ملك الكرملين!

هل بوتين هو قائد روسيا الاوحد..وهل بات الروس يثقون فيه اكثر من اي وقت مضى بعد ان كان يصفون حزبه بحزب اللصوص. تلك هي الاسئلة المهمة في اعتقادي فيما يختص بالانتخابات الروسية واكتساح فلادمير بوتين المعارضة الليبرالية والشيوعية والوسط في الانتخابات التي جرت الاحد وحصل فيه بوتين علي اكثر من 76% من اصوات الناخبين الروس وهي اعلي نسبة له منذ ان دخل السلطة في عام 2000 وبهذه الطريقة سيبقى بوتين في السلطة لمدة اربعة وعشرين عاما علي التوالي رغم المناهضين لحكمه والعقوبات الدولية المفروضة علي دولته.

بلا شك يزداد نفوذ بوتين في روسيا عاما تلو الاخر لقوة شخصيته السياسية وقد صنفته العديد من المجلات والصحف كواحد من اقوي الشخصيات السياسية في العالم لما يتميز به من الجدارة في القيادة وقد يتسأل البعض ما هو سر صعود نجم بوتين في هذه الحقبة التي تتقلب فيها الاجواء السياسية والاجتماعية من حين الي اخر بينما تتغير الاحلاف والتطبيعات من وقت الي وقت طبقا للمصالح.

اعتقد ان بوتين حاول ان يستغل كل الصلاحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية في الدستور الروسي بالطريقة التي تخدم مصلحته وهي الصلاحيات نفسها التي كان يمارسها الرئيس بوريس يلتسين منذ عام 1993 كرئيس للاتحاد الروسي ولكن لم يكن نجمه كنجم بوتين الذي احاط نفسه باقوى الرجال والموالين لسياساته الداخلية والخارجية وقد تبعه في ذلك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي حول تركيا من دولة برلمانية الي نظام رئاسي تحت قبضته.

اذا كان رجل روسيا الموحدة بوتين ينبذه الغرب وبالاخص الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة فانه ليس هناك سبب اخر سوى هزيمة بوتين للمعارضة السورية وتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وتعرية الادارة الامريكية في سوريا ﻭﺍلتي فشلت منذ عام 2011 في قلب نظام الاسد والذي يحميه بوتين بكل ما يملك من قوة وعتاد عسكري سمح لنظام الاسد ان يكبح جماح المعارضة والدخول في عمق معاقلها وقد اعاد الجيش السوري هيبته بفضل الدعم المستمر من قبل الرئيس بوتين الذي دفع بقواته الي أرض المعارك في سوريا وتأييده المنقطع النظير لبقاء الاسد في الحكم الي الدرجة الذي دفعه لكتابة مسودة دستور جديد لسوريا يضخ دماء جديدة للرئيس السوري للاستمرار في السلطة.

تتعقد علاقات بوتين مع امريكا والغرب يوما بعد يوم لكن تتصاعد معها شعبيته في روسيا لما يعتبره الروس ان بوتين قد القن الغرب دروسيا لم تلقنه له اي قائد روسي منذ قبل في الدبلوماسية الطويلة المدى شبيهة بالحرب الباردة في ثمانينات القرن الماضي حيث انتصرت فيها الولايات المتحدة علي روسيا لياتي بوتين ويقلب الموازين رأسا علي عقب علي الادارة الامريكية في شتي المناحي حيث أنشأ بوتين تحالف ثلاثي بين روسيا وايران وتركيا وربما كوريا الشمالية للرد علي العقوبات الامريكية والاوربية المفروضة علي دولته والتي تستهدف بشكل قاطع نظام حكمه ووضع نهاية لما تسميها دول الغرب بسطوة بوتين ولكن الاخير يكتسب مزيدا من القوة والنفوذ وتزداد معه قوة روسيا مقابل ارتباك امريكي واضح.

لقد اغضب بوتين الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما عندما اجتاحت القوات الروسية الخاصة جزيرة القرم مطلع عام 2014 معتبرا ما اقدم عليه بوتين انتهاكا للسيادة الاوكرانية وسحقا للقانون الدولي وبناءا علي ذلك صنت ادارة باراك اوباما عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا لتاديب بوتين لكن الاخير وقع اتفاقيات اقتصادية جديدة مع تركيا افرغت العقوبات الامريكية من محتواها وقد مثل احتلال بوتين للقرم ضربة قاصمة في وجه الولايات المتحدة وتقليص نفوذها في اكرانيا مقابل اشعال الامل في نفوس الناطقين بالروسية في اوروبا الشرقية في العودة الي اصلهم في روسيا وقد بدى لهم ان بوتين هو املهم الوحيد للخروج من الاتحاد الاوكراني والعودة الي الاتحاد الروسي ولان بوتين يفهم كيف تلجم امريكا اقدم علي اجراء استفتاء شعبي في القرم ادي في نهاية المطاف الي تصويت جزيرة القرم للاتحاد الروسي الامر الذي اكسبه المزيد من الاصوات والتأييد الشعبي لسياساته الخارجية.

الان يعود بوتين الي الكرملين بتفويض جديد من الشعب الروسي لمدة ست سنوات اخرى قد تكون هي الاخطر في صراعه مع الغرب لو اشرنا الي الازمة الدبلوماسية التي وقعت بين روسيا وبريطانيا تزامنا مع الانتخابات الروسية حيث طردت المملكة المتحدة ثلاثة وعشرين دبلوماسيا وجاسوسا روسيا بلندن قابلته خطوة مماثلة من روسيا التي طردت الدبلوماسيين البريطانيين لديها علي خلفية تبادل الاتهامات بين الدولتين بخصوص تسميم العميل الروسي المزدوج سكريبال وابنته بلندن ورغم كل ذلك لم تهتز ثقة الروسيين تجاه بوتين الذي اكتسح الانتخابات وطرد الدبلوماسيين البريطانيين في آن واحد وعاد ملكا الي الكرملين.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..