كل ظالم في التاريخ الحديث يشبه الناس ظلمه بما أسموه حكم قراقوش أحدقادة صلاح الدين الأيوبي وإسمه الأول بهاء الدين ..دون التحري عن تاريخ ذلك المهندس البارع الذي غير من وجه المعمار في مصر في العهدالأيوبي بعد سقوط الدولة الفاطمية ..فبنى القلاع و الحصون وفجر آبار المياه بطريقة هندسية فريدة تنساب منها المياه جراً بحركة الأبقار الدائرية من الأسفل الى الأعلى في موضع ..وبصورة عكسية في مكان آخر ..!
لكن كاتبا موتوراً من نصارى صعيد مصرإسمه الأسعد بن مماتي وقدالف كتاباً بعنوان (الفاشوش في حكم قراقوش ) هو الذي روج فيه لإشانة سمعة الرجل لشي في نفسه ..فاستطاع بقوة إعلامه أن يرسخ لمفهوم ظلمه في عقل التاريخ !
لم أكن أحفل كثيراً بسيرة الرجل كشأن من أمنوا على ظلمه على لسان الناس وهم يضربون به المثل في عدم العدالة ..الى أن صادفت رجلا يسير في شوارع الخرطوم التي هزت نهارها القائظ في بدايات الصيف أصوات مولدات الكهرباء التي إنقطعت الليلة البارحة وعاودت الأمر منذ صباح اليوم التالي ..ويبدوأن الرجل الذي كان ساخطاً يكلم نفسه لم يتمكن من سحب بعضا من ماله حيث وجد ماكينة السحب تشكو حالها في صمتها وعتمة شاشتها !
حاول أن يقترب مني مسرعاً في خطواته ..وهويخاطبني دون سابق معرفة أوخوف ..بالله يابن العم مش أحسن حكم قراقوش .. كهرباء مقطوعة ليومين ولانستطيع حتى سحب أموالنا ..طيب من أين سيأكل أبناؤنا..قلت له دون أن التفت اليه ..وما علاقة قراقوش بالكهرباء و ماكينة البنك.. قال لآن الرجل مظلوم ..تصور ..ذهبت اليه إمراة لتشتكي رجلا دفعها حتى اسقطت حملها . ..وحيث
أنها ربما تكون طلقت أو مات عنها زوجها بعد أن حملت ..فقد أمر قراقوش الرجل بأن يتزوجها لتحمل منه ..وبعد ذلك له أن يطلقها أو يظل معها !
قلت له طيب ..بماذا تريدني أن أنصحك ..بأن تدفع المرأة لتسقط حملها ..مثلاً.. ضحك وهو يتجاوزني بأمتار ثم التفت قائلاً.. بس المصيبة أن يأمرني قراقوش بالزواج منها .. ومن ثم مضى في حالة ..بعد أن فتح شهيتي للبحث في ذاكرة العم قوقل عن سيرة جدنا قراقوش ..سامح الله من قارنه بحكم كل الظلمة الذين جاءوا من بعده ..وهو العادل المظلوم !
