مقالات سياسية

الشيوعية والإسلام .. والذي يحدث في سوريا

رغم كل مظاهر الترحيب والفرح والتهليل والتكبير التي إجتاحت جميع مناطق العالم الإسلامي عند سقوط الإتحاد السوفيتي أو بمعنى أصح عند موت الإتحاد السوفيتي المفاجئ (بالسقطة القلبية) لأن لا أحد يصدق إن دولة عظمى تنهار بهذه السرعة في حين إن هناك دول كثيرة كانت تعاني خللا إداريا وفسادا إقتصاديا بالرغم من ذلك فلم تسقط … المهم الناس صدّقوا المسرحية وسقط الإتحاد السوفيتي فكيف ؟ ولماذا ؟ هذا موضوع آخر
العالم الآن يفتقد هذه القدم المقطوعة وخاصة المسلمين الذين كانوا الأكتر ترحيبا بغيابه فهم الآن الأكثر تضررا من هذه القدم المقطوعة والتي أخلت بتوازنات كثيرة في السياسة العالمية وبغيابها أصبح العالم الآن يمشي على ساق واحدة ولذلك فهو أعرج في كل شيء فلم يعد الشرق شرقا ولم يعد الغرب غربا ولقد دفع العرب الثمن أضعافا مضاعفة دون غيرهم من المسلمين لأن العرب كما يقال أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم
هذا المقال ليس فيه مقارنة بين الدين الإسلامي والشيوعية ومن ظن ذلك فعليه أن لا يقرأ المقال . المقال فيه حديث مختصر عن ما حلّ بالعالم الإسلامي من مصائب وكوارث بعد غياب النظام الشيوعي السابق الذي فرحنا عندما إنهار الإتحاد السوفيتي
إن المبادئ لا تتجزأ وليس من المعقول أن لا يتناول الكُتّاب ولو بكلمات صغيرة وقليلة عن ما يتعرض له أخوة لنا في الإنسانية من ظلم وقتل وتهجير … الأمر واحد في كونه مقاومة ظالم وقاتل .. وأن جميع الديانات السماوية حستنا على الإهتمام بالآخرين حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ) .. وقال المسيح عليه السلام : ( عندما نهتم بالآخرين كأننا إهتمينا بالله نفسه )
النظام الشيوعي الروسي السابق لم يفعل في المسلمين طوال سبعين عاما ما فعله فيهم النظام العالمي الجديد الذي أطلق أيادي الجميع وأعطاها الحق في ذبح الضحية دون استئذان أحد . ودون رادع
إن الشيوعية العالمية بكل ممارساتها وبكل أشكال العنف التي إتبعتها لم تقتل المسلمين والعرب بهذه الصورة .. ربما أغلقت مساجدهم ومنعت صلاتهم .. وسجنت الدعاة منهم .. لكنها لم ترتكب يوما هذه المذابح ..
كما قرأنا في تاريخ حرب البوسنة والهرسك ( يوغسلافيا سابقا ) إن الرئيس اليوغسلافي السابق (تيتو) لم يفعل في المسلمين في البوسنة ما فعلته بهم قوات الصرب من قتل وإغتصاب وتدمير وبدعم روسي والرئيس سيء الذكر( بورس يلتسين )
كما قرأنا في التاريخ عن حرب الشيشان وإنفصالها عن روسيا بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي فلم يرتكب ستالين مذابح في دولة الشيشان كما فعل الرئيس يلتسين وخلفه الرئيس بوتين
ولم يقطع الرئيس ستلين ألاف الكيلومترات كما قطعها الدب الروسي ( بوتين ) ويستخدم كل أساليب الدمار من طائرات ودبابات وصواريخ وأسلحة محرمة دوليا إجتاحت المواطنين الأبرياء في سوريا بمن فيهم أطفال وشيوخ في مشاهد ينشطر لها القلب وبدعم مباشر وتواطؤ أمريكي غربي وبغطاء من الامم المتحدة ولم نسمع غير الإدانة وتكوين لجان لدراسة الوضع هل تم إستخدام أسلحة تدميرية أم لا والآلة الفتاكة شغالة تحصد أرواح الناس .. وهذا إذن من الأمم المتحدة وأمريكا للرئيس الروسي بإبادة شعب أعزل وأطفال تتقطع أشلائهم .. وفي تصورها أن القوات الروسية سوف تنهي مهمتها المقدسة في إبادة الشعب خلال أيام أو ساعات وسكت الإعلام الغربي وما تسمى بمنظمات حقوق الإنسان عن كل التجاوزات والمذابح التي تمارسها المليشيات والمرتزقة في الغوطة الشرقية وكان على الغرب أن يتغاضى عن كل شيء من أجل نجاح هذه المهمة .. ما أدري هذا الحقد لدرجة التغاضي عن الجرائم في إبادة شعب بأكمله .. لم تستطع هذه الجيوش أن تقاوم ضراوة الدفاع رجلا لرجل وفارس لفارس ولن تستطيع ذلك لأن من يقاتلوهم لهم عقيدة والغزاة لا يدركون قيمة الإيمان وإن قضية الإيمان جانب لا يدرك أبعاده إلا أصحاب العقول والضمائر وما يحدث في الغوطة الشرقية يجعلنا نؤكد أن الإيمان أكبر من كل شيء حتى لو كان جيوش دولة عظمى ..
إن ما يحدث اليوم في سوريا سيكون وصمة عار في وجه النظام العالمي الجديد ومنظمة الأمم المتحدة التي إتحدت على إبادة الشعوب الضعيفة المستضعفة أمام مؤامرة الصمت المخيفة التي إلتزم بها الجميع .
كيف كانت ردة فعل أوروبا وأمريكا حينما إجتاح الجيش الروسي أوكرانيا ؟ خلا ساعات فقط من الاجتياح قامت أروبا ولم تقعد وإجتماعات هنا وإجتماعات هناك وزخم إعلامي غربي وإجتماع للإتحاد الأوروبي وفرضت عقوبات على روسيا من أوروبا وأمريكا بالرغم من أنه لم تكن هناك خسائر بشرية في أوكرانيا كما في سوريا والتي فيها الحرب تجاوزت سنتها السابعة ووصل عدد القتلى فيها ما يفوق المليونين معظمهم ناس أبرياء ونساء وأطفال … السؤال : هل من الصعب وقف هذه الحرب ووقف إبادة الأطفال في سوريا ؟
اليوم تحركت أمريكا وأوروبا في ما يجري في سوريا تحديدا مجازر الغوطة الشرقية ولكن في إتجاه آخر تماما وهو عدم إستخدام أسلحة كيميائية مرة أخرى في سوريا !! .. وماذا عن الذين ماتوا بالأسلحة الكيميائية ؟ !! ولم يستطع مجلس الأمن أن يجتمع ليدين هذه الجرائم .. ولم يستطع حتى الآن فرض هدنة إنسانية لانتشال الجثث والجرحى حتى يعطي الفرصة للجيش الروسي بإكتمال مهمته !!…
كانت الشيوعية أرحم بكثير من دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان والمتاجرين بإسمها .. وكل الذي يدور عبارة عن مسرحية سيئة الإخراج والنص والهدف منها إبادة شعب بأكمله .. !! …. ولتحيا حقوق الإنسان !!!!
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..