مازالت الخضروات تباع على الأرض.. والأحذية على الرفوف

🔵 المبادرة الشعبية للتنمية البشرية – 3:

🛑 مراكز التنمية البشرية هي سبب نجاح الدول الكبرى وتطورها…

✍ حكى أحدهم أنه بينما كان يحتسي كوباً من “النسكافيه” بإحدى المقاهي في قلب لندن، وهو يدخن سيجارته، لاحظ أن هنالك عبارة صغيرة مكتوبة على الطاولة التي أمامه مترجمة باللغة العربية: عفواً إن كنت من هواة وضع أعقاب السجاير في فنجان القهوة، فأخبرنا لكي نُحضر لك القهوة في (طفاية) السجاير”.

✍ الوعي الحضاري وقمة التهذيب والسلوكيات الأدبية هي السمات البارزة للمجتمعات الحديثة وما نشاهده في رُقي التعامل لدى أفرادها هو انعكاس لنجاح عمليات التنمية البشرية التي تقوم بها مراكز مجتمعية منتشرة بكافة أرجاء البلاد.

✍ بينما تتفاعل المجتمعات في الدول الكبرى وتتسابق نحو التطور والنهضة الحديثة، يفتقر المجتمع السوداني تماما لهذا التوجه، باقياً في محطة انتظار زوال الحكومة وتغييرها ومنتظراً أن يُحدث ذلك التغيير الاستقرار والاندماج الوطني والرخاء والرفاهية، فقد سبقتنا الدول الأخرى بعشرات السنين في مجال التنمية البشرية، وما زلنا نحن نتصارع على دفة الحكم، وتقودنا أحزاب سياسية عبر كوادر حزبية تفتقر لأبسط مقومات فهم بناء المجتمعات وتنعدم فيها أبجديات الإهتمام بالعقول االمناهج الفكرية في تحديث رؤية مستقبل أفراد مجتمعاتها.

✍ بريطانيا وحدها يوجد بها أكثر من 4000 مركز تنمية بشرية، يشترك فيها أكثر من 4 مليون عضو، ويعمل فيها رسمياً أكثر من 230 موظف، ويرجع تاريخ إنشائها لأكثر من مائة عام، وفي أمريكا يبلغ عدد المتطوعون في المبادرات المجتمعية للعمل الخيري ما يقارب ال90 مليون، ويشاركون بمعدل 4ساعات إسبوعية في مختلف المجالات المجتمعية من مبادرات وأعمال طوعية.
وتنتشر في أمريكا الاف المراكز الإجتماعية وكذلك توجد بفرنسا 600 ألف جمعية خيرية.

✍ لهذا يختلف انسان هذه الدول عن غيره في سلوكه وتعامله مع الآخرين ومع بيئته، ويعرف حقوق المواطنة، ويحيا متساوياً فيها مع غيره، وحتى في سلوكه وأدبياته تجده مثالاً يُحتذى به في التعامل والتحضر، لا يرمي بالنفايات في الطرقات، فتجد كل شوارع وطرقات البلد نظيفة، بينما يفترش الفرد فينا بضاعته من الخضروات والفاكهة على الأرض وبجواره كمية من النفايات.

✍ مالم تتغير المفاهيم بالمجتمع لن يُجدي تغيير الحكومات، ولن يُسمن ويُغني من جوع تغيير مسؤول مكان آخر، فنهضة البلاد ليست مسؤولية الحكومات وانما هي مسؤولية المجتمعات قبل كل شئ، ومجتمع يفتقد أبجديات التنمية البشرية لا عجب ان تدهور اقتصاده، وساءت أحوال الحكم فيه.

✍ ضرورة المراكز المجتمعية للتنمية البشرية تظهر في توظيف الطاقات الشبابية المُهدرة ومزجها بالخبرات الكبيرة المتقاعدة، مما يحافظ على اذدهار وتطور المجتمع السوداني الذي تاهت ملامحه زمناً طويلاً، منذ عهد الحكومات السابقة وحتى اللحظة.

✍ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُدُّ بعضه بعضاً)-متفق عليه.

✍ علي بابا
13-3-2018م.