وعيد الرئيس البشير بالفناء وفرص قادة النداء في البناء

قول إلهي، قال الرب جل جلاله: (إن مع العسر يسرا).
قولي إنساني، جاء في الأثر: “كل محنة تعقبها منحة”.
قول سوداني، قال الإمام المهدي: “المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن”.
تعرض رئيس قوى نداء السودان رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار الصادق المهدي إلى تهديد ووعيد من رئيس الجمهورية له ولتحالف نداء السودان وقادته بلغ الوعيد ذروته بالإيحاء باستخدام العصا القانونية والتي قد تصل تجميد نشاط أحزاب النداء واعتقال قادته المتحالفين مع الحركات المسلحة على حد زعم الرئيس البشير.
إنها ليست المرة الأولى التي يتوعد فيها الرئيس البشير معارضية فمنذ أن اغتصب السلطة عبر انقلاب 30 يونيو 1989م ظل يمارس هذا المسلك “الأرعن” دون اكتراث لعواقب الأمور، فكل تهديداته صبت الزيت على نار الفرقة السودانية وأوجدت المبرر لحمل السلاح ضد السلطة المركزية فهو أول من فتح باب التجنيد للحركات المسلحة بتصريحه أنه أتى بالقوة ومن أراد السلطة فعليه أن ينزعها منه بالقوة.
ولكن التحدى اليوم أكبر مما كان عليه، فقد اشتد التضييق على الرئيس البشير والتفت حبال كثيرة حول عنقه كالضائقة الاقتصادية، ومنازعته الكرسي من قبل قادة المؤتمر الوطني، وعدم الإجماع حول ترشيحه لولاية رئاسية جديدة في 2020م. كما أن حماسة الخليج في دعمه قد تقلصت إلى مستويات ضئيلة جدا، وصارت اليد الخليجية تدعم أشخاصا غيره لا نظاما كصلاح عبد الله مدير جهاز الأمن وبعض الفاعلين الأساسيين في الحراك السياسي السوداني ببوابات خفية وسرية.
هذا الوعيد الرئاسي بالتضييق على الإمام الصادق وقوى نداء السودان لن يصل منتهاه لأنه من المتوقع أن يعترض بواسطة عدد من جدر الحماية النارية firewall المضادة للفايروس الرئاسي وهي:
الجدار الأول: تصدي قانوني ديبلوماسي واستعداد دستوري، والذي ابتدره قادة النداء بالإعلان الدستوري الذي أعلنوه في العاصمة الفرنسية باريس، ومراسلات رئيسه للأسرة الدولية وخطابه إياهم عبر تشاتام هاوس، فهذا الجهد العظيم ينبغي أن يتبعه تحضير داخي وفوري لملتقى قانوني ديبلوماسي يقوم به قادة قبيلة القانونيين والحقوقيين والدستورين والديبلوماسيين كهيئة محامي دارفور وقدامى القضاة والمحامين الديمقراطيين ومحامو السودان ومحاميات بلا حدود وكل الجهات ذات الصلة، من مهام هذا اللقاء:
أ. تفنيد مزاعم الرئيس البشير بأن نداء السودان ينتهج الطرق غير السلمية في الكفاح والنضال ضد نظامه ودحضها بالحجة والبرهان.
ب. إعلان قومي قوي بعدم أهلية الرئيس البشير لتولي سدة الحكم في البلاد إذ مثل عائقا قانونيا وأخلاقيا أما تمثيل البلاد في المحافل الدولية وإيقاف الكثير من المزايا والمنح المرتبط بالتزامات النظام بمعاهدات دولية، فوق كل ذلك صار طريدا تلاحقه عشرات القرارات لمجلس السلم والأمن الدوليين، بالإضافة لقرارت بعض القضاة المستقلين في دول مجاورة.
ت. إيجاد صيغ موضوعية توفق بين العدالة والإستقرار، لأن أي عملية سلام قادمة لن تستقر ما لم تتحقق العدالة.
ث. الاستعداد لتكوين أكبر هيئة دفاع عن كل رموز نداء السودان في حال فكر النظام في تقديمهم لمحاكمات.
ج. إيصال هذه الأراء القانونية والنصوص الدستورية والرؤى الديبلوماسية لكل الجهات المحلية والإقليمية والدولية والبعثات الديبلوماسية المهتمة بقضايا السلام المستدام والتحول الديمقراطي في السودان.
الجدار الثاني: ذو طابع أمني عسكري استخباري يضطلع به العسكرييون من قادة نداء السودان ولرئيس نداء السودان هيئة أركان مكتملة بها رتب رفيعة من قدامى المحاربين، ليبينوا في رأيهم الأمني والعسكري خطورة تصريحات الرئيس البشير على الأمن القومي ومدى إمكانية إيقادها لفتيل الحرب وتحشيد الجيوش مرةى أخرى من كل الأطراف بصورة أعنف، وإيغار الصدور بغبائن نتائجها حرب ضروس لا منتصر فيها والخاسر الأوحد فيها الوطن السودان، كما أن من الممكن لتلك التصريحات أن تحفز جهات دولية متصارعة في محاور ماثلة أمامنا أن تدخل يدها ورجلها وأموالها وأسلحتها في الصراع السوداني وإيصال من تراه مناسبا لسدة السلطة حتى وإن كلف ذلك السودان آلاف الأرواح والخراب والدمار.
