عودة صلاح قوش مجرد حدث أم أمر فيه تجديد

سيان أن تقطر المقطورة من هذا الطرف او ذاك سيما ان ليس هناك تغيير لا في الماكينة ‏القاطرة ولا الأدوات المساعدة مع شح قطع الغيار أو الأسبيرات (طبعا جراء الحظر) ولا في ‏المحطات او المواقف ولا الإطارات ولا حتى السكة بل تغيير في الاتجاهات مع الإبقاء على ‏نفس الركاب (قادة أو قواعد) على اختلاف المفاهيم والمدارك والسلوك ومستوى درجات ‏الوطنية والعدالة.. قطار على مدى الوقت لا يسع غير هؤلاء تضيقا للنطاق على أسس ‏الانتماء الحركي أو الحزبي الضيق على حد ذاته.‏
نعود إلى صلب الموضوع : عودة صلاح قوش لرئاسة جهاز الأمن السوداني شأن تثار حياله ‏عدة تساؤلات :‏
أولا : هل يمكن تفهم عودة قوش في سياق أمنى صرف أم تفهم أيضا في سياق سياسي ؟!!.ٍ ‏وعليه إذا تم فهم ذلك في سياق أمنى صرف فثمة سؤال آخر يتسنى لنا طرحة : هل انتفت ‏الأسباب الجوهرية والشكلية التي أدت إلى إبعاد هذا الرجل من قيادة الجهاز ابتداء أم هناك ثمة ‏حالة ضرورة قصوى اقتضت إعادة قوش لمركزه السابق بغض النظر عما سلف ؟إ وهذا على ‏حد ذاته يجعل الباب مواربا أمام تساؤلات شتى فحوى إجاباتها هي : أن دولة الإنقاذ ظلت ولا ‏تزال تعيش في ترنح وتخبط سيما بشأن اتخاذ القرارات بما في ذلك ذات السيادة ولا تخضع ‏لأى دراسة أو مؤسسية (قرارات فوقية أو بوازع آخرين لجهة صنع واتخاذ تلكم القرارات لأجل ‏تصفية حسابات شخصية ) ثم تكتشف لاحقا هذه الجهة القائمة على أمر اتخاذ القرار ‏بالتنصل عن هذا القرار وإعادة الخدمة لمن أحاقه القرار بالضرر ٍغير آبهة بتبعات ذلك ابتداء ‏وانتهاءٍ .ٍ ‏
ثانيا: إذا تم فهم عودة قوش لمركزه الأسبق في سياق سياسي هل هذا يعنى جيء بقوش لكى ‏يضلع بجانب مهمته الأساسية بمهام جسام إضافية من إحداث اختراق ممكنا ومعتبرا في إطار ‏العملية السلمية ؟!!.ٍ وهذا ممكنا إذا إتسعت المدارك والمفاهيم وصححت المعايير التي ظلت ‏تنعت بالانتقائية كما هى واقعا طيلة الفترة السابقة .ٍبما يفضى إلى وفاق وطنى حقيقى يمثل ‏مظلة واسعة تسع الجميع حقا لا زيفا وإقصاء وتدليس على العقول بإتجاه الظلم والغبن ‏والفشل وتكرار الفشل إلى درجة إدمان الفشل .ٍ
إلى ذلك يجئ صلاح قوش لشغل منصب من الأهمية بمكان والسودان مفتوح أمام كافة ‏الخيارات والإسقاطات جيء به في ظروف دقيقة تمر بها البلاد .. استقطاب حاد داخلي ‏وخارجي .. أيلولة الدولة للانهيار .. فساد مستشرى ليس بالجديد في كل مفاصل الدولة .. ‏مؤامرات تحاك داخليا وخارجيا ضد الدولة ..ٍ غلاء طاحن .. تمرد من جبهات متعددة ناقمة ‏على نظام حكم إقصائي ظالم متربعٍ على عرش السلطة .ٍٍ
في خضم ذلك يثار سؤال صريح للسيد صلاح قوش : في ظل هذه المعطيات : السيد قوش ‏هل أن تشهد الله ومن قرارة نفسك رضيت بشغل هذا المنصب كى تنقذ السودان والسودانيين ‏من هذا الظلام (الظلم ) إلى النور كما كان مبتغاك حين قمت بمحاولة الانقلاب على نظام ‏الظلم والفساد والإرهاب أم جيء بك لإنقاذ هذا الباغي المتهالك من وهدته الحالية وبهذا ‏المسلك والحق يقال تكون قد تنصلت مبدأ أهم وصرت كما إرتضيت أن تكون ظهيرا للمجرمين ‏وحاميا للمفسدين وهذا هو عين أدب هذا النظام الذى حاكم وحتى ٍالآن في السودان .ٍٍسيما ‏أن هذا النظام ووجهته الحالية في مسعى ليستجير بكافة الحرس القديم بإتجاه كبح جماح ‏كراهة الشعب السوداني لهذا النظام .. ولا تنسى يالسيد قوش أن الأتيان بالحرس القديم له ما ‏بعده من دلالات منها : فيه جمع بين المتناقضات لأن الحرس القديم هو نفسه الذى أقصى ‏قوش من ذى قبل .ٍ. فكيف يتسنى لكم العيش أو التعايش في ظل وضع متناقض مثل هذا ‏بما يفجر مزيد من الصراعات إثر الترصد والكيديات التى تصرف عن هموم وأمور الدولة إلى ‏جانبية من تصفية الحسابات على جسد الدولة والشعب الذى كم ظل مغلوب على أمره .ٍ
في الختام : توقعت بداهة أن يشترط قوش لعودته لرئاسة جهاز الامن السوداني أن يكون : ‏‏(شخصية قومية ) بمنأى عن أي انتماء ضيق (حركي او حزبي) لأن يا السيد قوش قد خلعت ‏العباءة الضيقة بحسب المحاولة الانقلابية التي قمت بها مؤخرا وهذ أمر أكبره فيك الشعب ‏السوداني الحر والعبقري وسائر الناس فما الذى عاد بك إلى القمقم من جديد ؟!!. هل هى ‏ٍدلالات السياسة ( فن الممكن ) بيد أنه أنت ليس سياسي (رجل أمن دراسة وسجية) !!.ٍ على ‏كل حال أساس العمل الذى يعتد به دينا هو العمل الصاح الذى تتوافر فيه ( الإيمان ــــ ‏الاستقامة ــ العدل ــــ التقوى) وتترتب عليه البشريات من الله أو كما قال :ٍ ‏
‏( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ ‏الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)ٍ (30) .ٍ ٍ
‏ ‏
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..