الولاية الشمالية ، بين (الدنقلة) أو التقسيم !!

الولاية الشمالية ، بين (الدنقلة) أو التقسيم !!
@ من أبرز الولاة الذين يقفون في رصيف مغادرة ولاياتهم غير محمد طاهر ايلا هنالك والي الولاية الشمالية علي العوض الذي يواجه حملة انتقادات واسعة من مواطني الولاية لجهة أنه بعيد جدا من قضايا ولايته التي تتكون من خليط سكاني عجيب يشتمل علي أبرز القبائل الكبري في الشمالية من سكوت و محس وصواردة وكنوز ،دناقلة ، عفاض ، بديرية ، شوايقة ، هواوير ومناصير يشكلون تمازج سكاني فريد يسكنون في ولاية هي الاكبر مساحة من غرب أروبا فشل الوالي المغادر في تفجير كوامنها الداخلية الي درجة أن وصفه أهل محلية مروي بعبارة ( ود العوض منو العوض و عليهو العوض) لجهة أنه بعيد جدا منهم ولا يزورهم إلا مع الرئيس عند تدشين نسخة مهرجان جبل البركل وكذلك الحال مع معتمد المحلية الذي انشغل مع فريق أهلي مروي لكرة القدم حتى أطلق عليه معتمد أهلي مروي .
@ مواطنو محلية مروي الذين يتوزعون بين مدينة كريمة و مدينة مروي التي يفصلهما النيل و يربط بينهما جسر(مروي) معروف عنهم أنهم يمتازون بدرجة حساسية عالية تجاه المسئولين ، تاريخيا لأن كل المسئولين إتخذوا من مدينة مروي (صنب) مركز للحكم والذي هو إمتداد لسلطات المستعمر البريطاني الذي ألحق بقية المناطق الادارية لمركز مروي . من الحكايات التي تروي عن أهالي المنطقة علي أيام الرئيس جعفر نميرى ،أنهم أدمنوا مطالبة نميرى بأن ينقل اليهم الضباط التنفيذيين وكبار المسئولين من ابناء جنوب السودان حتى لا يتحيز أي منهم لأي مكون قبلي او جهوي في المنطقة التي تمور بالكثير من القضايا المتعلقة بالاراضي و الخدمات الاخري .
@ يبدو أن الحال المائل ما يزال قائما خاصة بعد قيام ما يسمي بالحكم المحلي (اللامركزي) الذي كشف الكثير من العيوب و الثغرات التي اصبحت تشكل قنبلة موقوتة في الولاية التي إتخذت من محلية دنقلة مركز و عاصمة للولاية وفي ظل التنمية الغير متوازنة و اخفاقات الحكم المحلي والجهوية و صراعات المؤتمر الوطني في المنطقة إنتعشت دنقلا و تطورت و إرتقت بموارد بقية المحليات و من هنا، ارتفع الشعور بظلم القبلية ودورها في تحقيق العديد من المكاسب وإطلاق الاتهامات (بالعنصرة) داخل منظومة المكونات القبلية في الولاية .
@ بدأ الصوت يعلو بأن هنالك إتجاه قوي (لدنقلة) الولاية جراء تمركز الوالي واحتكار معظم الوظائف علي ابناء المحلية واستئثار دنقلا العاصمة بكل موارد محليات الولاية، من حلفا (السكوت و المحس) ، البرقيق ، القولد ، دنقلا ، الدبة و مروي دون أن تنعكس في خدمات تحتاجها بقية المحليات و في ظل هذه التنمية (الظالمة) الغير متوازنة فضلت كثير من رئاسة تلك المحليات الإنضمام لولاية الخرطوم لقضاء حوائجهم فضلا عن تضييع الوقت و الجهد في دنقلا التي لم تسهم بأي حال من الاحوال في تقصير الظل الاداري الهدف الاساسي للحكم اللامركزي.
@ قضية غرق صندل محطة امداد المياه في مدينة كريمة الذي ترك المدينة و ما جاورها لمدة 5 ايام بلا مياه علي الرغم من التقارير المرفوعة التي تنذر بغرق الصندل جعلت مواطني محلية مروي يطالبون اليوم بالانفصال عن دنقلا التي تستأثر بكل موارد محلية مروي دون أن أي تغذية راجعة . والحق يقال ستظل مشكلة تبعية محلية مروي لما يعرف بولاية (دنقلا)، قنبلة موقوتة سوف تنفجر في أي وقت سيما و أن الوالي المرشح خلفا للوالي الحالي أيضا من خارج المنطقة و سوف يصطدم بهيمنة ابناء دنقلا في ظل رفض و إحتجاج بقية المناطق .
@ كل المعطيات الراهنة و بكل مقاييسها تؤكد علي ضرورة قيام ولاية قائمة بذاتها في الجزء الجنوبي من الولاية الشمالية الحالية حتى لو دعي الداعي لتقسيم الولاية اداريا لإحتواء التناقضات الراهنة سيما و أن المكون السكاني لقبائل جنوب الولاية أكثر انسجاما و تعاونا و تصاهرا مع بعضهم بعضا من بقية قبائل شمال الولاية وتلعب العديد من العناصر لصهرهم في بوتقة واحدة وأهم تلك العناصر عامل اللغة و الثقافة و الموروث التاريخي الأمر الذي لم تهتم به لجان الحكم اللامركزي عند ترسيم و إنشاء الولايات . الوالي القادم سيواجه صيفا ساخنا بالمشاكل في هذه الولاية و في مقدمتها حقوق و استحقاقات العاملين التي لم تصرف حتي الآن وقد نما الي علمهم أن السلطات الولائية، تصرفت فيها بدعم النادي الاهلي بمروي و كما رشح من مداولات الملتقي الاول لرؤساء و أمناء اتحادات العمال بالولايات الذي عقد قبل أيام في ودمدني أنه قد تم التوصل الي تصفية المتأخرات علي شهرين من فبرائر حتي ابريل القادم وهذا وعد صريح لا يحتمل التأخير و التسويف .هنالك العديد من القضايا و الملفات المؤجلة كموضوع النَّز و الاستثمار الاجني في المياه الجوفية بلا عائد للمنطقة و السرطانات وتلفزيون الشمالية المحتكر وغيرها ، تنتظر والي (تفتيحة) لا يتأثر بسطوة المركز و لا حتي بمصطلح (الدنقلة) الذي أصبح حقيقة لابد من إبطالها.