الخلاف

منذ فجر الاسلام بدأ الخلاف والاختلاف بين المسلمين بداية من الاختلاف فى سقيفة بنى ساعده عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم على من يكون خليفته وحسم سلميا ثم الاختلاف على دفع الزكاة فى بداية خلافة الصديق رضى الله عنه والذى حسم بالحرب كما حسمت بها حروب الرده التى تلت بعد ذلك ثم حدثت الفتنه فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه والتى ادت الى مقتله لتقود ام المؤمنين عائشة رضوان الله عليها حرب الثأر لدم عثمان عقب مبايعة على بن ابى طالب خليفة للمسلمين متهمة اياه بعدم توفير الحمايه الكافيه للخليفه عثمان وكانت موقعة الجمل التى استشهد فيها خيرة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الخلاف استغله معاوية بن ابى سفيان بدهاء اكسب به الخلاف الطابع القبلى الذى قامت على اساسه دولة بنى اميه بعد معركة صفين اكبر كارثة فى تاريخ الاسلام قادت الى اكبر انقسام بين المسلمين الى سنه وشيعه واسست للحكم الديكتاتورى بالقبضة الحديديه واستحلال دم المسلمين من اجل بقاء الحكم والحاكم وظهر علماء السلطان وانتشرت الفتاوى الباطله التى تبرر للبطش بالمعارضين واعتبار معارضه ولى الامر كفر بالله لان ولى الامر حاكم بامره رغم ان ولى الامر وزبانيته يعلمون انهم حاكمين بالسيف وليس بامر الله وهذا الزيف والنفاق هو الذى اخرج الكنيسة من الحياة ومن السياسة فى اروبا واستعيض عن الوازع الدينى والاخلاقى بالقوانين الوضعيه التى ليس فيها صبغة الاهيه تبرر للحاكم فعل ما يشاء ولايعارضه احد لانه يحكم بامر الله.
لم يضع الاسلام نظاما للحكم ولكن وضع اطارا عاما اساسه العدل والمساواة وقوامه الشورى والرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمى خليفته وترك الامر للمسلمين من بعده ليتدبروا امرهم فهو قد بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة ولقى ربه راضيا مرضيا.
اجتهد أئمة المسلمين وعلماؤهم اجتهادات مختلفه من جمع لاحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم واصدار الفتاوى والاحكام والتى غالبا تكون وفق هوى الحكام وليس كما قال الله وقال رسوله فنشأت المذاهب الاربعة التى تفرق عليها اهل السنه وكذلك للشيعة مذاهبهم ونشأت مدارس فكريه غالبا ما يوصف اصحابها بالزندقة ومنهم من رمى بالكفر والردة ودفعوا حياتهم ثمنا لافكارهم وبدأ تقوقع الفكر الاسلامى منذ ذلك الزمان بمقولة العلم ما كان فيه قال حدثنا وسوى ذلك وسواس الشياطين
فانكفأ الفكر وتضاءل الاجتهاد وطال ذلك العلوم الطبيعيه والتطبيقية وغيبت الفنون لانها ليست من قال حدثنا فرسولنا صلى الله عليه وسلم قال انتم ادرى بامور دنياكم
اعترض بعض مفكرى الاسلام على التمذهب ومنهم المعرى الذى قال
افتى ابو حنيفة بجواز امر
وقال الشافعى لا يجوز
فضل الشيب والشبان منا
وما اهتدت الفتاة ولا العجوز
كما احتج بانه لن يدع عقله ويتبع الشافعى ومالكا وتلاهم مفكرون كثر لهم اجتهاداتهم والعصر العباسى كان اكثر انفتاحا وتطورت فيه العلوم وكان للمسلمين السبق فى علوم الفلك والفلسفة والطب والرياضيات وتلاشى كل ذلك بعد الاجتياح المغولى لبلاد المسلمين وتدمير عاصمتهم بغداد . يعتبر ابن تيميه من ابرز المفكرين المسلمين عقب الاجتياح المغولى الذى تلته الهجمة الاستعماريه الكبرى على بلاد المسلمين حين ضعفت الخلافة العثمانيه التى ورثت قيادة المسلمين بعد انهيار الخلافة العباسيه وجاء الاروبيون اكثر حقدا تدفعهم مرارات هزيمتهم فى الحروب الصليبية على يد صلاح الدين الايوبى فظهرت حركات ودعوات اصلاحيه ابرزها حركة الشيخ محمدبن عبدالوهاب فى نجد والذى تحالف مع الانجليز فى حربهم ضد الخلافة العثمانيه بقيادة آل سعود الذين دانت لهم نجد والحجاز الى اليوم .
