مقالات سياسية

بسبب حماية المسؤول تضيع حقوق المؤسسات الوطنية

✍ من أوجب الواجبات على أي وزير هي حماية مؤسسات وزارته، والزود عن غاياتها وأهدافها وعدم انحراف المسؤولين بها الي مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية، فالوزير الصارم الذي يضع الوطن نصب عينيه، لا يقبل اطلاقاً بخراب المؤسسة الوطنية ويقف موقفاً قويّاً ضد كل من يحاول تدمير مؤسسات وزارته فهو المسؤول أمام الله عز وجل قبل أن يكون مسؤولاً أمام الحكومة عن الحفاظ على مؤسسات وزارته.

✍ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هي الوزارة الوحيدة التي لا تتحمل الصبر على أخطاء المسؤولين فيها، فخطأ مدير جامعة يعني أن يدفع ثمنه طلاب وطالبات جامعته، مما يعني ضياع الأجيال وفقدان الهوية العلميّة للمؤسسات التعليمية فتصبح بذلك أشبه بإقطاعات خاصة بالمدراء والمسؤولين بها.

✍ ما يدعو للأسف أن وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي وقفت صامتة عن كل ما يحدث من تجاوزات بجامعة كسلا من قبل مديرها الحالي، بالرغم من معرفتها الكاملة واحاطتها بجميع الأمور ولكنها للأسف وقفت موقف المتفرج الذي يعجبه الحال وتسرّه النزاعات وكأنه ينشد ضياع القيم والأخلاق في مؤسسة جامعية تعليمية تعتبر أكبر صرح تعليمي بولاية كسلا، وهي جامعة كسلا، أم الجامعات السودانية.

✍ مدير جامعة كسلا الحالي قام بفصل أكثر من 40 أستاذ جامعي لمختلف الأسباب، ودخل مع بعض الأساتذة صراع قانوني عبر المحاكم في اكثر من قضية مدنية أو جنائية، صرف فيها أموال مقدّرة دون حوجة لكل هذه القضايا التي حاول عبرها هذا المدير اضفاء الشرعية عليها بتنسيبها للجامعة وهي قضايا نتجت عن خلافات شخصية بحتة بين وبين بعض أساتذته.

✍ هذا المدير يحمي المتهمين بالتحرش بالطالبات وبدلاً من أن يقوم بمحاسبتهم وفصلهم يقوم بنقل من ثبتت عليه التهمة الي جامعة أخرى ومن لم تثبت عليه ينصبه علي رأس أي ادارة بإحدى كليات الجامعة.

✍ هذا المدير عيّن عمداء للكليات هم في الأصل تعيينهم خطأ لعدم مطابقة شهادات البكالاريوس التي تخرجوا بها لشروط تعيين أعضاء هيئة التدريس التي نصّ عليها قانون التعليم العالي والبحث العلمي بالبلاد.

✍ صمتت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي على هذا المدير وهي تعلم تماماً أن يقوم بالزام الطلاب أبناء المغتربين بدفع رسومهم بالدولار، علماً أن سياسة الدولة واضحة تماماً وقرارات الوزارة أوضح من الشمس بخصوص هذا الأمر.

✍ مدير جامعة كسلا أنشأ (كافتيريتين) بالمجمع الشرقي لجامعة كسلا الذي به كليات الحاسوب والاقتصاد والتربية والقانون، وهي شبيهة بالقهاوي او المقاهي الشعبية لوجود عدد من (البنابر) فيها، ويرتادها من الخارج من ليس لهم صلة بالجامعة نهائياً، وقد قام اثنان منهما بافتعال مشاجرة مع دكتور اللغة الإنجليزية وهو يؤدي محاضرته وقاما بكسر يده، وتم فتح بلاغات بالقسم الأوسط بشرطة كسلا.

✍ كل هذه الأحداث وغيرها الكثير والكثير ولكن تقف وزيرة التعليم متفرجة وهي ترى بأم عينيها تدهور جامعة كسلا والنفق المظلم الذي دخلت فيه وخاصة مصير كلية الطب والعلوم الصحية وهي تفقد أخصائيي قسم الجراحة وبسبب هذا يتم تأجيل دراسة مقررات الجراحة الي حين حل المشكلة مما قد يسبب تدهور في الأوضاع الأكاديمية في حالة مواصلة الصمت من وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي.

