اسقاط الجنسية ونزع الحقوق

نزع الجنسية يعني نزع لكل حقوق الانسان ويعني انعدام كل الحقوق ، هكذا تحدث الفريق شرطة الدكتور حامد منان وزير الداخلية في منبر طيبة برس بالخرطوم أول أمس تحت عنوان ” مزايا تعديلات قانون الجنسية ? رسالة إنسانية” ومضي وزير الداخلية وقال ” التعديل سوف ينهي معاناة شريحة كبيرة عانت في سبيل الحصول علي الجنسية” ، وزارة الداخلية جهة تنفيذية كمال قال الوزير ومساعدي الوزير في المنبر الصحفي والوزارة كانت تنفذ قانون ،حتي لو كان متعارضاً مع الدستور كما أفاد عدد من المحاميين الذين شاركوا في المنبر.
رغم التباين في المواقف بين وزير الداخلية عدد من المشاركين في المنبر حول قانون تعديل الجنسية والذي أعطي الحق لأبناء المتزوجات من أجانب في الحصول علي الجنسية ، كان هناك شبه اتفاق أن التعديل ? رغم بعض الخلافات ? خطوة في الأتجاه الصحيح ، غير أن الجدل كان بصورة كبيرة حول التعديل الذي تم في العام 2011 والذي أسقط الجنسية عن مواطني جنوب السودان بصورة تلقائية إن اكتسب الشخص حكماً أو قانوناً جنسية جنوب السودان ، وتسبب القرار في معاناة شرائح كبيرة من المواطنيين وذاقت كل ألوان ( العذاب) وخسرت مادياً ومعنوياً وخاصة أن التعديل كان فيه شُبهة ( الموقف السياسي) وقفز فوق كثير من المعاني الإنسانية وخلق تعارضاً مع الدستور ومع كثير من الاتفاقيات الدولية والتي وقعّ عليها السودان .
الدستور يمنح والقانون يمنع والداخلية تُطبّق القانون هكذا كانت الداخلية ترد علي أسئلة الصحفيين ولكن الرد كان يوّلد أسئلة إضافية في ظل المعاناة التي استطالت لمئات الأسر التي أصبحت (ضحية) لنوايا وتوجهات سياسية وخاصة أن القانون كان يُبطبق دون الأخذ بروح القانون والقانون كنصوص جامدة لايُحقق العدالة المنشودة وكان من المفترض أن تنظر الجهات التي طبقت القانون إلي العوامل والظروف الإنسانية المحيطة بالموضوع وهذا مالم يحدث وبالتالي أحدث القانون والذي يتم تعديله الآن كثير من الظلم والمعاناة والممتدة حتي هذه اللحظة ومنذ سنوات.
الشواهد التي تُثبت أن التعديل الذي تم في العام 2011 لقانون الجنسية كان بروافع سياسية ومُفصّلة بالمقاس علي المواطن السوداني من جنوب السودان كثيرة لدرجة أن القانون في البداية شمل مواطني أبيي رغم أن الحكومة تقول أن أبيي سودانية قبل أن تتراجع عن قرارنزع الجنسية من مواطني أبيي والذاكرة تحفظ حديث الطيب مصطفي عندما قال “أطلب أن يُراعي مكشلة ضبط من ينتمون إلي تلك القبيلة حتي لايتسلل عبرذلك المنفذ كل الدينكا ولكني قبل ذلك أطلب أن يُستثني دينكا نقوك ويلحقوا بالجنوب فهم جنوبيين حتي لوكانوا من سكان أبيي وهل من جنوبيين أكثر من الدينكا؟) .. والتعديل تم قبل حسم كثير من المناطق المنتازع عليها بين السودان وجنوب السودان وفي هذه الحالة غالباً يُستخدم المعيار العرقي والإثني (روابط الدم) فقط واسقاط الجغرافيا.. وهذا يتعارض مع كثير من المواثيق وفيه ( ظلمّ بَيّن).

حسن بركية
[email][email protected][/email]