مقالات وآراء

دولة السياسات والمؤسسات ..لا جمعية مصالح الناسات ..!

الأزمات التي تعصف بأي بلدٍ كان حينما يكون بلداً تسيره الكوادر المؤهلة بمِقود الخطط والسياسات وهي التي تسعى الى تفعيل عقولها المسئولة على كافة الصعد تلمساً للحلول العلمية و اجترار التجارب العملية فهي على غير الدول التي تعتمد على تدوير فشل الأشخاص بحثاً في عقولها الخربة عن المخارج فتكون مثل التلميذ البليد الذي يفرح كثيراً بأنه ترك وراءه ثلاثة أوأربعة من زملائه في سوء التحصيل ..وهكذا هي سياسة الإنقاذ التي تتباهى بأن بلادنا أحسن حالا من غيرها ..على عكس الطالب النابغة الذي يطمح في التفوق على من سبقوه الى مقدمة النجاح في فصله الدراسي !

دولة تونس التي انطلقت منها شرارة التغيير الثوري هي الآخرى مرت بها أزمة لعلها من قبيل محاولة جرد الحساب الشعبي ومحاسبة الحكومة على محك الواقع المعيشي والإقتصادي و تخديم الشباب الى آخر منظومة الأحلام التي ظلت تدغدغ صحو من صنعوا تلك الثورة وهي تكمل عامها السابع ليس إلا !
وكانت المراجعات عبر المؤسسات الديمقراطية ..فذهب على سبيل المثال الإقتصادي المخضرم والشخصية العالمية المعروفة الدكتور الشاذلي العياري محافظ مصرفها المركزي ووضع إستقالته على منضدة الرئيس الباجي قائدالسبسي حتى يفسح المجال لمن يقدم حلولا وطنية أنجع في هذا المنعطف رغم خبرته الطويلة التي ضربت أفاق المصارف والمؤسسات المالية أفريقياً وعربياً وعالمياً ولم يقل له شيخ الرؤساءالحكيم إن الإستقالة هي نهج الكفار!

أما في دولتنا الرسالية بعد ثلاثين عاما من تقليب الدفاتر المهترئة والمطموسة الأسطر .. فالناسات قوامون على السياسات ..حيث تجد أن دولة البروفيسور مامون حميدة والتي يعتبرها أصيلة النسب الإسلاموي وعريقة الحسب الإنقاذي وهي كما هومعلوم للجميع تقوم على مزج الكثير من مصالحه التجارية الخاصة بالقليل مما يصب في عروق خدمة المواطن .. ويتعامل عبرها الرجل بعنجهية الواثق من قوة قدمه المتلبسة لحذاء السند العالي فيسعى الى ركل سلطة الدولة الإتحادية الممثلة في وزارة الصحة المركزية التي يتولاها من يراه حميدة دخيلاً لاينبغي أن يتطاول على أصحاب الرصة المُحصنة..وبعد أن يئس الأخير في محاولاته لصرع البلدوزرلمّح باللجوالى القضاء لنصرة سلطته حينما لم يجدمن ينصفه من الكبار الذين يعلمون عمق بير الوزير الولائي التي تغطيها العناية غير الخفية على بصيرة الأعمى الذي لا يُبصر !
وبينما البلاد تعوم في مستنقع أزمتها المعيشية الطاحنة وإنزلاق عملتها الى درك الفناء ..ينشغل الناس بحرب الأقلام حول بقاء حازم عبد القادر من ذهابه وهوالشاب الذي رمت به الصراعات الذاتية وتزاحم أكتاف المصالح الى سدة أكبر المؤسسات الإقتصادية في البلاد على حين غرة ودون تراتبية منطقية..فبات يغرد بنشازه من على شجرة القصر مباشرة ..بينما وزير المالية الذي جاء من خلف رتبته العسكرية بخبرته المحدودة يقف لاطماً خد عزلته ..ولكنه يتأبى هوالآخر أن يقول سامحوني فقد قررت الترجل عن ظهره بعد أن وقف حماري في عقبة إيجاد الحلول المستعصية وفقاً لشواهد كثيرةٍ التعقيدات وواضحة المعالم !
فالتغيير يا سادة التجريب الممل لا يكون بتبادل الكراسي ..طالما أن العقول تراوح مكانها في ذات حُفر التفكير التي يزدادعمقها الى اسفل ..والدول ليست حقول تجارب يتبادل فيها الفاشلون المواقع كجمعية خاصة..وإنما هي أوطان فوق الشخوص و أكبرمن التنظيمات ولن تتقدم بالنظر الى الوراء لترى من سقطوا بعدها في حفر الخيبة .. بل هي التي ترمي بمن أعاقوها في تلك الهاويات ثم تردمها عليهم وتتجاوزهم بتجديدعجلات نهضتها التي تمكنها من الصعود الى أعلى للحاق بمن فاتوها في سباق التطور..لان التحدي الحقيقي ليس في من يحكمها بأية طريقة يراها هو..وإنما في تلمس الطريقة المثُلى لكيفية حكمها بدونه حينما يكون هوالمشكلة ..وهذا لن يحدث إلا في لحظة إستشعار الخطر الذي يتهددها .. وتصبح أمام أحد خيارين دون وجود ثالث لهما ..بان تكون أولا تكون ..ولعل ذلك قد أزف آوانه !
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..