امبراطورية الفساد .. ما خفي أعظم !!!

فضائية( الجزيرة ) القطرية ، لو مرت من هنا ، وسجلت حلقات من برنامجها الذي يبث هذه الايام تحت عنوان ( ما خفي أعظم ) ، لما احتاجت لمواد تبثها وتشغل بها الخلق،لعقود قادمة..
تأبى ( الراكوبة ) ، كل صباح ، الا وأن تصدمنا بخبر أو مقال ، يجعل حاجب الدهشة لدينا يرتفع ودون نية مبيتة للنزول قريبا .. تماما كما الدولار !!!
طالعنا خبر وشاهدنا صور لفرح اسطوري ، قيل انها لكريمة شقيق ( البشير ) ، محمد حسن أحمد البشير- والذي كان استاذا للغة العربية بمدارس مرحلة الاساس ? ولاندري ماذا يفعل الان تحديدا – ويقيننا أنه ليس له دخل بواقع السودان وكل السودانيين الان !! وعنوانه فقط ( اذا لم تستح فاعل ما شئت ) …
مقولة .. تصدق في حق كل منتسب لهذا النبت الشيطاني ، الذي ظهر مع الانقلاب المشؤوم في 89 واولهم آل البيت الرئاسي والحاشية وطيور الظلام التي تحوم حولهم وتطعم فتات موائدهم الحرام ..
نعلم أن أول المتمسكين ببقاء ( الجنرال ) ، هم اسرته وحاشيتهم.. اشقاؤه وابناءهم واقارب زوجاته ورهطهم الاقربون .. وأكثرهم ظهورا وتصدرا لمشاهد الفساد .. هم عباس و( القرش) عبد الله البشير وتابيعهم أمثال الترزي ( أوكتاي أرجان ) .. والذي اصبح بين عشية وضحاها من( ترزي ) الي أحد اثريا السودان .. ولمن لا يعرف قصته .. هاكم اياها ..كما نشرتها حريات بتاريخ 24/6/2017..
و (اوكتاي ارجان ) ، هذا .. والذي صار بامتياز من رهط اسرة ( الجنرال ) الحاكمة وشريكا في استثمارتهم … هو اسلامي تركي .. قدم الي السودان كترزي ومستورد ( بدل ) ، وقادته البدل والاقدار الي مجتمع العاصمة المخملي ، ومن ثم الي ( عباس البشير ) وبلاط الحكم ون ثم صار الي واجهة ومدير اضخم امبراطوريات الاستثمار في البلاد ، من ترزي ( بدل ) الي مدير شركة ( سور ) التي يملك الجيشان السوداني والقطري فيها ( 33% ) من الاسهم لكل منهما ، بينما يملك العباس واوكتاي ( 34% ) من الاسهم ? لاحظ أن حصة كل من الجيشان أقل من حصة المستثمر الخاص ? وتملك شركة ( سور ) مصنع الصداقة بالحصاحيصا ، ومصنع الملبوسات العسكرية بالعاصمة وحازت علي عقد توريد الملابس العسكرية للقوات المسلحة السودانية وعدد من الدول الافريقية الاخري ، وبدأ من العام الحالي يقال أن ( سور ) ستستهلك ( 60% ) من جملة انتاج القطن السوداني !!! ومن سهل علاقة ( سور ) بالجيش السوداني ، كان مدير الادارة العامة للشؤون المالية ? آنذاك _ الفريق محمد عثمان سليمان الركابي ، وبحكم هذه التسهيلات لامبراطورية العائلة ، تمت مكافأته بتعيينه وزيرا للمالية .. من قبل رأس الاسرة الحاكمة ..
لو يذكر الناس مبلغ ال ( 120 ) مليون دولار ، والتي كانت قرضا من البنك الاسلامي للتنمية بجدة كتمويل لحكومة السودان ، لحل مشكلة قطوعات الكهرباء اثناء الصيف ، ولم تطرح مناقصة لتوريد محطة التوليد .. بل تم منح المبلغ من وزير الكهرباء معتز موسي ( قريب العائلة الرئاسية ) لامبراطورية الاسرة الحاكمة ، حيث تسلم مبلغ القرض كاملا ( عباس البشير ) وشريكه التركي ( اوكتاي )، بدون منافسة كممثلين لامبراطورية الفساد الحاكمة ، وقاما باستيراد 6 وحدات توليد صغيرة ، تعمل بالديزل ، بطاقة ( 25 مجاوات للواحدة ) ، من شركة سيمنز الالمانية ، والتي تنتجها اصلا كقطع احتياط ( استاند باى ) بتكلفة اجمالية ( 70 مليون ) دولار ، ونهبت الامبراطورية مبلغ ال ( 50 مليون ) دولار المتبقي ، رغم أن هذه ال 6 وحدات غير اقتصادية وغالية في تكلفة تشغيلها وكان من الافضل استيراد وحدة واحدة كبيرة .. كما اقترح المهندسون الفنيون .. ولذلك لم ولن تحل مشكلة قطوعات الكهرباء في الصيف حتي الان .. وبالاضافة الي ذلك منح وزير الكهرباء ، ممثلا الامبراطورية ، العباس واوكتاي السيطرة علي شركة تحصيل مبيعات الكهرباء ..
ويمكن تقدير حجم الارباح لممثلي الامبراطورية ( العباس واوكتاي ) ، اذا علمنا أن اجمالي تمويلات البنك الاسلامي للتنمية بجدة ، للسودان بلغت ( 2.7 ) مليار دولار ، بخلاف القروض والتسهيلات الصينية الضخمة والتي من امثلتها مبلغ ( 680 ) مليون دولار كانت مخصصة لكهرباء ( الفولة ) ..
واضافة الي سيطرة الامبراطورية الحاكمة علي قطاعي الكهرباء والملبوسات العسكرية ، فان( العباس واوكتاي )، يملكان كذلك اهم استثمارات الذهب في ولايتي الشمالية ونهر النيل ، وكذلك صومعة للغلال ويشاركان من الباطن ( طارق سر الختم ) في ( سين ) للغلال ، ويحوزان علي شركة ( سماي ) ، المسجلة بالمنطقة الحرة دبي والمسماة للتغطية باسم شبيه باحدي الشركات الامريكية وتتحكم عمليا في غالبية واردات السودان ، التي قال عنها ( مبارك الفاضل ) ، انها بلغت العام الماضي 2017م ( 11 ) مليار دولار .. وكذلك نشاط تحويلات العملات الحرة .. وهذا فقط هو رأس جبل الجليد من الفساد .. ومؤكد أن ما خفي أعظم ..
هل يعلم هولاء أن أهل ( البراقنة ) بناحية المناقل ، يطعمون اطفالهم حلالا من ( البلدات ) ، وينامون مساءا ملء اجفانهم ؟
[email][email protected][/email]