إنتاج وإنتاجية ـ “من هنا لي هنووووووك”

الساعة25

بينما الشاب الخريج يتناول وجبة الغداء ـ طيبة الذكر، مع والده، وتلك أيام لن ننسى ذكراها … بينما الشاب يشاطر والده تلكم الوجبة والدجاجة المشوية موضوعة على الطبق بإحترافية أمهات زمان والأرز يرسم إطارا شهيا، وباقي الحاجات .. يسأل الوالد ابنه الخريج : ( قلت لي إنت قريت شنو؟) فيجيب الإبن : ( قريت فلسفة) فيردف الوالد :(فلسفة يعني شنو؟)
فيختزل الابن المسألة في إجابة تقريبية :( يعني مثلا هسة انا ممكن اقنعك يا أبوي انو الجدادة دي جدادتين) وهنا حسم الأب الموضوع متناولا الدجاجة بين يديه ليقول :(أكل انت التانية).
ولعل فكرة الابن الخريج هي ذات منهاج القوم، فطيلة عمرهم المديد على سدة الحكم وهم في سياق غير الذي نحن فيه فتارة يحملون خيباتهم المتربصين واخرى الحصار الجحاسر اما معظمها غيبيات وقضاء وقدر وتلف الذرة بالقضارف نموزجا، ثلاثون عام أو تنقص قليلا ونحن وقوف بمحطة “الانتاج والانتاجية” و”في غضون” و”العروة الشتوية مبشرة بانتاجية عالية”، وقس على ذات العِلكة، بينما الدجاجة هي الدجاجة على طبقها (المفلطح) تبدو للناظرين كما الجزيرة بمحيط الأرز .. و”أهو كلو طلع فلسفة في فلسفة”…والقوم قي مزاجهم العالي يحلقون في فضاءات الوطني يرسمون وطن افتراضي بينما الوطن شاخص في جفافه وللدقة في تجفيف ألم به ذات زمان مجدب بينما المواطن المسكين مكرها لا بطل امام أفلام الخيال هذي التي تقول أكلشيهاتها:
تنطلق مساء بعد غد الجمعة بأرض المعارض ببري، فعاليات الأسبوع الوطني للزراعة تحت شعار ( الزراعة قاطرة للاقتصاد الوطني والحد من الفقر) ويشتمل برنامج الأسبوع على ندوات ومعارض للآلات والمعدات الزراعية بجانب البرامج الثقافية والتكريم. “شفتو كيف!!”
في المقابل تعرض دور الواقعية السحرية مشاهدا مأساوية حيث
حذر مزارعو مشروع حلفا الزراعي من فشل عمليات حصاد وترحيل الفول والعدس والقمح بسبب أزمة الجازولين. وأوضح المزارعون في حديث لراديو دبنقا إن المحلية تعاني من أزمة حادة في الجازولين منذ قرابة الأسبوعين. وأشاروا إلى صفوف الشاحنات والمركبات الطويلة أمام محطات الوقود. وطالب المزارعون الحكومة بالإسراع بتوفير الجازولين لإنقاذ عمليات الحصاد. لعل ما أنفقه القوم في الخيال والاوهام طيلة عمرهم المديد بالسلطة لم يحقق سوى انتاج الخيال والأوهام وا يسطرون من انتاج وإنتاجية لا تجد ارضا تحتضنها سوى صدر صحافة الخرطوم التي ظلت تعلكها طيلة هذي السنوات العجاف فلا هم زرعوا ما يدعون ولا هم حصدوا وحالهم حال حشاش بدقنو (بزرع من هنا لي هنووووووك)
أولئك هم الحنافيق” ، ـ حنفوق العالم أجمع ، فلا فاقوا ولا افاقوأ من نوبتهم
والدجاجة هي الدجاجة لكنهم لا يقنعون بحصتهم الفلسفية
وحسبنا الله ونعم الوكيل

مجدي عبد اللطيف
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..