وهنالك دعوات الشيخ محمد عبده وجمال الدين الافغانى وابو الاعلى المودودى وان كانت كلها دعوات اصلاحيه ولكن لاتضع اى منها منهج للحكم او نظام للدولة والدعوة الوحيده التى كانت اقرب للشمول هى الدعوة المهدية فى السودان وهى كانت دعوة تحرر دينى وتحرير وطنى فهى دينيا لا تنتمى لاى مذهب معين وفتحت باب الاجتهاد فلم يعد العلم ما كان فيه قال حدثنا بل لكل وقت ومقام حال ولكل زمان واوان رجال ووضعت قاعدة للولاية فى الاسلام وهى من تقلد بقلائد الدين ومالت اليه قلوب المسلمين وهى مستمره الى اليوم ومتجدده باضافات الامام عبدالرحمن والامام الصادق المهدى والكوكبه المستنيره من العلماء والفقهاء فى هيئة شؤون الانصار على رأسهم الامير عبدالمحمود ابو ونائبه آدم احمد يوسف والمفكر يوسف حسن وكل اعضاء المكتب التنفيذى اضافة لاخرين شباب يشقون طريقهم بقوة نحو غد افضل للاسلام والمسلمين ووطنيا حررت الدعوة الوطن من المستعمر ووحدت اهله وهى تعتبر لبنه يجب البناء عليها وليس تدميرها كما ظلت تعمل الحركات الاسلاميه الوافده مثل انصار السنه والاخوان المسلمين الذين رعتهم الحركة الانصاريه فى بداياتهم حيث تعاملوا بانتهازيه خبيثه لاتشبه الاسلام ولا المسلمين فما ان شبوا عن الطوق تآمروا على الانصار مثلهم ومثل الشيوعيين الذين يدفعهم الفكر الماركسي لمعاداة الدين والتدين.
من الحركات الحديثه الاسلاميه فى السودان حركة الاخوان الجمهوريين والتى اسسها المرحوم الاستاذ محمود محمد طه وهى ايضا حركه معاديه للانصار رغم ان مؤسسها متصوف ولكنه شطح فى انه وصل مرحلة الاصالة والتلقى المباشر دون الحوجة للمعصوم ويقصد الرسول صلى الله عليه وسلم ولله فى خلقه شؤون .
فلا احد يقسم رحمة الله فلله عباد اصطفاهم فاقوا الانبياء كما ورد فى القرآن الكريم فى قصة العبد الصالح مع نبى الله موسى عليه السلام والرجل الذى عنده علم من الكتاب فى مجلس سيدنا سليمان وآخرون كثر لانعلمهم ولكنهم لم يكونوا جماعات او ينشئوا مذاهب وخلوا بعلمهم لانفسهم لان الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين وهو وسيلتنا الى الله عز وجل فكل من اراد ان يتبنى دعوة اصلاح دينى عليه بالسير خلف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو السبب الذى تلاشت به دعوة الاخوان الجمهوريين فقد ماتت بموت صاحبها لانهم اعتقدوا فيه وجعلوه مصدرهم الوحيد لتلقى الاوامر الدينيه وكان بامكانهم المضى قدما لو عدلوا مفاهيمهم لانهم كانوا يحملون افكارا نيره وصفات حميده وخلق قويم وتربيه سليمه قوامها الزهد والتواضع.
ومع كل ذلك نجد الاخوان الجمهوريين ينكرون دعوة الامام المهدى ويهاجمونها بقسوة تنم عن حقد كريه ليس له مايبرره لدرجة ان شبهها احدهم بانها مثلها ومثل بدايات الانقاذ !!!!
شخص يؤمن بان استاذه وصل مرحلة الاصاله ويهاجم مهدية الامام المهدى الذى اخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و فى كل منشوراته يؤكد ويكرر اخبرنى سيد الوجود وانه يسير على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم مالكم كيف تحكمون؟

غازى آدم موسى
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..