إلى حواء …. ليس دفاعا عن آدم

عذراً
إلى الأخت التي تحدثت عن سقوط الرجال و عن تضاؤل أدوارهم في البيت و
في المجتمع و الشارع ففشت حسب قولها المآثم و الشرور المجتمعية الانحلال الخلقي ..بكل
انواعه. و توارت هيبة الرجل و مروءته..و ما ذلك إلا لسقوط الرجال في الأوحال
…كما نعت الرجال حسب صورة لهم تختزنها في مخيالها..
أقول لك : نحن لم نسقط يا أختي و لكن….
هذا ليس دفاعا عن آدم ..
فقد صار كلانا يتلمّس الطريق.و لم نهتدِ..فقولي لي بربكِ كيف الاهتداء و قد
صارت الرؤية معتمة و غاب الدليل و ضاع علينا الطريق…
و كيف الاهتداء و المسار أضحى ضيّقاً و الدرب ملتوياً و المطبات كثيرة؟
و الله نحن الرجال كذلك محتارون…و مظلومون و إن كنتم تروننا ظالمين ..
فيا عزيزتي المرأة في هذا العصر حلمها الحرية و فك القيود…كل القيود …و
كلما أنكسر قيد تطالب بكسر الذي يليه……و يتجاوب الرجل معها …,و يشجعها و يساعدها…
و بعد أن تفك قيودها… و من ثَمّ تدعي أنها نالت حريتها بقوتها وحدها و
قرارها… و تنسى أن الرجل وقف معها…و قد يكون هو أول من
تتهمه بالحق أو بالباطل …
و لكن …..المهم أنها قد نالت حريتها…فماذا حدث…
تزداد المطالبات بالمزيد…ثم المزيد..حتى لا تستبقِ شيئا..
نعم الحرية مطلوبة و لكن لها حدود . نعم الحرية مسئولية و لكن لها ثمن…
الآن قد صارت الفضاءات مشرعة و العيون مفتوحة…و المسارب مشرعة
…للحرية و المسئولية فهي كذلك مفتوحة و مشرعة للضياع…
لك الحق يا أختي أن تلومين الرجال لخيانتهم و لعدم صدقهم و التزامهم الأسري..
إذا كانت الحرية مطلقة…نعم الرجل سيخون…و سيزني… و لكن مع من؟؟
بالطبع لن يخون مع ابليس وحده…
و كذلك ستضل المرأة و تخون… و تزني كذلك…
بالتالي كيف يكون هو المسئول عن كل المصائب…في المجتمع…و المنزل و في
كل مكان ؟ كيف …و هو يفقد سلطته (التي تتباكين عليها )كل يوم …و مجده
يتهاوى.. يفقده في البيت… و يفقده في الشارع…. و في كل
مكان..
إذن كيف يكون هو المسئول وحده؟؟ كيف يراد منه أن يكون ممسكا بزمام
الأمور، و هو قد فقد كل شيء و سيفقد لايزال؟
كيف و هو يواجه التهم ليل نهار بأنه رجعي و بأنه يمارس العنف ضد المرأة و
أنه ضد حريتها؟
لماذا تتم شيطنة الرجل بهذا الحجم في الإعلام و المسلسلات و الأقلام و المقالات
و جلسات الأنس…
.و النتيجة؟
لم تتبقَ إلا صورة باهتة …صورة في إطار مشروخ…لآدم التاريخي…
…صورة لرجل من الماضي…مجرد ديكور …مجرد رمز للذكرى …و
كذلك السخرية..لمجد بائد.
صورة شائهة لرجل منزوع الملامح ..و السلطات و الإرادة …
مشتبه به و ملاحقُو مشبوه… باختصار متهم في كل الأحوال…
هذه هي صورة الرجل (المودرن) اليوم… صورة إنسان هش…مهزوز…
و مُدان في كل الأحوال…. موصوم بكل التهم التي ارتكبها أو لم يرتكبها…
في الختام …..شكرا حواء
شكرا…. فأنتِ لا زلت رغم كل شيء و أي شيء: الأم… و الأخت… و
الحبيبة…. و الزميلة و الرفيقة و الشريكة….
دمتي لنا فمهما كان فنحن مهما فعلنا، لا نقبل القسمة على اثنين و لا يرضى ذلك
إلا من أبى…
و قيل: من يأبى يا آدم؟؟
قال: من ينظر لنصف الكوب الفارغ.
ثم تلاشى و اختفى في الفضاء..
[email][email protected][/email]