هلع الحكومة

المتتبع للاحداث التى تدور رحاها داخل الوطن المستلب يدرك تماما حجم الفاجعة التى اصابت جسد السودان ابتداءً من تاريخ اول يوم لأنقلاب العسكر على السلطة مرورا بكل السنوات العجاف التى نخرت عظم المواطن ودهست كبرياءه واستحلت دمه ونهبت موارده فأستطالت الفارهات السوامق وتطاول المتأسلمون فى بنيانهم داخل وخارج السودان وتسيدو السوق طولا وعرضا ممسكين بزمام الامور فيما يخص السلع الضرورية ولعبة المضاربة فى الدولار لمصالحهم الخاصة مما أدى الى تقزم سعر العملة المحلية امام العملات الاجنبية بدرجة مخيفة .
لقد عاث الاسلامويون فسادا نتنا على كافة المستويات فصار المواطن يبحث عن لقمة عيشه فى غابة يتسيدها وحوش الكيزان فلا يجد المواطن مايسد رمقه ويرجع متعب ومنهك الجسد يلعن ويسب ويفترش بكاء الاطفال ونحيبهم الموجع
اننا نعيش فى عهدهم البائس نسترق السمع ريثما ينعى الناعى على مسامعنا خبر جيفهم وكنسهم بعيدا عن عوالمنا الانسانية
تدافع الاحداث هذه الايام ينبئ بشر مستطير ينتظر الشعب المغلوب على امره , فالتغييرات والانقلابات التى طالت مؤسساتهم الوهمية ماهى الا تصفية حسابات وحرب باردة بين معسكرين داخل الحزب فليس صلاح قوش بساحر او فلتة زمانه ليحقق ماعجزت عنه الحيكومة طيلة سنوات عبثها بالسياسة , فالكل يعلم ان قوش نفسه كان عراب جهازهم الامنى سنوات عدة ولم يستطيع ان يحمى خرطومهم من الغزو العسكرى نهارا عند قائلة شمس خليل ابراهيم واستبيحت العاصمة كحمل وديع لا حول له ولا قوة.
ف كيف لهذا ان ننتظر منه عافية دولتنا وامنها واقتصادها وهو بكل هذا السخف والتهاون .
الان الصراع اصبح واضحا داخل المؤتمر اللاوطنى بين جناح نافع وزمرته الذين يرون ان البشير ليس له حق الترشح لولاية اخرى وبين صقور اخرى تصطنع الولاء وتمجد هولاكو بحثا عن موطئ قدم لها فى المولد القادم الذى يتوهمونه
فالاعفاءات التى حصلت داخل المؤسسة الامنية ماهى الا تصفية كوادر نافع ومجموعته وتكسير مقاديفه استعدادا للانقضاض على السلطه من ابواب اخرى وسيناريوهات جديدة ليس من بينها مبادئ ومرتكزات فكرية تؤسس لدولة المواطن الذى ينتظرها
الان سوف تزداد القبضة الامنية على الشرفاء المناضلين الذين ينشدون دولة المواطنة والديمقراطية و ستكمم الافواه التى تنادى بالحرية ولا تفوت علينا المسرحية سيئة الاخراج التى افتعلها قوش باطلاق سراح بعض المعتقلين بحثا عن اعلام زائف وتمكين فطير , فالزنازين مازالت تأوى المئات من المعتقلين المناضلين الذين قال عنهم قوش خروجهم رهين بتحسن سلوك احزابهم , فتحسن السلوك فى نظر قوش هو الخضوع لسلطة التتار وقبضة هولاكو وتكميم افواههم والرضى بمقسوم سياستهم العرجاء
ولكن نقول لك وحاشيتك ان الشرفاء يؤمنون بالحرية والانعتاق من حكم العسكر والاسلامويون فلن تلين لهم قناة وسيواصلون فى نضالاتهم بحثا عن واقع افضل وسياسة رشيدة وديمقراطية مستدامة
اذن لن تكون هناك شوارع بدون احتجاجات سلمية وهتافات ضدكم حتى يسقط هرم سلطتكم المقيتة وتكسير اجنحتكم وصولا لدولة المؤسسات والديمقراطية.
محمد منصور ابورزق
[email][email protected][/email]



