التغيير يتطلب ظهور قيادات جديدة صادقة وقريبة من هموم وطموحات الشباب:

التغيير يتطلب ظهور قيادات جديدة صادقة وقريبة من هموم وطموحات الشباب:
أغلبية أهل السودان الآن وقبل أي وقت مضى مقتنعون تمام الاقتناع ويعلمون تمام العلم أن الدولة السودانية تمر بأسوأ مراحلها على الإطلاق وأن كل يشئ يتداعى ويتردى أمام أعينهم وأن الدولة باتت تحتل المراكز الأولى في الفشل على مستوى العالم وتتذيل القائمة في أمور مثل النهضة والشفافية ومستوى دخل الفرد والحرية وسيادة حكم القانون وتعزيز حقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل وذوي الإعاقة.
وبات المواطن لا يحتاج إلى من يكشف له الحالة المتردية التي وصل إليها الوضع الاقتصادي وانعكاساته المباشرة على الأغلبية الساحقة من المواطنين الذين يعانون أشد المعاناة في توفير المتطلبات الأساسية للحياة بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني و انهيار العملة وتدني الرواتب وانعدام الفرص وتوقف المصانع والمزارع والتجارة بسبب ازدياد الدولار الجمركي.
ويعلم الكل انسداد أي أُفق يمكن أن تنسرب منه كوة أمل لإصلاح حقيقي يخاطب المشكلة السياسية بصورة مباشرة والتي هي أُس كل المشاكل الحاصلة التي يعاني منها المواطن. وأن القيادة السياسية غير مهمومة بأي تغيير يمكن أن يحدث انفراجاً أو يحرك ساكناً يستفيد منه المواطن ويعجل بتجاوز المشاكل السياسية وطرح مبادرات حقيقية لا صورية تقود للمشاركة الحقيقية في صنع القرار وتغيير النهج الساري في إدارة الدولة وتجاوز الحروب المشتعلة والظلامات الواقعة على المتضررين من هذه الحروب ولتضع بعد ذلك استراتيجية لنهضة عاجلة من خلال الاصلاحات السياسية والقانونية ومحاربة الفساد وتحكيم الشفافية وتعديل القوانين والاهتمام بالإنتاج والاستثمار الاجنبي وتقديم الحلول والأفكار الداعمة لذلك ووضع جزء كبير من الميزانية للنهضة الاقتصادية وتشمير السواعد والعمل للاستفادة من خيرات السودان الكبيرة لعكسها على واقع الناس معاشاً وكرامةً وحياةً رخية.
القيادة السياسية غير مهتمة بأي من هذه الأمور وكل اهتمامها في التغيير ينصب على الأمن والجيش وقيادة الحزب لأن التغيير في هذه المناصب يدعم ويساعد على بقائها واستمرارها في الحكم ليتم سد كافة المنافذ وتحصين السلطة من أي طامع من خلال دعمها بأهل الولاء القبلي وأهل المنافع والمصالح المتبادلة.
فالمواطن لا يستفيد من هذه التغييرات الامنية التي شغلت أهل السلطة لأنها تغييرات لا تقدم حلول جدية للمشكلة الماثلة ولا تمثل مخرج لحالة الضيق البينة التي يعيشها المواطن بل ربما تساهم في التضييق أكثر من خلال حماية السلطة عبر تكميم الأفواه وزيادة القبضة الأمنية.
والسؤال المطروح هو ثم ماذا بعد فشل المعارضة الرسمية في حشد الناس وصناعة التغيير؟ المخرج الآن يتمثل في ظهور قيادات جديدة تحمل مشاريع خلاقة تؤمن بالتغيير الحقيقي وقادرة لجذب الانتباه ومخاطبة هموم الشباب بدلاً من تحقيرهم والاستهزاء باهتماماتهم باعتبارهم الأغلبية القادرة على صناعة التغيير، والكشف عن مشاريع التغيير الحقيقية وعن ما توفره دولة التغيير من حريات وسيادة حكم القانون وشفافية وتكافؤ الفرص وتنمية حقيقية وتوزيع عادل للسلطة والثروة ومساواة كاملة بين كل القبائل والاثنيات والاديان المختلفة في إدارة شئون دولتهم ، مما ينعكس سريعاً على معاش الناس وعلى مؤسسات الدولة. قيادات تغيير صادقة تحمل مشاريع طموحة تخاطب الأغلبية بلغتهم وبطموحاتهم ، قيادة تزيل عن واقع العمل السياسي بؤسه البين وتخلفه الواضح وغربته لتخلق منه ساحة لعمل عظيم ومشاركة فاعلة وبيئة جاذبة.
ليس مهماً أن تتوحد قيادات التغيير وليس مهماً الاتفاق على مشروع واحد وإنما المهم هو ظهور هذه القيادات والتبشير بالتغيير ومخاطبة الناس بالوسائل الحديثة وباللغة العصرية وتقديم العمل السياسي في ثوب جديد وجاذب يجعل من الكل صاحب مشروع وصاحب رؤية ولديه أمل في إحداث وصناعة التغيير ولديه إيمان بوطنه.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..