أبناء وبنات دارفور… أمازلنا ندور فى فلك ردود الأفعال؟!.

– إيقاف بث إذاعتي (عافية دارفور ودبنقا) يضعنا أمام إختبار حقيقي!!.
قبل كل شئ، علينا “كأبناء وبنات دارفور” أن نتخلى عن عادة الفوران المؤقت من خلال إشعال نيران الشجب والإستنكار كتعبير عن ردة الفعل، والتى سرعان ما تنطفئ وتبرد الأجواء لمجرد ان الحدث مرت عليه سويعات ثم يليه استرخاء مؤقت بين فوران وفوران ، وفِي هذا الاسترخاء المؤقت تتسرب الطاقة الثورية مع التعب المضني الى اللامبالاه وما يشبه الْيَأْسُ بين صفوف الشعب حيث الكدح من أجل العيش، ولأن المواجهة فى حد ذاتها ليست قائمة فى ظل شعب يعاني من التفكك والإنقسام وأنظمة براغماتية تتخذ من “الواقعية السياسية” مذاهبا وتشريع… كما علينا أن نذهب أبعد من مجرد نشر بيانات التضامن
بالمواقع والصحف المختلفة إلى إتخاذ مواقف حاسمة وحازمة، خصوصا عندما يتعلق الامر بالكرامة والإنتصار للعدالة والحق أو المصير المشترك.
أحداث كثيرة تطل على الساحتين الداخلية والخارجية لا تبشر بخير ولا تؤشر الى تحقق قريب للآمال الكبيرة التي علقت معظمها على المجتمع الدولي ، ومن ضمنها قضية منع البث بكلا من راديو عافية دارفور ودبنقا، تطورات تبعث على الاحباط وتؤكد استمرار حالة عجز ما يعرف بـ(المجتمع الدولي) عن وضع حد للأزمة في الإقليم رغم كل التصريحات والخطابات المتفائلة التي يطلقها زعماء وممثلي الدول والمنظمات الدولية المختلفة من حين لآخر… إلى هنا ينبغي علينا أن نشكر أي جهة ساهمت ودعمت الاذاعتين اللتان استمرتا فى العطاء قرابة عشر سنوات ، وعلى رأسهم أمريكا والشكر أيضا موصول لنايل سات وعرب سات الخ؛ هذا وبدون ابداء أي إنزعاج أو الغوص في أعماق التفاصيل وتداعيات قرار الإيقاف، الآن حلّ دورنا كأبناء إقليم دارفور لأن نتحمّل مسؤليتنا على أكمل وجه، نحن “فقط” وبدون أي مساندة خارجية مطالبين بأن نكمل من حيث انتهى الآخرون، ولن يتهيأ لنا ذلك بدون وقفة قوية وعملية لإستعادة (عافية دارفور) ولتقديم الدعم لـ(دبنقا) كي تصمد وتستمر وكسبيل وحيد لوضع حد للابتزاز المنظم.
أعتقد جازما أننا قادرون ان ننهض ونصنع الفرق بأنفسنا ولو بشق الأنفس… ولكن علينا أولا؛ أن ندرك ما الذى ينقصنا؟! كل منا عليه أن يسأل نفسه؛ ماذا فعلنا/فيم أخفقنا، وفيم نجحنا وهل أصبح حالنا أفضل أم أسوأ، هل لدينا أمل/هدف أو حلم؟!، وهذا ما يدفعنا الى إعادة تقييم كل تجاربنا السابقة ومن ثم نملك القدرة على محاسبة أنفسنا ولا نكتفى بمحاسبة الآخرين… كما لا ينبغي أن نُختزل قضايانا فى مجرد بيانات وكلمات وجهود متفرقة هنا وهناك لا تنسيق بينها ولا تناغم، كل يسير فى اتجاه، وكل ينفذ سياسته من أجل شعبيته الشخصية/التنظيمية أو الجهوية الخ!، لا توجد قضية تدار بهذه النمطية، بلا أهداف أو خارطة طريق واضحة المعالم، لا توجد حتى مجرد مؤسسة أو شركة تدار بهذه الطريق… وتحقيق الأفضل لا يمكن أن يكون بمجرد بيانات وبوستات ولكل منا رؤيته وصفحته وبياناته.
كفانا إعتماد على الخدمات المجانية التي لا تجلب لنا سوى مزيد من الإذلال، حان الوقت كي نحسب ونحتسب خسائرنا التى هى أكثر بمراحل من أرباحنا، ولكن السؤال الأهم الذى يجب أن يفكر فيه كل مواطن دارفوري، ليس فقط ماذا خسرنا ولكن ماذا حققنا؛ هل حققنا بعض الأهداف؟!، هل حققنا أى من الأهداف؟!، هل نفذنا ولو قليلاً منها (أم أننى كما أنا محلك سر أعود للوراء فقط)… وان كان الأمر كذلك لا تلوموا السنين؛ فلن تأتى الأيام إلا بما قدمت أيدينا!!!.
[email][email protected][/email]