الأعداء القدامى والأعداء الجدد وجهان لعملة واحدة

مناظير الهامش

لم أجد وصفاً دقيقاً للأسلوب البربري الذي يقوم به هذه الأيام عصابة “البشير” ومجموعة “عرمان وعقار” سوا وصفهم “بأعداء” مشروع السودان الجديد مع اختلاف تاريخ عداوتهم السافرة للمشروع حيث يكمن الفرق في ان المجموعة الأولى عداوتها قديمة وماذالت، اما الأخرى حديثة اي هم أعداء قدامى وأعداء جدد كما يحلو لمهندس مشروع السودان الجديد اطال الله في عمره الدكتور ابكر ادم إسماعيل وصفهم، هؤلاء الاعداء ظلوا بشكل دائم يبثون السموم في ابطال الجيش الشعبي لتحرير السودان ويلفحون الاكاذيب والتهم المضللة للرائ العام كانت اخرها البيان اليائس المشئوم الذي اصدره المدعو عقار بان هنالك ” هجوماً اشرف عليه القائد عبدالعزيز ادم الحلو على النيل الأزرق إستخدم فيه موارد جبال النوبة وانه اي عقار يدعو للمصالحة والعمل على توحيد الحركة والمعارضة السودانية”!!! الم يكن هذا مثير للدهشة أيها القارئ؟ إنها الفوضى المنظمة، عقار يتهم زوراً ويصدق اكاذيبة ويريد من جماهير الحركة والشعب السوداني ان يصدقه؟ انه العجب ما علينا لانها اكاذيب لايمكن للمواطن البسيط تصديقها لأنها لاتستند على اي مرجع على ارض الواقع بل الهدف منها التشويش، يبدو ان عقار اصبح الصوارمي (2) بتناقضه المفضوح بين أقوالهم كحركة اسفيرية جديدة تلبس ثوب الدفاع عن الديموقراطية والمصالحة لتمرير اجندتهم الإنتهازية وأفعالهم المعادية للحريات وضد حقوق الإنسان، انهم لا يختلفون مع من يحاولون تحقيق الدولة الدينية بالقوة العنيفة بمخيال لم يعد محركاً للجماهير التي باتت تريد الحرية والديمقراطية والمساوة والعدالة الاجتماعية وعدم التمييز، والفرق الوحيد بين الفريقين فريق البشير وعقار ان الاول يستخدم اموال الدولة لإبادة ابناء الهامش في مناطق جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور للحفاظ على السلطة والفريق الاخر يتجول في الفنادق ويبثون السموم ويطلقون الاكاذيب مراراً وتكراراً من أجل إيجاد فرصة ذهبية للمشاركة مع رصفائهم في السلطة نفس وجه الشبه والملامح والتلاقي فهم مدرستين دكتاتوريتان هدفهم البقاء على عرش السلطة حتى لو كان ذلك على جماجم الفقراء. فالإنسانية والديمقراطية عندهم مجرد سلم يعبرون به لتحقيق اهدافهم الوحشية.
نعود إلى توجيهات المدعو عقار كما يسميها في بيانه الذي اصدره اليوم والتي أمر بها قائلاً: يجب الإلتزام بها عند الساعة الثانية عشر ظهر السبت الموافق 3 مارس 2018م. ونبدأ بالتوجيه الأول وهو (إعلان وقف شامل للعدائيات الداخلية كما سماه بين قوات الجيش الشعبي في كل مناطق النيل الأزرق، وعلى قواتهم عدم التحرك حسب قوله) وهنا نتساءل اي قوات يمتلكها المدعو عقار؟ ربما يقصد المليشيات الموالية له التي كونها بعد عزله من رئاسة الحركة الشعبية بسبب مخالفته مبادئ ومشروع السودان الجديد، إنها نفس المليشيا التي كونها في النيل الأزرق لمحاربة الجيش الشعبي نيابة عن حكومة الخرطوم، بالله عليكم لا تتلاعبوا بعقول الناس وتشردوهم انهم ابناء جلدتكم.
التوجيه الثاني: (التأكيد على قبول وساطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في السودان وجنوب السودان البروفيسور فينك هايثوم) الم يختشي المدعو عقار من قول هذا الكلام اذا افترضنا جدلاً ان المبعوث قدم له دعوة لوقف العدائيات ورفضها القائد عبدالعزيز أدم الحلو؟ كان الاجدر لعقار ان يختشي ويبقى صامتاً قبل ان تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة لإعتقاله لانه المتسبب الأول في قتل وتشريد ابناء النيل الأزرق وخلق عداوات فأي دعوة يتحدث عنها؟ اذا كان يبحث عن قشة يتعلق عليها فوساطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ليست هي القشة التي يتعلق عليها لانه غارق ومتسبب في سفك دماء ابناء النيل الازرق.
التوجيه الثالث: (على قوات الجيش الشعبي أن تلتزم بمبادئ القانون الانساني الدولى وعلى رأسها حماية المدنيين) اي جيش شعبي يتحدث عنه هذا المبجل؟ اذا كانت لديه ادنى قيم الانسانية لما قتل اهله في الأزرق للبقاء على السلطة انه لأمراً عجيب.
التوجيه الرابع: قال المدعو عقار انه يسعي لتوحيد الحركة الشعبية والمعارضة السودانية، وتسليم قيادة الحركة الشعبية لجيل جديد يعمل لوحدة السودان وتحقيق السودان الجديد، انا شخصياً لا اعرف اي سودان يتحدث عنه هذا الرجل هل هو ميلادهم المشئوم لرؤية جديدة تساهم في بقاء النظام والحفاظ على السودان القديم؟ ام دكتاتورية جديدة يتبنونها؟ هذا شان يخصهم لا دخل لنا فيه فقط عليهم ان لا يتحدثوا عن الجيش الشعبي الذي ارادوا ان يذوبوه في مليشيات النظام . فالجيش الشعبي ( خط احمر) لان ما حدث في الحركة الشعبية من خلافات كان نتاج لخيانتهم للثورة وتبديلهم لقيم ومبادئ مشروع السودان الجديدة برؤية يعرفونها لوحدهم تخدم مصالحهم الذاتية ليس ألا.
في ختام بيان المدعو عقار الذي وصف فيه حق تقرير المصير بالإثني وانه لا مستقبل له وقد أشعل الحرب في النيل الأزرق ويمكن أن يشعلها في جبال النوبة نريد ان نؤكد له الأتي:
ان حق تقرير المصير حق قانوني دولي يمنح للشعوب أو السكان المحليين إمكانية أن يقرروا شكل السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها بشكل حر وبدون تدخل خارجي ليس كما انت توصف، فحق تقرير المصر حق ديمقراطي واذا استمر الصراع الثقافي في السودان بهذه الوضعية ستفضي النتيجة النهائية إلى تقرير كل اقليم مصيره اما البقاء في الدولة المستبدة او تكوين دولة جديدة تراعي حقوقهم كشعب دون تمييز على اساس اللون او العرق او الدين، فياأيها الأعداء القدامى والجدد عليكم الكف عن بث الأكاذيب المضللة والإكتفاء بالصمت حيال توحدكم القادم المرتقب المشئوم ضد شعب الهامش الذي سيشربكم من برك الندم بعد طوفان التغييرالقادم الذي لا يترك اى اثار لامثالكم.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..