قوي نداء السودان تسقط في إمتحان الثورة

خلف الستار

بعيدا عن التحالف الإستراتيجي التكتيكي للحركات المسلحة الذي عُرف بالجبهه الثورية أو{الكُتلة المُفخخه} وبعيدا عن الإسم المُضخم في الشكل والمُحتوي ومضمون{قوي الإجماع الوطني} الذي أعياه النضال وتفتت!ثم عبورا مجازياً بالمُسمي الفضفاض الذي تمخض من التحالفين السابقين تحت التحفظ{قوي نداء السودان}التي برقت في العُتمة وذابت سريعا وسط الأضواء الشعبية!في لحظة ميلادها تفاعلت الشعوب السودانية لدرجة ما،مؤيدة لخُطي المعارضة في مسارها الجديد لأسباب شتي،منها المظلة العريضة لقوي المقاومة التي ترأسها الحركة الشعبية لتحرير السودان،وهي أيقونة النضال لفصائل المعارضة بشقيها المدني والمُسلح مُنذ بزوغ فجر الثورات،والأخر هو إنتخاب عمر الدقير رئيس المؤتمر السوداني رئيسا لنداء السودان بالداخل،ويُعد حزبه الوحيد والأول في المشهد السوداني من حيث التصنيف،في المباديء والقيم الديمقراطية والعمل مع الجماهير في أجواء الكبت السياسي،فالمؤشرات أعلاه وغيرها دفعت بالمزيد من الطاقات الإيجابية في الشارع السياسي السوداني،مُتمثلة في مُنظمات المُجتمع المدني،الإتحادات الطلابية والمهنية،والحركات الشبابية المُستنيرة التي تتبني نهج الثورة المفاهيمية،المُرتكزة علي الوعي الثوري العميق الذي يُفضي لعملية التغيير الجذري،للبنية الهيكلية للدولة التي تأسست بشكل خاطي مُنذ التكوين!
وعندما بلغت الأزمة السودانية ذروتها بواسطة النظام البائس،والمُتشبث في زراع السلطة مُنذ عشرات السنين وبلغ السيل الزُوبي!إنتفض الشعب لإحداث التغيير والإطاحة بالنظام،ولكنه تفاجأه بإنفجار كُتلة نداء السودان الي جُسيمات في الصعيد الخارجي!فنجم عنه التأثير السلبي الذي ساعد في تمديد عمر النظام!وبسط سطوته الجباره في الإعتقالات التأسفية وممارسة هويته في بيوت الأشباح،فكانت الخسائر كبيرة في صفوف الشعب من حيث التعذيب والإغتيالات،وفوق كل هذا لم تعي المعارضة الدرس الذي يكمن مُحتواه في المواقف الضبابية،التي تنتج الخسائر الكُبري في رصيدها ورصيد الشعب الذي يتدحرج للحالة الصفرية،في عملية التغيير وفقدان الثقة الكُلية في أيدولوجيات المعارضة والنظام.
وبحسب المؤشرات التصحيحية نجد أن الحركة الشعبية أعادت النظر في مواقفها وبنيتها الهيكلية،وتحالفاتها كذلك في مؤتمرها الإستثنائي التي أثمرت بروز قيادة جديدة،تلبي رغبة قواعدها وهذة الخطوة الجريئه في المرحلة المفصلية،وجدت الإستحسان والتأكيد من قبل الشعب والمراقبين،ولكن حُلفائها القدامي الذين يرفضون التغيير،ويؤمنون بمفهوم القيادة الأحادية للديناصوارت إتخذوا مواقف مُتباينه في الأمر!بما فيهم المؤتمر السوداني الذي إنتكس بموقفه الفضفاض وهو الوقوف في مسافة مُتساوية،بين الأشخاص ومنظومة الحركة الشعبية!فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو إن كان التغيير حدث في حركتي عبدالواحد نور ومناوي،ياتُري الأحزاب سوف تتعامل مع القيادة الجديدة أم الشخصيات القديمة!؟كيف يكون موقفكم إن شمل التغيير مالك عقار فقط وتولي عرمان الرئاسة!؟أوا لاتجد تلك الخطوة الاف التهاني والتبريكات من القوي السياسية جمعاء!؟أم قوي الإجماع سوف تُجبر خاطر عقار لأصالته العرقية الممزوجة بماء النيل!؟ فكان من الأجدي مراجعه وتصحيح كل مسارات مكونات قوي نداء السودان،علي طريقة الحركة الشعبية لأن عملية تجديد الدماء تولد تحالفات أقوي،وبالتالي تستعيد ثقة الشعب في المعارضة وتسهل عملية إسقاط النظام،ولكن وجود الأحزاب الرجعية التي تدعم النظام تكتيكيا وتسند ظهره،في قوي نداء السودان والأتون للقيادة بالوراثة دون جهد والسياسيين الذين أنتجتهم الحروب بالصدفة!بالإضافة الي الذين تحسن سلوكهم النضالي بناءا علي مطالب الأمنجي قوش الذي يُراهنهم بالقيادات!فكل تلك المنعطفات كانت لها ترسباتها في إجتماع باريس الأخير،الذي تمخض عنه مُجهض الثورات الإمام الصادق المهدي رئيسا لنداء السودان،ومني مناوي أمينا عاما في ظل مقاطعة الحركة الشعبية وحركة عبدالواحد وبعض القوي الثورية الاخري.
الجدير بالذكر ان هذة المهزله الركيكه التي حدثت من قبل كتلة نداء السودان المخترقة!والمتواطأه حسب مصالحها الذاتية المُلبية لرغبة المشايخ والنظام،لن تجد الترحيب والتأييد الشعبي والدولي،بسبب إجترار الأزمات من جديد وحالة الوهن والضعف التي إعادة إنتاج النُخب التي أدمنت الفشل!وكذلك يزيد من تعطيل عجلة الثورة وتجميد الكثير من الطاقات الإيجابية،لقواعد القوي الثورية والمدنية وفي صفوف الشعب أيضا!وقد يتبين ردود الأفعال علي الصعيدين الداخلي والخارجي،في نهج إستنكار وإدانه لمؤتمر باريس الأخير،وفي تقديري الخاص أري أن مواقف المعارضة المخزية في وقت الشدة، خلقت موجة من التذمرات واسعة النطاق وسط قواعدها،وهذة التذمرات سوف تلفُظ الكثيرين خارج معترك الثورة،نتيجة لعمليات الإستهجان والرفض المصحوب بالإحباط،وكلما أدمنت المعارضة الإجتماعات الفندقية في العواصم البهية،وإستخرجت بيانات لا تُغني شفع الروضة فهي تمضي بإصرار علي فاتورة بقاء النظام لأطول فترة ممكنة.

صالح مهاجر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..