قوم السودان الجُدد !!

خلف الستار

بعد عملية التفكيك المُمنهجه التي مُورست علي الدولة السودانية،من قبل النظام الهتلري الفاشي مُشتهي الدماء،الذي قتل ما يقارب ربع شعب السودان،وهجر حوالي 11 مليون خارج الوطن عنوةً،وقسم البلاد الي شطرين ولم يُكتفي !،ومازال مُستمرا في إشعال الحروب وتصدير المواطنين الي معسكرات النزوح واللجؤء بصفة دورية،وبعد أن حقق تقدما ملحوظا في سياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري،عبر إفراغ معظم القري،البوادي والمدن بدأ النظام في تطبيق خطته الثانية،التي تعرف بعملية {الإحلال والإبدال} بمعني توطين قوم جُدد مُستوردين من مُختلف الدول في تلك الأراضي الشاسعة الواسعة،التي يتمدد في باطنها الاف الجُثث والموتي الذين قالوا لن نركع ولن نترك أرضنا!إما حياةٌ بعزة أو موتٌ بعزة فحالفهم الخيار الثاني،ومضوا هاتفين نعيش تحت الأرض كُرماء بدل العيش في ظهرها أذلاء!!
الجدير بالذكر أن الخطة أعلاها تم تطبيقها في دارفور أولا،وفيها تم جلب الألاف من العُربان البدو من النيجر وتشاد وتم توطينهم في المنطقة،وهؤلاء القوم لا يحملون أي ثقافة ولا دين سوي الحقد الدفين لأهل دارفور!فهم أوناس جهلاء سُذج حقيرين يمتحنون العادات التي عفي عنها الدهر!يمارسون فنون التعذيب،الإغتصاب،حرق القري،قتل الأطفال،النساء وكبار السن بشراهه،فهم مصاصي دماء مُدمنون علي نهج فرعونهم في الخرطوم،الذي يُدينون له بولاء مُنقطع النظير وكيف لا وهو الذي حولهم من ظهور الإبل،الي الموديل من سيارات الدفع الرباعي المُحملة بالدوشكات،يمرحون في المُدن كما يريدون ويفعلون ما يشتهون!ولا أحد يعترضهم مهما يبطشون ويخربون لأنهم ينفذون تعليمات الإله البشير فرعون!
والمرحلة الثانية جاءت بعد الدمار الكُلي الذي تمت للمشاريع الزراعية في السودان،وتوالت بيعها للأمارتيين،القطريين،السعوديين والمصريين فإستجلابوا مئات الفلاحين المصريين لزراعة أراضيهم السودانية،فإحتلوا مواقع المزارعين السودانيين الأصلاء ولفظوهم بعيدا في الأراء!وكي يضمنوا سلامة بقائهم والإستثمار الدائم لعشرات السنين حسب عقوداتهم،مع النظام عبد الدولار لجأؤا لفتح منافذ ضلالية وفرص للإغتراب في دول الخليج،فكانت الفرص حصرية بشكل كبير لسكان الحزام النيلي،الذي يرتكز فيه المشاريع التي تمت إفراغها،وصدروا عبر بوابة شؤون المغتربين التي خُصصت لهم،فحملوا أمتعتهم في ظهورهم وهرولوا مندفعين للإغتراب المزيف،الذي يُبطن في جوفه إيدلوجية الإسترقاق المُمنهج عبر نظام الكفيل!لستُ أدري هل إكتشفوا ما خُبأ لهم بعد ما عملوا في الرعي والمزارع في الخليج تحت سيطرت الكفيل!لا شك أن الذين اضطهدوا هنالك وعادوا ولم يجدوا أرضا للسكن والزراعة،قد أدركوا حجم الفخ المنصوب!وكيف لا وأرض أجداهم الذين وصوهم علي الوطن،يحتل ها قومٌ جُدد مستعمرين ومستمتعين بالإنتاج الغزير!
لم يتوقف سياسة التمكين الكيزانية علي أنفسهم فقط،والإكتفاء بما نهبوه من موارد البلاد البترولية،الزراعية،الغابية،الثروة الحيوانية،البني التحتية والمنشأت،الأملاك الخارجية وغيرها.ولكنهم لا يخجلون وماضون في سياسة التمكين الثانية،وهي {تمكين الاجانب أبناء قريش}بني جلدتهم من الفلسطنيين والسوريين وغيرهم من بنو أمية!فمنحوهم كل غالي ونفيس من أراضي سكنية في مواقع لا يحلم بها السوداني البسيط،وأنشأؤا لهم مدارس لا توجد مثيلاتها في دارفور،كردفان وشرق السودان،بالإضافة الي الرعاية الطبية المُتميزة وجوازات سودانية من الدرجة الأولي،التي تُستخرج بدون شهود!!فأصبحوا مواطنين فوق الدرجة الأولي يمرحون ويفعلون ما يشاؤون،تزوير العملة،الصيد الجائر،الإستثمار في بيع وشراء الجوازات السودانية للمهاجرين الأجانب،التعالي علي المواطنيين وما خُفيه أعظم.
