الدولة العميقة و”الكرِش الغريِقة”

طالبت منظمة كفاية الأمريكية بمراقبة عمليات بيع الذهب السوداني والتأكد من أنها تتم حسب الضوابط والمبادئ العالمية للتعامل مع الموارد الطبيعية بصورة مسؤولة يضمن حقوق الشعوب وليس حقوق الأنظمة الفاسدة في دولة يستشري فيها الفساد.
ولعل د. سليمان بلدو ،كبير المستشارين بمنظمة كفاية الأمريكية ومعد تقرير (مؤشرات صارمة للمرحلة المقبلة من العلاقات الأمريكية السودانية) لعل …الدكتور ذائع الصيت ، بالغ الصوت، .. لعله عبر الحوار الذي أجري معه براديو دبنقا ،ويذاع اليوم الثلاثاء قد أخطأ وهو يفترض وجود ميزانية أو موازنة أو حتى سياسات إقتصادية في زمان القوم هذا، ولئن كان إفتراضه حقيقة وفق حسن ظنه ،ما تدحرجت البلاد الى هوة سحيقة لا مخارج منها في ظل القوم وعقليتهم المتكلسة ،الا ان العبرة فيما فيما ارجع من أوضاع متدهورة الى همجية التتار الجدد ونهمهم ونهبهم وسلبهم موارد البلاد الاستراتيجية، ويقول …. فيا عزيزنا بلدو ان القوم لم يتركوا لنا من السودان سوى السواد بعد ان “عدمونا نفاخ النار ” ولليس الذهب وحده ما خلؤرج ولم يعد فقبله البترول والصمغ العربي والثروة الحيوانية…. كل شيء ذهب الى حيث يعلمون ولا نعلم يقول بلدو في الحوار: ما نشاهده اليوم هو عمليات نهب منظمة لموارد السودان الطبيعية مثل عائد الذهب بعد نهب أموال البترول، وقال إن عائد الذهب والتعامل معه لم يظهر منه إلا أجزاء ضئيلة في موازنة 2018 وأضاف أن الجزء الأكبر من عائد تصدير الذهب غير معلوم وغير مضمن في الميزانية ما يعني أنه يذهب لتغذية مفاصل الدولة العميقة.
وحول المطلوبات الواجب الدفع بها من قبل الإدارة الامريكية للوفاء بها من قبل الحكومة قبل أي حديث عن التطبيع قال الدكتور سليمان بلدو إن على رأس تلك المطلوبات الصرامة من قبل الإدارة الأمريكية مع الحكومة في مجال حقوق الإنسان وبصفة خاصة الحريات السياسية والشخصية والاقتصادية والدينية، هذا الى جانب حماية الحقوق الاساسية للمواطنين السودانيين.
وطالب بلدو بضرورة إنفاذ إصلاحات حقيقية في مجال الحوكمة فيما يختص بالتحول الديمقراطي الحقيقي وتوسيع قاعدة الحكم وطالب بلدو ايضا بالمحاسبة في انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي الذي ظل سائدا طوال العقود الثلاثة الماضية. وتابع قائلا إنه “عندما نتحدث عن المحاسبة لا نتحدث عن محاسبة المسؤولين عنها فقط وانما إرجاع الاموال المنهوبة التي اودعت في حسابات خاصة أول بأسماء شركات وهمية في دول الخليج وفي لبنان وتركيا وكل ما نعلمه عن الاخطبوط الفسادي في السودان.
حسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]