الجوار العربي والأفريقي

التحولات الفُجائية في أجهزة الحكومة مؤخراً وجملة القرارات التي صدرت وأربكت المشهد السياسي وألقت بظلال اقتصادية وسياسية مباشرة وغير مباشرة علي مجمل النشاط الاقتصادي والسياسي في السودان، قطعاً لها أسباب داخلية وأخري لانعلم عنها كثيراً ولكن بقراءة متأنية لناتج القرارات رغم قصر الفترة ومع بعض الشواهد هنا وهناك، وبمعرفة ( أولية) لبعض الشخصيات المؤثرة والنافذة والتي قفزت إلي واجهة الأحداث الأخيرة نجد أن (العامل الخارجي) سوف يتضح جلياً من خلال التحول القادم في علاقات السودان الخارجية مع دول في الجوار العربي والأفريقي ، في عاصفة الحزم تحول السودان من معكسر إلي آخر بسرعة أذهلت القريب قبل البعيد ، وجدت الخطوة الدعم والتشجيع من أقلام وقيادات قريبة من السلطة وبل حتي من بعض الأقلام المحسوبة علي (المعارضة) وكل هؤلاء والحكومة السودانية ، كان ( المأمول) والمتوقع (عندهم) أن يحصد السودان نتيجة الموقف الحازم والسريع في (عاصفة الحزم) وتنعكس (القفزة) علي خزينة الحكومة (الخاوية) ولكن الواقع الماثل بعد مرور فترة ليست بالقصيرة كان مخيباً لكل آمال وتطلعات الحكومة ، ولذلك كانت الخطوة اللاحقة – زيارة روسيا والتقارب مع تركيا وقطر – (مفهومة) وتُفسر الكثير من النقاط الغامضة و تسلط الضوء علي المناطق المظلمة في ملف العلاقات الخارجية.
يبدو أن الحكومة سوف تعيد قراءة الملعب وتعيد تريب أوراق اللعبة السياسية فيما يتعلق بملف العلاقة مع دول الجوار وخاصة مصر والإمارات وجنوب السودان، وربما تلقي التحولات الأخيرة بظلال (جديدة) علي العلاقة مع أثيوبيا وبعض التحولات) وإعادة قراءة ملف سد النهضة والوصول إلي موقف سوداني (متوازن) بين مصر وأثيوبيا ، ولاننسي العامل الاقتصادي والتطلع السوداني لعلاقة سلسة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتحسين صورة السودان أمام المجتمع الدولي
التحول المتوقع أيضاً له أثر علي المعارضة السودانية ، المدنية والمسلحة، ربما تتعرض المعارضة لضغوط من قبل دول الجوار للدخول في حوار مع الحكومة السودانية (تحت سقوفات معلومة) ومحسوبة بدقة، الإمارات وبعض دول الخليج تعمل علي إطفاء بؤر التوتر في العلاقة بين السودان ومصر ، وفي ذات الاتجاه دفع مسيرة التعاون وعلاقة حسن الجوار وتبادل المصالح بين السودان وجنوب السودان، وتحسن علاقة السودان مع مصر وجنوب السودان يؤشر لمستقبل عمل المعارضة السودانية، صحيح ربما لاتمضي هذه التحولات إلي نهاية الشوط وربما تعرض لعقبات وتحولات هنا وهناك ، وخاصة أن الحكومة السودانية تجيد التنقل من موقف إلي آخر غير أن الثابت في كل تحولات الحكومة السودانية من خانة العداء إلي الصداقة والتحالف في (يوم وليلة) هو سوء الحال الاقتصادي والخزينة (الخاوية ).

حسن بركية
[email][email protected][/email] الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..