وبدأت المعركة الداخلية

الذي يتابع ما يجري على الساحة الداخلية في راهن الوقت يدرك أن ثمة “تغيير” لافت للانتباه يحدث الآن، لكن في نفس الوقت لا أحد يستطيع أن يقطع بأن هذا التغيير حقيقي أم أنه إجراء شكلي اقتضته ظروف معينة… لا أحد يدري على وجه الدقة الهدف النهائي لجملة القرارات التي شهدها المسرح السياسي خلال الشهر الماضي، لكن لا بأس من قراءة المعطيات الحالية بشيء من الموضوعية…

الناظر إلى المشهد السياسي، والاقتصادي يلحظ أن هناك فوضى عارمة أوشكت أن تُحدث شللاً تاماً في الحياة الاقتصادية، وكادت أن تُجمد الدم في عروق الاقتصاد القومي وتلقيه جثة هامدة بلا حراك، هذه الفوضى استدعت قرارات حاسمة بدأت بـ:

1 تكوين مجالس سيادية سحبت البساط والصلاحيات من الجهاز التنفيذي الذي أصبح بموجبها جهازاً صورياً بلاء أعباء وأن الصلاحيات والسلطات كلها تجمعت في قبضة القصر الرئاسي…

2 إصدار قرارات وضوابط اقتصادية وإجراءات حاسمة لضبط السوق ومكافحة التهريب ولجم جموح الدولار ومحاربة تجار العملة.

3 إعادة رجل الأمن والمخابرات القوي صلاح قوش إلى رئاسة جهاز الأمن لضرب المهربين والمضاربين ومن في حكمهم.

4 إعفاء قيادات عليا في جهاز الأمن والمخابرات مثل نائب رئيس الجهاز ومدير الإدارة السياسية في جهاز الأمن وغيرهما.

بإلقاء نظرة فاحصة تأخذ في الاعتبار الأسباب الموضوعية لفشل الإدارة الاقتصادية الحالية وتصاعد الضائقة المعيشية يتوقع أن تشهد الساحة السياسية إعفاء عدد من وزراء القطاع الاقتصادي وعلى رأسهم وزير المالية، كما يتوقع إقالة محافظ بنك السودان حازم عبد القادر.

كما يتوقع أن تشن السلطات حرباً شعواء على الفساد خاصة وأن الرئيس البشير بدا أكثر استعداداً للتضييق على من أسماهم “القطط السمان” الذين يحملهم وزر الفوضى ورفع تيرمومتر الضائقة المعيشية، ولعل هذه واحدة من المعارك التي يتأهب “قوش” لخوضها، ولعل ما يعزز ذلك خطابه الأخير بأكاديمية الأمن العليا…

يتوقع كذلك أن يخرج اجتماع المكتب القيادي لـ”الوطني” بقرارات تدعم هذا الاتجاه الذي أشرت إليه بما ينسجم مع التوجه الجديد للحكومة، وهو الاستغناء عن القيادات الفاشلة والفاسدة والتي كثُر الحديث عنها في وسائل الإعلام… لكن ثمة سؤال يدور بالأذهان: هل الحكومة جادة هذه المرة في إنجاز إصلاح حقيقي يتجاوز الصورة النمطية التي تعود عليها الناس؟ بمعنى هل تتخطى ممارسة “التخدير”، أم أنها لا زالت تمارس “لعبة” ذر الرماد على العيون لعبور المرحلة الحرجة..؟ هذا ما ستُبديه الأيام المقبلة…. اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة

تعليق واحد

  1. المتوقع مزيكا عسكريه وقرآن وتنكيس اعلام بعدها بيع البصل بما حصل اعتقد الله يستر لا محل لها في الاعراب.خاصه نحن الان على عتبه نهايه مرحله حتميه لامفر من ذلك…كل المؤشرات تدل على ذلك

  2. المتوقع مزيكا عسكريه وقرآن وتنكيس اعلام بعدها بيع البصل بما حصل اعتقد الله يستر لا محل لها في الاعراب.خاصه نحن الان على عتبه نهايه مرحله حتميه لامفر من ذلك…كل المؤشرات تدل على ذلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..