رفعت الأقلام وجفت الصحف

الساعة 25
إتصالا بمقال الأمس نمضي اليوم في تفاصيل متعلقة بالمؤتمر الصحفي لصحيقة “التيار” ظهر أمس الاثنين، نعم إختلفنا مع عثمان ميرغني في عدة نقاط، بينما نختلف مع جهاز الامن جملة وتفصيلا حول إستغلاله لسلطاته الممنوحة له خارج منصوص الدستور والقانون،وفي ذلك خرق لسيادة القانون ويالتالي هو مدعاة لإشاعة الفوضى وفرض القوة عوضا عن نشر الامن والاستقرار ،مسلك جهاز الامن في منعه أمس الإثنين كاميرات التلفزة التابعة للقنوات الإخبارية من الدخول لمقر صحيفة التيار لنقل المؤتمر الصحفي الذى عقده ناشر ورئيس تحرير الصحيفة “عثمان ميرغني” عليه قررت صحيفة التيار رفع دعوى دستورية ضد جهاز الأمن بسبب تعطيله توزيع الجريدة يوميا منذ أسبوع مضى الأمر الذي أضر بتوزيع الصحيفة ، ونحي ونتضامن مع التيار في مسلكها الديمقراطي بإحتكامها الى القانون بوصفه الجهة المنوط بها صيانة الحقوق ورفع الضيم عن المظلوم ، وقال عثمان ميرغنى رئيس التحرير فى مؤتمر صحفى عقده بمقر الصحيفة ظهر أمس الاثنين إن عناصر من جهاز الأمن يأتون يومياً إلى المطبعة يوميا
ويحتجزون نسخ صحيفة التيار ولا يسمحون لهم باستلامها إلا بعد السادسة صباحاً ما يتسبب بتعذر توزيعها،واعتبر ميرغنى فى حديثه أن تلك الاجراءات بمثابة مصادرات بطريقة غير مباشرة بهدف إلحاق أكبر الخسائر المادية ضد الجريدة.
من جهة أخرى أعلن عثمان ميرغني عن طرح رؤية جديدة للتعامل مع الحريات، تقوم على التناصر بين مكونات المجتمع السودانى فى قضايا الحريات
وقال عثمان ميرغني إن هذا التناصر سيكون فى لقاء جامع بمشاركة قادة من مختلف الفئات تضم المحامين ، القانونيين ، القضاة السابقين ، الصحافيين ، المبدعين ، رموز المجتمع السودانى ، ومنظمات المجتمع المدنى
وأوضح أن هؤلاء القادة سيوقعون على ميثاق الدفاع عن الحريات
وأضاف قائلا: (سنشرع منذ السبت المقبل في طرح ميثاق “الدفاع عن الحريات” الحريات للتوقيع عليه ليتولى قضية الحريات بشكل عام وقضية
(التيار) بشكل خاص.
الفكرة في مضمونها لا بأس بها وفق التشكيلة التي كشف عنها ميرغني لما يتوافر فيها من تمثيل فاعل لمنظومات ذات صلة في مجملها بمسألة الحريات أوجزها ميرغني في المحامين ، القانونيين ، القضاة السابقين ، الصحافيين ، المبدعين ، رموز المجتمع السودانى ، ومنظمات المجتمع المدنى، الا ان الفكرة مثالية في إغفالها سبل انزالها الى الواقع لتمشي الهوينى على ساقين تختر على بلاط صاحبة الجلالة، ما الذي يدفع ناشر عاقل لـ(يعتر) بذات حجر ألقى بميرغني بأرضية السلطات التي ألحقت به ما عدد من خسائر؟ اللهم الا ان كان الناشر يهوى الملاواة ويبحث عن مجد وبطولات في زمان عزَّت فيه السيولة ،ورفعت الأقلام وجفت الصحف، الا من رضيت عنها ذات الجهات الأمنية ذات السلطات “الواسعة ـ السلطات”
التي اتهمع ميرغني بمنعها الاعلان عن تياره وهي ذات السلطات
واهم هو من يصدق شعارات (للحرية والديمقراطية) و(سيِّد نفسك مين أسيادك) ،و(للحب والخير والجمال)، وما شابه …إذ كلها تستبطن الاستثمار بينما تظهرالحق والحب والجمال إستقطابا لود القاريء ـ شريك الصحيفة ،أو كما قال ميرغني الخ….
وحسبنا الله ونعم الوكيل