مقالات وآراء2

مشكلة الإجلاس في المدارس

عندما كنَّا في المدرسة الابتدائية نزورُ المدرسة في الإجازة أحياناً للاهتمام بأحواض الزهور بالتناوب حسب جدول يُعدُّ لنا قبل الإجازة، خلال تلك الفترة كنا نشاهد عملاً دؤوباً يتم خلاله مراجعة جميع مقاعد المدرسة (الكنبات والأدراج)، حيث تتم صيانتها وتغيير التالف منها وإعادة طلائها بلون موحد.

نفس العملية كنا نشاهدها في المتوسطة والثانوي ولكن تتغير الكنبات إلى كراسي وأدراج، لأنَّ كل طالب يجلس لوحده. ومنذ مطلع التسعينيات وحتى اليوم توقفت هذه العملية لا أدري لماذا، ولكن بعد سنوات قليلة بدأت المقاعد في جميع المدارس تتقلص إلى أن انعدمت في بعضها، ما هو موجود الآن من مقاعد غالباً وفره الأهالي أو بجهود ذاتية لمديري المدارس والخيرين، ولذلك نجد المقاعد في الفصل الواحد في كثير من المدارس تتنوع ما بين كراسي، وكنبات وبنابر وترابيز وأشياء أخرى. منذ سنوات مضت وحتى اليوم هناك مشكلة إجلاس كبيرة تعاني منها المدارس، ففي بداية هذا العام صرحت وزيرة التربية والتعليم آسيا محمد عبد الله، أن نسبة الإجلاس بلغت 70% وأن هناك فجوة قدرها 30%، ولأن هذه الحكومة تعودت دائماً أن لا تقول إلاَّ نصف الحقيقة أو ربعها، فإنَّ تلك الفجوة غالباً ما تكون 60% أو أكثر.

خلال الأيام الماضية انتشرت صور لمئات التلاميذ وهم يؤدون الامتحانات التجريبية جلوساً على الأرض ولا شيء يفصل بينهم وبين التراب، تلك الصور ليست من اتجاه واحد في السودان بل من عدة اتجاهات بما فيها العاصمة، وقد أصبحت منظراً مألوفاً منذ سنوات، هذه هي المرحلة التي وصلنا إليها في ظل حكومة المشروع الحضاري. 28 سنة وهي في سدة الحكم لم تستطع حتى توفير مقاعد للتلاميذ في أغلب المدارس، وليست هذه هي المشكلة الوحيدة فالتعليم بأكمله يواجه ظروفاً مأساوية وبسببها تسرب الأطفال من المدارس والذي استحمل وواصل تعليمه، فإنه لا ينال ما يكفي من تعليم ومهارات تؤهله لبناء مستقبل مزدهر. وانعدام الإجلاس واحد من أسباب كراهية التلاميذ للمدارس، هذا غير أن الجلوس على الأرض أو بطريقة غير مريحة يؤثر على مهارة الكتابة، و يؤثر على التركيز وعلى الصحة، أما سوء البيئة وضعف كفاءة المدارس فيؤثر على العملية التعليمية بأكملها، ولذلك دائماً تعاني الجامعات من الطلاب الذين يصلونها وتشتكي من سلوكهم ومستواهم الأكاديمي، ويشتكي الناس من هذا الجيل المسكين، وهو جيل وفرت له هذه الحكومة كل الظروف السيئة في المدارس، وحرمته من الاستفادة من أكثر فترات العمر خصوبة للتعليم واكتساب المهارات. للمرة المليون ننبه الحكومة للاهتمام بمدارس التعليم العام وتوفير ما تحتاجه، وأن تصرف عليها مثلما تصرف على القطاع العسكري، فليس هناك شيء يمكن أن يساعدها في بناء المواطن أكثر من التعليم الأساسي. كما ننبه المواطنين إلى أن يطالبوا بحقوق أبنائهم في توفير بيئة تعليمية مناسبة، فواحدة من أسباب انهيار المدارس هو سكوت المواطنين على حكومة لا تعرف قيمة التعليم.
التيار

تعليق واحد

  1. يا حليل زمان أيام المدرسة الأولية الدرج الطويل والكنبة الطويلة تشيل 4 تلاميذ وقصاد كل تلميذ فتحة للمحبرة وفي كل سنة يدونا كتب وكراسات جديدة والفطور المجاني جبنة ومربه وفو وعدس وحلاوة طحنية وكنا بنطلع حافظين الدروس كلها

  2. يا حليل زمان أيام المدرسة الأولية الدرج الطويل والكنبة الطويلة تشيل 4 تلاميذ وقصاد كل تلميذ فتحة للمحبرة وفي كل سنة يدونا كتب وكراسات جديدة والفطور المجاني جبنة ومربه وفو وعدس وحلاوة طحنية وكنا بنطلع حافظين الدروس كلها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..