ويمضي المتوالية الهندسية علي ذات الشاكلة وبصورة لم تحدث في العالم!وهي عملية عقد صفقة بين الحكومة الكويتية والسودانية للتخلص من سكان كويتيين غير مرغوب فيهم!لأنهم عُجم سُود البشرة ليس فيهم دماء الحسب والنسب النبيل!ويطلق عليهم {البدون}لان الدولة الكويتية ترفض منحهم الأرواق الرسمية رغم إستحقاقهم بموجب المواطنه،لذا فكروا في تصديرهم الي أشباههم السُود في السودان مقابل حُفنة من الدولارات!لم تكترس حكومة الخرطوم في العرض والنظر فيه،بل بصمت عليها بالعشرة دون أدني تحفظات،لأن الأمر يتماشي تماما مع سياستها المرسومة،لذا وافقت علي منحهم الجنسية السودانية علي الفور وتوطينهم في شرق السودان!وبعد حصولها علي ملايين الدولارات والرشاوي الثمينه علي إكمال الصفقة الجهنمية،سوف تشرع في إستيعابهم في قوات الدعم السريع،وتخلق منهم قوة ضاربة في شرق السودان علي شاكلة سيناريوا دارفور،يبدأؤن بممارسة عمليات القهر والإذلال للمواطنين،كي لا يعلو صوت فوق صوتهم وصوت نبيهم قوش!والذين يحتجون سوف يلتحقون بمصير سُكان منطقة أرتالا في وسط دارفور!ولا شك أن الغريب الذي يُمسك زمام السلطة لن يتواني في إسكات الموطنين بالقوة!
السؤال الذي يطرح نفسه أين مواقف الأحزاب والقوي السياسية،الحركات الثورية،منظمات المجتمع المدني والدولية مما يجري!لماذا تصمتون علي تهجير المواطنين وإحلال مستوطنين جُدد في أرضهم؟أوليست هذه الأرض ملك للشعب والدولة التي تعيشون فيها!؟أوا لم يحدث عملية تعذيب المواطنين والتنكيل بهم من قبل المليشيات في أرتالا أمام مرأي ومسمع الجميع!لماذا تخرجون للشوارع عند إرتفاع أسعار الخبز،ولا تخرجون حين يُجلد ويقتل مئات المواطنيين في دارفور،جبال النوبه والنيل الأزرق!أتريدونها ثورةً من أجل الخبز أم التغيير وتحرير الإنسان؟هل الصمت هو موقفكم وديندكم الدائم إن كان هذا التعذيب في شندي،مدني ،الجزيرة أبا والخرطوم!؟أوليست هذة المواقف الضبابية هي مؤشر خطير للمزيد من الإنقسام وإنفصال البلاد!أولم يُعد السكوت عن معاناة المواطنين وهم يصرخون تواطؤا أيدولوجي ومصلحي مع النظام!هل التراجع عن خط ثورة يناير هو إستجابة لرهان إمبراطور الأمن قوش!أوا لا يُفسر صمت القوي السياسية عن الأزمات هو تحسين للسلوك السياسي المعارض!كيف تطالبون بإسقاط النظام وتغضون الطرف عن جرائمه القذرة في أرض الواقع!لماذا كلما هب الشعب قاصدا الإطاحه بالنظام تحرفون خط الثورة!
إذن يبدو جليا أن مفهوم ثورة التغيير التي يعنيها الشعب هو مختلف تماما عن مضامين ثورة القوي المدنية التقليدية والعسكرية،إن الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة من داخل النادي السوداني القديم،لا يتجاوز أحلامهم سقف المناصب وإصلاح النظام وترميمه،ومشاركته قعدته الخليعة في القصور المطله علي النيل!فمهما تململ القواعد وتزمجروا أو تشمروا رافعين أكفهم من أجل التغيير،تكافئهم القيادة بالإنتكاسة الرشيدة الغنية بالإحباط!فالخيار المُتبقي للتغيير الجذري العميق الذي يضمن بقاء ما تبقي من وطن واحد،وهو تجاوز قيادات القوي التقليدية ذات العقلية القديمة،وصناعة قادة أقوياء من الشباب لا يتعارض مبادئهم مع قيمهم،من أوساط العمال،الزراع،الصناع،العسكريين،الطلبه،الحركات الشبابية،والقوي الحديثة التي تؤمن بإسقاط النظام،وكل هذه الفئات لديها مصلحة مشتركة في عملية التغيير،ووحدة الحُلم والهدف السامي المشترك سوف يخلص الوطن من المُتسلطين عليه،ويُفسح المجال لضرب الوارثين الجُدد لأرض السودان وإعادتهم الي أوطانهم.

صالح مهاجر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..