شيطنة الآخر في السياسة السودانية..!

غاية السياسة في إطارها العام نشر ثقافة حقوق الإنسان ونشر قيم التسامح والتعايش مع الآخر وعدم نفيه وشيطنته رغم عن اختلافه معك في الرأي . هناك خلل ما يدعو لإعادة النظر في التعاطي مع العمل العام وهو إعلاء قيمة كسب نقاط لصالح البرنامج الحزبي وكسب متعاطفين في صفك من خلال شيطنة من خالفك الرأى.

اكثر ما يعيق السياسة في السودان هو نقد الواقع الاجتماعي الملئ بالتابوهات والغيبيات التي هي عبارة عن خليط من عقائد سماوية وكريم معتقدات محلية مجرد الاقتراب منها يجعلك معزول إجتماعيا أو مغضوب عليك من الأقربين .لكن المؤسف هو أن تكتشف أن هناك من تعتبره في صفك من حيث المبادئ وان اختلاف الاراء ليس سوى في اشياء ثانويه ليست لها علاقة بالمبادئ، والاسوا من ذلك هو الاصطياد في ما عكر صفوه اختلاف الاراء التي لولاها لبارت السلع فبدلا من تشجيع الاختلاف وتشجيع حرية التعبير نريد أن لا يختلف معنا الآخرين مع الاحتفاظ بالود كما أننا نقمع حرية التعبير عن طريق الإرهاب الفكري أو بالصاق صفات وتهم مثل العنصرية أو التبعية لأفراد واشخاص.

اذا كنا نسعى لانسنة القوانين حتى تستوعب جميع الرؤي والعقائد والثقافات والأديان والأفكار ليكون التعايش ممكنا ، يجب أن لاا نتماهى مع الرجعية والتخلف ونرتضيها قاعدة لإطلاق صواريخ شيطنة الآخر ورجمه بحملات تغبيش الوعي الذي ندعو لرفعه . ما الذي حدث حتى نكتب باقلام معوجة السنان ونوجه أسهم غير دقيقة التصويب تريد النيل من الدكتور ابكر ادم اسماعيل اتفقنا أو اتفقنا معه هو قامة منيرة في سماء الفكر الإنساني اثرى المكتبة السودانية ورفدها بالعديد من الاسفار .

اختلفوا فالاختلاف يسع الجميع وهذا نوع من الانسنة المطلوبة لكن بدون بروباغاندا سياسية تصور الدكتور ابكر ادم اسماعيل في خانة واحدة مع الاستاذ الطيب مصطفى صاحب الانتباهة نافخة الكير فهذا يعتبر نوع من محاولات اغتيال الشخصية ونفي وشيطنة الآخر الدكتور ابكر ادم اسماعيل بائع مسك اهدى الناس ريحا طيبة من كتبه ورواياته وليس كصاحب الانتباهة التي اهدتنا ريحا منتنة يعلمها الجميع.

لقد صدق الدكتور ابكر ادم اسماعيل حين قال إن الجنوب والجنوب الجديد وقف سدا منيعا أمام الاسلاموعروبية التي ما أن دخلت مكان أو جهة الا وكان التعايش فيه معدوم فلا خيار معها لا يتعايش دينان في مكان هي فيه ولا حكم سوى لقريش في مكان احتلته لكنها تسميه فتحا وستدفع الجزية عن يد وانت صاغر هذه بعض من أفكار أيدلوجية الاسلام عروبية ما يدعو للعجب ان الحرب في جبال النوبة و جنوب النيل الازرق شنت بعد فتوى دينية لذا فالتحية للصامدين في وجه الجهاد الاسلاموعروبي الذي اكتوى بناره الجميع عرب وافارقة وغيرهم كما اكتوى بناره المهجرين عرب وافارقة وغيرهم من جميع الطوائف فالإسلاموعروبية تقصي اليهود والمسيحيين والشيعة والصوفية ولدينا طائفة الجمهوريين وهم سودانيين اقصتهم هذه الأيدلوجية كما أقصت الايزيدية والصابئة العرب من قبل وما زالت لكن شيطنة الآخر والتواطؤ مع الخطاب السلفي وعدم نقد التراث الديني والتماهي مع الايدلوجية المزدوجة اسلاموعروبية هو الذي يجعل كثيرين يعموا أن يروا ندى البان افريكان الذي يضع اكاليل نور وزهور حول زعماء القومية العربية اختلفنا أو اتفقنا معهم جمال عبد الناصر و بن بيلا ويعتبرهم ايضا من زعماء التحرر و البان افريكان أن ما قام به ويقوم به دكتور ابكر ادم اسماعيل ليس شوكا فوق الورود كما يحاول البعض تصوير ذلك لكنه امتداد للنضال الذي انتهت معركة تحرير الأرض فيه بالانتصار وما زال النضال مستمر من أجل تحرير العقل بالانتصار لقيم التعايش السلمي والحرية الفردية.

سامح الشيخ
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..