بريق خلافاتهم لا يعني التغيير ! .

دعونا نقول أننا لا نعلم ما يخطط له الحزب الحاكم ( وتوابعه ) فيما يتعلق بالازمة الإقتصادية التي نعايشها ، ويجب أن لا نزعج أنفسنا به ؛ إذ أن الأمر لا يستحق الإجتهاد أو التنبؤ لما يمكن أن يحدث بسبب أننا أعتدنا في كل الأوقات أن نستقبل قرارات تخصهم بالدرجة الأولى ( كحزب وشخصيات ) أو بالأحرى في إطار طاولة الكيكة ( والكيكة هنا للأسف كما هو معلوم هي الثروة والسلطة )!.
يتم الحديث الآن عن تغييرات في أجهزة الحزب والدولة ، وأيضآ نتابع العمل على العديد من القرارات التي تتعلق بالأوضاع الإقتصادية ( المتأزمة ) وما يثير الدهشة هنا هو أن مثل هذه الإجراءات، وأعني المتعلقة بصرف العملة وضبطها ، وتقييد الإستيراد وضبط الحدود وما يتصل كان يجب العمل بها بعد فصل الجنوب مباشرة ؛ بإعتبار انه الوقت الذي إتخذ فيه الإقتصاد السوداني مسارآ مختلفآ ? لأعود وأتساءل ما هو المانع الذي أخر إتخاذها كل هذه السنوات ؟؟! ( بعد خراب سوبا ) ، ومصلحة من هذه ? من الأفراد والجماعات – التي فرضت على البلاد أوضاع صعبة لم تطرأ على قلب أعظم المتشائمين ؛ والأصل هو أن المواطن السوداني يستحق وضعآ أفضل بالنظر الى ما تتمتع به بلادنا من ثروات وموارد ؛ ولكنه سوء الإدارة سادتي والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة والمحاباة ؛ فتم تبديد وإهدار كل شئ .. وكنا لا نعرف هَمْ العيش ، و آمنين في كل شئ ، وليس بيننا بخيل !.

ما يزعجني هو أنني لم أستوعب مسألة الإدارك المتأخر الذي يبدو أنه رسخ على قيادة البلاد وحملها على الثورة ( الداخلية ) وباتت تصرح وتصدح ( بما معناه ) أن بينهم فاسدين وقططآ سمان ، وهل كان الأمر يستحق كل هذه السنوات ؟؟!! ، وهو أمر معلوم للغاشي والداني ، وبإمكانك أن تصادف شخصآ بسيطآ يحاول توفير إجابة لنفسه حال وقف عند مظاهر ثراء لأحد ما ، وتجده يعمل على البحث عن إجابة سؤال ” من هو الداعم ؟! ” وتكون أنه قريب فلان ، أو شريك فلان ، أو عديله … الخ ، وفلان هذا بالضرورة هو أحد الذين حصلوا على قطعة ( من الكيكة ! ) .
التغيير الشامل هو المطلوب في هذه البلاد التي للأسف أساسها التمكين ، وعمادها الولاءات والترضيات ، وقبل أن يتم تطبيقه ( واعني التغيير ) يجب أن يفهم – ناسكم – أنه تم إلغاء العملية … ويؤمنوا بأهمية التوقف لبداية مرحلة جديدة ( غير) ، ففرضه بالقوة قد لا يكون له الأثر في العمق يبقى شكلي فقط ، وتواصل الشلليات والقروبات والأجنحة تدير مصالحها في دائرتها فقط وتنفذ اجندتها دون عوائق تذكر .
فقط المطلوب أن يفهموا أن الدولة لنا جميعآ ( وليست للحزب ) وأن الجميع يتساوى في الحقوق والواجبات ( والفرص ) .. وأقول قولي هذا واعلم يقينآ أنها صراعات داخلية تخصكم وفي الغالب لن تكون مفيدة للوطن والمواطن .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..