كما يرجى أن يبين هؤلاء القادة خطورة سماح الرئيس البشير “المبتز” للأجانب باستباحة أراضي السودان وسمائه وسواحله، وجعلها ملفات يرتقى بها رؤساء دول مجاورة لسدة الحكم، أو ملفات مناورة تبحثها أجهزة مخابرات دولية ويستخدمها أقطاب محاور الصراع الدولي في حروبهم كما يفعل الأتراك في سواكن، والمصريون في حلايب، والإرترييون في الفشقة، والخليجييون والإيرانيون وحتى الصوماليون في المياه الإقليمية، وغيرهم في الأجواء السودانية. كل هذه الأفعال يمكن أن تدخل السودان في أتون صراع قد يفضي إلى الفناء.
الجدار الثالث: سياسي تعبوي يضطلع به قادة نداء السودان في الداخل والخارج يواصلون فيه سلسلة الأنشطة والبرامج التي أقرها نداء السودان مع حلفائه في المعارضة وإشراك الكتل الشبابية المتفرقة والسعي لجمعها في منصة انطلاق واحدة، هذه الأنشطة تتصاعد وتيرتها في كل مدن السودان والأحياء والقرى والفرقان والضهاري ومنافي العالم المختلفة احتجاجا وإضرابا واعتصاما وتظاهرا وتعبيرا سلميا وصولا لإزالة هذا النظام الإنقلابي وتحقيق التحول الديمقراطي الكامل المنشود، وتحفيز تلك الطاقات لدعم مسيرة البناء.
كما ينبغي لهذا الكتلة السياسية التبشير بالسياسات البديلة المتفق عليها وطمأنة الداخل والخارج بجدواه، وأن المستقبل ليس رهينا بشخص من الأشخاص وإنما هو رهن سياسات يتفق عليها بناة المستقبل الآت.
الجدار الرابع: اجتماعي نوعي شبابي نسائي فئوي يظهر قوة جماهيرية هذا النداء ومدى انفعال قواعده بقراراته في الطواف على الأقاليم والمناسبات الاجتماعية والأنشطة المجتمعية الصيفية في دور ومقار أحزاب النداء، وكذلك مدى استجابة القطاعات الفئوية لأنشطة النداء المعلنة من طلاب وشباب وأطباء ومهندسين وبياطرة وزراعيين وغيرهم. كل هؤلاء سيشكلون الكتلة الإجتماعية والسياسية والرياضية والفنية في كل حفل وتظاهرة ونشاط اجتماعي وسيبنون السبيكة الإجتماعية الممسكة للحمة الوطنية التي مزقها نظام البشير كل واحد منهم وواحدة تـ/يستطيع أن تـ/يجيب كل سائل عن المستقبل القادم بأن تـ/يقول : أنا المستقبل أنا المستقبل أنا المستقبل.
أخيرا: الرئيس البشير يلعب بالبيضة “النافعية” والحجر “القوشي” وليس أمامه سوى تسليم السلطة لهذا الشعب عبر آلية متفق عليها مع كل الفرقاء دون هيمنة أو حجر لأحد على أحد، وذلك لاستحالة وصوله لكرسي الحكم عبر انتخابات 2020م، فهو الشخص الذي يمكن وصفه بامتياز “بأس الأزمات” فهو الأزمة الأولى في الحركة الإخوانية، والمؤتمر الوطني، والقوات المسلحة وسبب عدم تنفيذ مخرجات حوار قاعة الصداقة، بالإضافة لتعطيله لمئات الملايين من الأموال التي يمكن أن تحرك عجلة الاقتصاد، يحول وجوده في السلطة دون تدفقها كما يحول دون إعفاء الديون الخارجية.
ولأن الرئيس ليس لديه الشجاعة للإقتداء بإثيوبيا “الديسالينية” أوحتى قطر “الحمدية”، ولئلا ندخل في تجربة كتجربة مصر “الساداتية” وأمريكا “الكنيدية”، على السودانيين دفع الرئيس دفعا نحو التجربة “النميرية” و”العبودية” السودانيتين كما حدث في 1964م و1985م، ذلك في حال تعثر الوصول لتجربة كتجربة كوديسا جنوب إفريقيا.
t: orwaalsadig
الموضوع مطبوخ يا الحبيب عروة… الصادق متآمر مع السلطة
احترم جهادك و كفاحك ووطنيتك و أعلم انك من مرتادي المعتقلات
ولكن دي الحقيقة..
الصادق اجهض اي امل و شغال من سبتمبر 2013 و كلو ما النظام يتزنق بكوس
ليهو مراقة.
الموضوع مطبوخ يا الحبيب عروة… الصادق متآمر مع السلطة
احترم جهادك و كفاحك ووطنيتك و أعلم انك من مرتادي المعتقلات
ولكن دي الحقيقة..
الصادق اجهض اي امل و شغال من سبتمبر 2013 و كلو ما النظام يتزنق بكوس
ليهو مراقة.