هل هذا الامريكي جبهة!؟

ليس تشكيكا فيما أكده د. “ديفيد هويل” الخبير الأمريكي المعروف في الشأن السوداني، في محاضرة قانونية ألقاها بدار المحامين حول وضع السودان في قائمة دول الإرهاب مساء السابع من مارس الجاري، بالدار المركزية، بل لفك الاشتباك المفاهيمي وحالة اللبس التي قد تعتري المتابع يقول “ديفيد هويل”:(أن وضع السودان ضمن الدول الداعمة للإرهاب، كان بناءً على تقارير مزيفة من قبل الاستخبارات الموجودة في السودان التي قدمت عبر وكالة (150) تقريراً دورياً بمعلومات كاذبة مقابل آلاف الدولارات في ظل فشل الاستخبارات بالولايات المتحدة بالاستناد على معلومات مختلفة عبر وكالات بواشنطن، تقوم ببيعها للأجهزة الأمريكية، مما يؤكد وجود مؤامرة ضد السودان، وفي عام 1993 أخلى موقع السفارة بسبب مخاوف أمنية، وكان ذلك مستنداً على التقارير بينما معظم أبناء الشعب السوداني يتضورون جوعا.
نكتفي بهذه الجزئية من حديث الخبير الامريكي في الشأن السوداني.
ولقراءة ذلك في سياقه الصحيح يجب الإطلاع على العريضة الموجهة لوزير الخارجية الامريكي “ريكس تيلرسون” من قبل عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تطالبه عبرها بتبني معايير ملموسة وانتقالية في سياسة واشنطن تجاه السودان في سبيل إنهاء الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان
وتضمنت الدعوة، التي وقع عليها خمسة أعضاء من الكونغرس على رأسهم “جيمس مكجفرن”، تنويهًا عن قيام إدارة ترامب، في أكتوبر الماضي بإلغاء عقوبات اقتصادية ومالية كانت مفروضة على السودان بموجب قرارات تنفيذية بالأساس اتخذها الرؤساء كلينتون وجورج بوش الابن وأوباما ونصت العريضة على التنويه لوزير الخارجية تلرسون عن سجل البشير المزري فيما يتعلق بالعنف والقمع ضد أبناء شعبه في سبيل البقاء في السلطة هو وفئة قليلة من نخبة مستحوذة على ثروات البلاد، وأكد أصحاب العريضة على قلقهم البالغ من أن تتبنى واشنطن سياسة قد تفتح الطريق لمزيد من التطبيع في العلاقات مع نظام البشير الذي دأب على انتهاك حقوق مواطنيه الأساسية وعلى دعم المتطرفين وقمع الأقليات الدينية وسرقة ثروات البلاد بينما معظم أبناء الشعب السوداني يتضورون جوعا
ليس في الامر تضارب فيما ورد أعلاه ، بل هو الحال كذلك بالغرب واميركا، تتيح الحريات المشاعة هناك للافراد والكيانات بمختلفها التدخل ومواجهة السياسات والإجراءات ، بما فيها الرئاسية بما تراه حفاظا على الامن القومي ومصلحة البلاد، وما بين شهادة د. “ديفيد هويل” لصالح الخرطوم وعريضة الكونغرس تتمدد الديمقراطية كمنهاج واضح ولا وجود للقمع بينها، بينما القمع حاضر وسط القوم وقد خرجوا ضاربين الطار لتصريحات د. “هويل” بدار المحامين ومعروف عنها معقل من معاقل القوم تحت قيادة نقيبها المعروف بإنتمائه لـ(لوطني) وقد سبقه بالدورة الماضية سلفه (الطيب هارون) فمن هو د. هويل؟ ولا نجزم بأنه (وطني) .. لكن ثمة علاقة ما تجمعه بالقوم!!
[email][email protected][/email]