البُشريات والودائع
كلما ضاقت الحلقات واستحكمت لجأ العقل (الرسمي) إلي صناعة نوعية مُعينة من الأخبار، ترسم صورة مغايرة لواقع مُعاش ، ولمثل هذه الأخبار و(البُشريات) تاريخ طويل في دولة الإنقاذ والذاكرة تحفظ مقولات مُشاركة الجن المسلم في استخراج البترول السوداني ، – ماعلينا ? نعود للموضوع – والموضوع هو إدارة ملف الاقتصاد ومعاش الناس بالودائع وأخبار القروض والمعادن ( المهولة) في باطن الأرض والعروض المقدمة من مختلف الدول والسبب ? حسب كلام ناس الحكومة ? الاستقرار الأمني والسياسي المتوفر هنا ? وتمضي الحكومة وتطالب المغتربين بتحويل الأموال والإستثمار في السودان والمغترب (شايف وعارف)، كيف يحول المبالغ بالعملة الصعبة وهويعرف ? فرق السعر ? وكيف يحول عن طريق البنوك وهو يسمع ويعرف أن البنوك السودانية ? لاتدفع عند الطلب ? وتجارب المغتربين مع جهاز المغتربين ومختلف الأجهزة من قبل وبعد ( سُندس) لاتُسر القريب ولا البعيد ، الحكومة تُنظر إلي أموال المغتربين من أجل (الكسب والربح) لا من أجل خدمة المغترب، في الغالب هذا هوالوضع ، والمغترب السوداني يُعاني من أوجاع كثيرة وهنا يعاني أكثر من الأجهزة الرسمية.
العرض الحكومي للمغتربين واللغة والطريقة (هي هي) ..كيفية الاستفادة من مدخرات وتحويلات السودانين بالخارج في دعم الاقتصاد الوطني ومتابعة الخطة الإسكانية السابقة والتنسيق مع إدارة الاستثمار .. ألخ والواقع (هوهو).. والعرض متواصل وأخبار الوائع لاتتوقف ، قبل أن تهدأ عافصة الوديعة الإماراتية ، تفجّرت عاصفة أسترالية جديدة (وديعة) ومليارات تحركت من استراليا وتبحث عن مقر ( آمن) ، كل ماقيل ويُقال عن الودائع يأتي مجافياُ لواقع اقتصادي يمضي نحو الكارثة وضائقة معيشية بلغت مراحل خطيرة جداً.
من الذهب الروسي والودائع القطرية والإماراتية وأخيراً الأسترالي وحديث (اليورانيوم) والضوابط الصارمة (ذات الطابع الأمني) لوقف تدهور قيمة الجنيه مقابل الدولار، وإدراج تجارة النقد الأجنبى ضمن جرائم غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وتخريب الاقتصاد، والتى تصل عقوبتها للإعدام ، كلها في النهاية ظلت مجرد (مُسكّنات) لأزمة عميقة في طرائق التفكير والتدبير الحكومي لمشاكل (البلد) ، كل المؤشرات الاقتصادية تقول الاقتصاد السوداني (ليس بخير) .. الجهاز المركزي للإحصاء ( جسم حكومي) قال “إن التضخم في السودان ارتفع إلى 54.34 بالمئة على أساس سنوي في فبراير شباط، من 52.37 بالمئة في يناير كانون الثاني، وسط زيادات في أسعار الغذاء أثارت احتجاجات، وشح في العملة الصعبة يعرقل الواردات”.. وارتفع التضخم لمستويات قياسية وبمعدل تجاوز النسبة التي توقعتها موزانة العام (2018).
المهم في الأمر أن أخبار اليورانيوم والودائع لم تُحدث أي تغيير في حياة الناس ، الأسعار ترتفع بمتوالية هندسية والبنوك لا تدفع عن الطلب والصرافات بلا أي (كاش) و ملف الدواء – أزمة سعر وأزمة وفرة، والحال (يُغني عن السؤأل).
الجريدة