النقرابي والاعلام (2-2)

منكم
بعد اقل من 48 ساعه على ماتناولته في هذه الزاويه من جدل دار داخل الصندوق القومي لرعاية الطلاب الاسبوع الماضي .. اتصل بي هاتفيا قيادي نافذ بالامانه العامه للصندوق ..تحدث معي بلطف شديد وركز اكثر في كلامه على انجازات الامين العام البروفيسور محمد عبدالله النقرابي واستنكر بشده ماكتبته عنه وقال لي ان الرجل ليس مثل ماكتبته عنه ،وفي نهاية المحادثه طرح علي مقابلة الامين العام لكي اسمع منه مباشرة.
محادثة القيادي النافذ معي تؤكد فشل مسؤولو اعلام الصندوق اذ ان شخصا قياديا رفيعا مثل هذا ماكان له اصلا ان يفعل ذلك ابدا لولا حرصه واخلاصه للمؤسسه وغياب المعنيين بالامر ولذلك لم يتقيد بحدود وظيفته فاانبرى متصديا ومدافعا ومنافحا بالطريقه السليمه والمنهج القويم .
الفرق بين هذا الرجل( الذي لا اريد ذكر اسمه حتى لااقصم ظهره ) وبين (بتوعين) اعلام الصندوق هو ان اسلوب العلاقات العامه شي فطري عنده اما اولئك لايتحلون بمثقال ذرة علاقات عامه ولو كانت لديهم ذره واحده ماكان ممثلهم ياسر العطار (الموظف)..! قد كتب منتقدا صحفي .
ولجت الى داخل مكتب النقرابي ووجدت رجلا اخرا ..كنت اخاله متعجرفا مثلا او متكبرا ..او او.. ولكن المفاجاءه انني رايت شخصا عكس ذلك تماما.
كان هاديء الطبع والسلوك..ومجتهدا اكثر في بساطة مظهره ..وعندما يتحدث اليك لاتكاد تسمعه الا اذا دنوت اليه اكثر وفتحت اذنيك على الاخر.
لم يناقشني كثيرا فيما كتبت وبدا متجاوزا ما اثرته ومضى يحدثني عن امهات الانجازات.
في مايلي النقد الذي وجهته له بنقله امين الخرطوم لولاية لكسلا ..قال ان هذا شيء روتيني يقدره كا امين عام لتقوية العمل الاداري في الولايات وعضد حديثه با اعطائي نسخه من دستور الصندوق القومي لرعاية الطلاب والذي نصت الماده 6 منه على الاتي (بناءا على سعة الهيكل الاداري ذو الطابع التخطيطي ، ينقل الموظفون الذين لديهم قدرات اداريه وتنفيذيه ميدانيه الى الولايات لدعمها اداريا) واوضح انه استند على هذه الماده في نقل الموظف المعني الى ولاية كسلا با اعتباره الانشط والاكفاء ادرايا من بين الموجودين وقال لذلك رايت الاستفاده من قدراته الاداريه العاليه في ولاية كسلا.
اخذ النقاش بيني وبينه حول دور ادارات الاعلام بالنسبه للمؤسسات حيزا كبيرا ..وكنت قد (حكوت) له تجاربي الشخصيه في التعامل مع مديرو الاعلام بالمؤسسات الرسميه ..وكان حينها مستنطا بشده..وقصصت له (حكاية) مدير الاعلام والعلاقات العامه في احدى المؤسسات الكبرى ذائعة الصيت وقلت له ان (فلان ده) ليس لديه درايه بالاعلام ولكنه رجل علاقات عامه من الطراز الاول ونجح لانه ظل يتواصل مع جميع الاعلاميين (مناوئين للنظام ا وموالين له) كبار وصغار وتلتفت لتجده معهم دائما في ( السراء والضراء) ..واوضحت له بان مدير العلاقات العامه الناجح ينبغي ان لايجلس في مكتبه ولو للحظه واحده و ان يكون مثل (كلب الحر) النهار كله ( حايم في الشمس).
اكثر مالفت انتباهي في شخصية النقرابي هو ايمانه الكبير بدور الاعلام ..بل وانه يعي مهامه جيدا ..وطفق يحدثني عن تعاونهم مع الاجهزه الاعلاميه المختلفه في عكس انشطتهم وبرامجهم قائلا ان الصندوق لديه شراكات ذكيه مع عدد كبير من وسائل الاعلام.
في الختام قلت للبروف ..اعلم اننا لسنا ضدك ولاضد الصندوق نحن صحفيون مهمتنا ان نراقب جميع الاجهزة والمؤسسات في الدوله وعندما نتحصل على معلومات ونتاكد من صحتها فاننا لن نتوانى في نشرها ..واوضحت له بان هذه المقابله العابره لن توقف قلمي عن كتابة ماترد الي من اخطاء وتجاوزات داخل الصندوق وانما الجديد بعد اللقاء سيكون التواصل معكم لااخذ رايكم وتعليقكم على الراي الاخر وتضمينه مانكتب خبرا كان او رايا.
الوطن-الاثنين 19مارس2018
[email][email protected][/email]