثل أية سلعة في السوق الأسود وتحولت شركاته إلى مافيات تعمل بلا رقيب أو حسيب ولن أبحث عن دليل أكثر مما وصل إليه الحال اليوم ويكفي ما فعلته عشرات الشركات التي تلاعبت بأموال الدواء التي منحها لها بنك السودان، وهذا ليس موضوعنا الآن لأن ما قامت به الشركات هذه المرة أيضاً يستحق الوقوف عنده. حقيقية كنت أتابع هذه الأزمة والتي خلقت نوعاً من الخوف والقلق بين أهالي المرضى خشية أن يرجعهم ذلك إلى نقطة الصفر بعد أن قطع مرضاهم شوطاً بعيداً في العلاج، ولم أكن أتوقع ان هناك شركات خاصة يمتلكها مواطنون تملك هذه الأدوية ولكن طمعاً في الأرباح احتفظت بها في المخازن، وكنت قد حمَّلت الأزمة للحكومة وحدها حتى انني سألت وزير الصحة عن سر هذه الأزمة، وقد كانت المفاجأة حين أكد أن الأدوية موجودة ولكنها في مخازن الشركات التي لا تريد إنزالها السوق طمعاً في الأرباح أو خوفاً من اضطراب الدولار، نعم من حق هذه الشركات أن تربح ولكن هذا التصرف يثبت انها تريد (خبطات) وليس ربحاً معقولاً يتناسب مع القيمة التي استوردوا بها الدواء قبل ارتفاع الدولار كما قال الوزير، والذي أوضح ان الأيام القادمة ستشهد انفراجاً في جميع أنواع الأدوية وخاصة أدوية الأمراض النفسية لأنهم استطاعوا أن يقنعوا هذه الشركات بالبيع بأسعار معقولة، لا أدري كيف أقنعوها وهذا كلام غريب فالحكومة يجب أن يكون لديها شروط واضحة تفرضها على الشركات التي تعمل معها في هذا المجال ولا يجب أن (تحنسها) من أجل المصلحة العامة وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الأزمة، السؤال المهم الآن إلى متى سيظل هذا الحال؟ وان تمت معالجة الأمر اليوم فماذا عن الأيام القادمة خاصة وأن الحاجة إلى الدواء مستمرة ومتزايدة؟ حقيقية هذه (العملة) إدانة لشركات الأدوية التي اتضح انها تعمل بلا ضمير من أجل التكسب والمنفعة الشخصية على حساب البلد والمواطنين، ولكن تظل المصيبة الأكبر هي فشل الحكومة المستمر في إعادة الاستقرار لقطاع الدواء لأن الأمر أصبح مربوطاً بأزمة اقتصادية وسياسية وضعت الصحة بأكملها في مهب الريح.
التيار

تعليق واحد

  1. يا استاذة اسماء

    لو انا صاحب شركة استيراد ادوية امراض نفسية وكان عندي في المستودعات مائة كرتونة وهي عبارة عن كل راسمالي المستثمر وقمت ببيعها الان واستلمت قيمتها , هل استطيع بهذا المبلغ ان اشتري عدد مائة كرتونة مرة اخري في ظل هذه الظروف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أظن انني استطيع شراء حتي خمسين كرتونة بهذا المبلغ ….
    عشان كدا لاتلومي شركات الادوية التي تحافظ علي رؤوس اموالها فقط وليس جشعا في انتظار ارباح لكن لومي هذا النظام الكيزاني الاخرق وعلي رأسه البشير المتخلف.

    ماتعاينو في الفيل وتطعنو في ظله ,,,,,,,,,,

    تحياتي لك

  2. يا استاذة اسماء

    لو انا صاحب شركة استيراد ادوية امراض نفسية وكان عندي في المستودعات مائة كرتونة وهي عبارة عن كل راسمالي المستثمر وقمت ببيعها الان واستلمت قيمتها , هل استطيع بهذا المبلغ ان اشتري عدد مائة كرتونة مرة اخري في ظل هذه الظروف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أظن انني استطيع شراء حتي خمسين كرتونة بهذا المبلغ ….
    عشان كدا لاتلومي شركات الادوية التي تحافظ علي رؤوس اموالها فقط وليس جشعا في انتظار ارباح لكن لومي هذا النظام الكيزاني الاخرق وعلي رأسه البشير المتخلف.

    ماتعاينو في الفيل وتطعنو في ظله ,,,,,,,,,,

    تحياتي لك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..