✍ ضاعت حتى الأخلاق والقيم والمعاني السامية عند مدير جامعة كسلا وهو يقوم بتفويض عميد كلية الحاسوب الذي فتح بلاغ جنائي ضد أستاذ التشريح البشري، وصار يدافع عن قضايا شخصية لمدير الجامعة ليست لجامعة كسلا أي علاقة بها، ولكن استخدم المدير ومُفوّضه اسم الجامعة ستاراً لخلافاتهم الشخصية مع أستاذ التشريح البشري، وقد ظهر هذا واضحاً في التهم التي اتهم بها عميد الحاسوب والذي تخرج بالدرجة الثالثة (مقبول)، فقد كانت اتهاماته في أن أستاذ التشريح البشري كتب مقالاً عن بحوث علمية تخص مدير الجامعة وأفرغها من مضمونها العلمي، وكتب مقالاً عن أخطاء طبية في العمليات القيصرية لهذا المدير، ومهاترات بين الدكتورة ابنة مدير الجامعة ونسيب مدير الجامعة بصفحة الفيسبوك الخاصة بنسيب المدير وغيرها من أمور لا دخل لجامعة كسلا بها نهائياً، ولكن يريد مدير الجامعة ومُفوّضه اقحام هذه المؤسسة في أمر شخصي بحت، وكان الأولى بالمدير ومُفوّضه فتح هذه البلاغات بصورة شخصية.

✍ صمت وزيرة التعليم العالي عمّا يحدث من مدير جامعة كسلا وتسببه في ادخال الجامعة في أمور شخصية دخلت فيها أسرة مدير الجامعة في الخلاف، سيُؤدي لاحضار عدد كبير من أساتذة الجامعة كشهود في التهم المختلفة لمدير جامعة كسلا ضد أستاذ التشريح البشري، مما سيرهق هذه الجامعة التي تعتبر هدية هذه الحكومة لانسان ولاية كسلا ولشرق السودان، وقد رفض مدير الجامعة كل حلول القيادات المدنية والأهلية والرسمية بولاية كسلا من أجل الحفاظ على مؤسسة جامعة كسلا.

✍ لن يخسر مدير الجامعة ولن يخسر أستاذ التشريح في هذا البلاغ فالخاسر الأكبر هو المؤسسة الوطنية، التي أهدر وأشان سمعتها من فتح هذا البلاغ الشخصي ويريد ادخال مؤسسة وطنية تعليمية في خلاف شخصي بينه وبين أساتذته، ويجد الحماية الكاملة من الوزيرة التي ما زالت تغرق في الصمت راضية بما يحدث بجامعة كسلا.

✍ ما شجعني لكتابة هذا المقال، تصديقي ولو لنسبة بسيطة أن نهج الدولة الحالي هو الإصلاح وحماية مؤسسات الوطن، فجامعة كسلا أمامة في أعناقنا جميعاً والحفاظ على هذا الصرح التعليمي هو مسؤولية جميع القائمين على أمر هذا البلد، فالوطن يحتاج لمسؤولين صادقين في حماية موروثات الأجيال، ولا يليق بمؤسسة تعليمية كبرى أن تدخل في مستنقع الخلافات الشخصية التي ستضر بها وتحرفها عن مسارها التعليمي التربوي.

✍ أتمنى صادقاً أن يصل صوتي لمن يحملون همّ الإستقرار لبلادنا الحبيبة ومن يُخلصون النوايا لله عزوجل في أن نبني وطناً قائماً على الحق والعدالة، وأن تكون حماية مؤسسات الدولة هي الغاية وليست حماية المسؤول القائم على أمرها.

✍ كل منسوبي جامعة كسلا يعلمون تماماً أن أستاذ التشريح البشري صادق تماماً في كل ما كتبه عن مدير جامعة كسلا، ولكن رغم ذلك تقف الوزيرة مؤيدة لهذا المدير ومناصرة له في الباطل متناسية قوله تعالى:(ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا) 109- سورة النساء.

✍ علي بابا

تعليق واحد

  1. العزيز على بابا لك التحية..مقالك اصابنى بالدوار و شعرت انى اتجول فى (اندايا اكرم الله الكاتب و القارئ الكريم ) هل انت حقا تتحدث عن مؤسسة تعليمية عظيمة هى جامعة كسلا ؟ و هل انت فعلا تتحدث أساتذة كرام يعلمون اولادنا و بناتنا ام انك تحدثنا عن مجموعة من المساطيل ؟ او ربما تكون اخطأت الجامعة و دخلت الى مصحة نفسية … عقلى يكاد لا يصدق ما تقول…والله نحن امام كارثة تستدعى إقالة الوزيرة و تدخل رئيس الدولة مباشرة بصفته المسئول الأول عن التعليم …حسبى الله ونعم الوكيل. ..

  2. العزيز على بابا لك التحية..مقالك اصابنى بالدوار و شعرت انى اتجول فى (اندايا اكرم الله الكاتب و القارئ الكريم ) هل انت حقا تتحدث عن مؤسسة تعليمية عظيمة هى جامعة كسلا ؟ و هل انت فعلا تتحدث أساتذة كرام يعلمون اولادنا و بناتنا ام انك تحدثنا عن مجموعة من المساطيل ؟ او ربما تكون اخطأت الجامعة و دخلت الى مصحة نفسية … عقلى يكاد لا يصدق ما تقول…والله نحن امام كارثة تستدعى إقالة الوزيرة و تدخل رئيس الدولة مباشرة بصفته المسئول الأول عن التعليم …حسبى الله ونعم الوكيل. ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..