الصحافة الورقية.. “أحسن الله عزاكم”

الساعة25

الأستاذ “عبد العظيم عوض” الامين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات وبصراحته المعهودة أمس خلال المؤتمر الصحفي لاعلان تقرير التحقق من إ نتشار الصحف السودانية للعام 2017 ، كشف عن تراجع ملحوظ للصحف الورقية ، مبرئا الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد من مآلها ، وقال ان الغلاء وارتفاع الاسعار حالة عامة بالعالم ، وأرجع الاستاذعبد العظيم أسباب تراجع توزيع ومقروئية الصحافة السودانية الى جملة أسباب منها بروز الصحافة الالكترونية كوسيلة إعلامية حديثة تواكب الطفرة الماثلة في مجال الاتصالات، الاستاذ عبد العظيم عوض اعلامي معروف ماقبل توليه مديرا للأذاعة السودانية في عصرها الذهبي ، وشهادة الرجل جريئة وهو على قمة المؤسسة المعنية بأوضاع الصحافة والصحافيين، والتصريح يمكن وضعه في إطار “وشهد شاهد من أهلها”… اتفق مع الاخ عبد العظيم عوض فيما ذهب في جزئية الصحافة الالكترونية، ومختلفا مع الرأي الآخر المنافح عن الورقية في إختلافه مع حديث الامين العام لمجلس الصحافة حول الالكترونية التي باتت مهددا بزوال الورقية، ولعل الرأي المنافح عن الورقية إستنادا على بعضها المبتدع لنسخ الكترونية للاعداد اليومية منها، يفضح خطل الفكرة التي هزمها الناشر بتأخير نشرها الكترونيا الى مساء اليوم وذلك حفاظا على وضمانا لتحقيق توزيع العدد الورقي … فالفكرة مهزومة كما أوضحنا، ثانيا كل المؤشرات تقول بان الصحافة الورقية الى زوال بعيدا عن التشبث بالعاطفة والطرق على سذاجة ما يشاع بالارتباط العاطفي للقاريء السوداني بالورقية وبعض هرطقات الحنين الى والى… العالم اصبح كبسولة وبمجرد (كليك) تجده بين يديك يأتيك المشهد الخارجي طازجا كأنما الحدث هاهنا ،بينما هو هناك تفصلك عنه انهارا وبحارا ومحيطات وفرق في التوقيت الزماني شاسع هاهنالو بتفاصيله كل هذا وانت هاهنا لم تبرح موقعك قيد أنملة… تتنقل حول العالم عبر هاتفك الذكي بفضل خدمات المواقع الالكترونية والصحف المنتشرة لا يهم موقعها الجغرافي بقدر أهمية الخدمة الاعلامية المتاحة الا لمن أبى، نعم الصحافة الورقية الى زوال، وقد غدت صحافة “بايتة” تجتر حديث الأمس وكل ما جاء بالإ لكترونية… انظر الى الأخبار بالورقية تجدها كلها ـ( نقلا عن … و(الخرطوم: وكالات)
،حتى معظم الحوارات السياسية والفنية ـ النوعية، هي “بيست آند كوبي” من تلك الصحافة الحديثة…. العالم متحرك بإيقاع سريع بينما الورقية في خدرها وخمولها وسكونها، ليس الالكترونية وحدها من تسبب في تراجع الورقية هناك جملة اسباب أبرزها إستسهال الناشر للصحافة ان لم نقل معظمهم دخيل ولا علاقة له بالمهنة ..وصلته أو الرابط هو الإستثمار لاغير، ولا غرابة في ان تشهد الصحافة في ظل هذه الاوضاع المتردية تراجعا مريعا ، ولأن الفكرة من أساسها “إستثمار في إستثمار” فالناشر يلهث وراء الإعلان ولا يجرؤ على نقد أوتناول المعلن سلبا، لذلك صحيفته تتثاءب بأخبار الحكومة المحنطة على شاكلة (استقرار في سعر ”
العملة ،وحلول اقتصادية عاجلة، و”همنا قفة الملاح” وهلم جرا… بينما السوق يصد المواطن ويفضح زيف التصريحات التي تحملها الصحف الورقية! إذاً واهمة هي الورقية، في ان يشتري المواطن المغلوب على أمره وفي زمان تجفيف السيولة هذا ان يشتري الأكاذيب والأوهام التي تنشر يوميا على صدرها بما يوازي سعر سبع أو ثماني رغيفات!.
وحسبنا الله ونعم الوكيل

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..