دولة الوزير (حميّدة)

مع فجر كل يوم تتصدر أخبار الصراعات والخلافات بين الوزرات والهيئات في القطاع الصحي علي مستوي المركز والولاية صفحات صحف الخرطوم ووسائل التواصل الاجتماعي ، والقاسم المشترك في كثير من الصراعات وزارة الصحة بولاية الخرطوم وبصفة خاصة الوزير مأمون حميدة ، .. حمّيدة له صراعات وخلافات (قديمة -جديدة) مع الإمدادات الطبية ومع المجلس القومي للأدوية والسموم والصراعات مشتعلة في هذه الأيام مع وزارة الصحة الاتحادية وصلت مرحلة أن هدّد وزير الصحة الاتحادي بمقاضاة كل من يقف في وجه تطبيق القرارات الاتحادية وقال “لن نسمح بقيام دولة داخل دولة) ، وللسيد حميدة تاريخ طويل من الخلافات مع كل الأجهزة الاتحادية في القطاع الاقتصادي و في حوار نشر من قبل في هذه الصحيفة ( الجريدة) مع د. جمال خلف الله المدير العام للصندق القومي للإمدادات الطبية قال “ولاية الخرطوم لها نظام مختلف عن بقية الولايات”.
ولازال الصراع بين مأمون حميدة والأجهزة والهيئات الاتحادية مشتعلاً وأبرز نقاط الخلاف في هذه الأيام الصراع حول أحقية الترخيص والمراقبة للصيدليات ، حميّدة يريد السيطرة علي كل شيء ويعمل علي تحويل وزارة الصحة الولائية إلي وزارة مُحصّنة ضد كل الأجهزة والهيئات الاتحادية و بل ضد وزارة الصحة الاتحادية نفسها ،ويتكئ الوزير الولائي في كل تلك الخطوات الجرئية علي ( سند سياسي) لن يدوم إلي ما لا نهاية .
والأهم في كل تلك الصراعات التي خاضها الوزير ورغم كل الأرقام التي ظل يقدمها عن فوائد نقل الخدمات إلي الأطراف ، أن الحصول علي الخدمات الصحية أصبحت (مُكلّفة ومرهقة) ، وتظل بشريات الوزير غائبة عن واقع الناس ، المستشفيات العامة تتراجع وتزال والمستشفيات الخاصة ذات التكاليف ( الخُرافية) تُزاحم العامة والفقراء في كل حي وفي كل شارع !
في الصراع الحالي بين الإمدادات الطبية ووزارة الصحة ولاية الخرطوم قال مأمون حميدة في برنامج تلفزيوني ” الإمدادات الطبية تبيع لينا الدواء بزيادة 10% وتوجيه السيد الرئيس أن تبيع كل الصيدليات الحكومية بأسعار الإمدادات الطبية نحن ملتزمون بالتوجيه ولكن علي الإمدادات أن تشيل ال10% ومافي سبب يخلي إمدادات حكومية تربح فيني أنا الحكومة10%).. وكان رد د. جمال خلف الله ” في دواء في الإمدادات ب40 جنيه وفي مؤسسات حكومية تبيع نفس الدواء ب85 جنيه ” وأضاف جمال ” ولاية الخرطوم تضع علي سعر الإمدادات الطبية هامش ربح في المتوسط 30% “.. هذا جانب من جوانب الصراع في مؤسسات وهيئات الحكومة في القطاع الصحي ، والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح طاغ في المشهد الصحفي ماهي الفائدة التي تعود علي المواطن من هذا الصراع وهل تحّسنت الخدمات الطبية المقدمة إلي المواطن ( الغلبان) أم تراجعت وتقترب من التلاشي؟، الحال يغني عن السؤال !!

حسن بركية
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..