ما حكم من يلهط مالا عاما ظانا انه ماله!؟

هذا سؤال جدير بان يطرح على الساحات الشعبية ومجالس السلاطين والمكوك، وكل المؤسسات الاكاديمية والقانونية في البلاد، وان كان سبقنا عليه الجار الشمالي في غير موضعه، فهذا لا ينتقص من اهمية طرحه شيئا، وربما يساهم ايجاد الاجابة عليه هنا في حل الجدل القائم هناك، ولا يشترط بالضرورة ان يجاوب على (حكم من يزني أمرأة ظنها امرأته وهي غير ذلك)، كما ورد في السؤال

الخطأ الذي وقع فيه الاخوة في شمال الوادي لا يكمن في فداحة السؤال وقبحه ولا في انه خصوا به فئة عمرية لا تفقه في هذه المسائل الكثير! وانما الخطأ في تجاهلهم عمدا للصياغ الشرعي للسؤال وهو (ما حكم لاهط مالاً عاماً ظاناً انه ماله؟) فهذا أنفع للطلاب من حكاية الزاني الذي ضل فراش زوجته، وفي الاساس المسألة محسومة عندنا “من زمان”، بموجب وثيقة السلاطين المعروف اعلاميا بقانون (واض أليل) لعام 1972م، فالذي يزني إمراة غير زوجته تحت اي ذريعة كانت يُجلد (جلدة الكلب) ويتم تغريمه بسبع بقرات سمان دون العجاف، ويلزم ايضا بدفع اتعاب أعضاء المحكمة … ما علينا.

ان ما يهمنا هنا هو ان قانون (واض األيَل) لم يفتينا في شان من ضل ماله الي المال العام، ولا ادري! لماذا تجاهل المشرعون في ذلك الحين امراً هاماً كهذا؟ بينما وقع مشرعو قانون جنوب السودان لسنة 2012م في ذات المعضلة، على سبيل المثال كلنا تابع حكاية (فساد الذرة) الشهيرة التي فضل اطرافها فقه (خلوها مستورة) على القانون الذي يردع المعتدي، واجزم ان دخول (ظن واخواتها) على المشهد كان وراء تغييب العدالة الرادعة ” فالظن” لعب دور “ان واخواتها” كما في علوم النحو، وصراحة اجد نفسي أعيب على اللغويين كيف فات عليهم ضم “ظن” الى الحروف الناصبة!؟ أليس بالظن يَنْصُبُ اللاهطين مالنا ليَرْفَعوا به ارصدتهم المكتظة اصلاً بالمال العام في البنوك؟.

حكى لي احدهم ان مسؤولاً حكومياً سابق انقطع السبيل بينه وبين المال العام بعد فقدانه للمنصب الذي كان يشغله عقب قرار رئاسي قضى باقالته، ساءت حالته وتوقفت جميع مشاريعه في منتصف الطريق ، قال وهو يهدئ من روعة زوجته الثائرة بجنون! “يا أختى القروش دي كان ما جابهن الحنين … بيجيبهن شيخنا الشال الديك والوزين”.

بربكم اخبروني ان لم يكن هذا بفعل (الظن)! فما الذي يجعل شخصا كهذا الرجل يعتقد ان ماله المفقود يوجد داخل خزينة الدولة، ومن واجبه استرداده بكل ما اوتى من حيّل، سواء بالشيوخ او دجل الكجور!؟ مع العلم ان سلوك اللجوء الي (الكادوك) هذا شائع ومنتشر جدا في بلادنا وهو اضعف الايمان لغير المقتدرين على حمل السلاح في الادغال.، فالمقتدرون يفاوضون الحكومة الأن وأعينهم مصوبة نحو خزينة الدولة التي اعلن القائمين عليها خوائها مؤخراً.

اما نحن معشر المكتوين بلظى ظنونهم لا نملك غير لا حول ولا قوة الا بالله.

ألقاكم.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يعني يا سايمون الحال من بعضو, وانا اقول الحمد لله اتفكو من بلاوينا, يعني
    الجماعة نقلوها بي ضبانتا!! لك مني التحية احي سايمون ولكل الاخوة الغلوبين علي امرهم والي اللقاء انشاء الله في القريب.

  2. يعنى انت لازم تدخل الشمال فى اي مشكلة تخص الجنوب .
    مالك ومال الشمال خليك فى الجنوب حقك .

  3. و الله اجمل وابلغ مقال اقرأه في الآونة الاخيرة … تقول لي الطيب دلوكة !!

    لك عاطر التحايا اخي سايمون دينق

  4. جذبني العنوان ، فقرأت الموضوع وبكل صراحة وجدته جميل ورشيق جدا جدا، و فيه نقد بصورة جميلة وبليغة جدا ،،،،،

    الاخ سايمون لم يذكر الشمال بسوء بل إقتبس من سؤال التربية الإسلامية المشاتر وصاغ منه السؤال بطريقة أجمل وليتها جاءت فى الإمتحان على طريقته….. شكرا سايمون ،،،، تاني بشوف مقالاتك وين عشان أقراها….

  5. يعني يا سايمون الحال من بعضو, وانا اقول الحمد لله اتفكو من بلاوينا, يعني
    الجماعة نقلوها بي ضبانتا!! لك مني التحية احي سايمون ولكل الاخوة الغلوبين علي امرهم والي اللقاء انشاء الله في القريب.

  6. يعنى انت لازم تدخل الشمال فى اي مشكلة تخص الجنوب .
    مالك ومال الشمال خليك فى الجنوب حقك .

  7. و الله اجمل وابلغ مقال اقرأه في الآونة الاخيرة … تقول لي الطيب دلوكة !!

    لك عاطر التحايا اخي سايمون دينق

  8. جذبني العنوان ، فقرأت الموضوع وبكل صراحة وجدته جميل ورشيق جدا جدا، و فيه نقد بصورة جميلة وبليغة جدا ،،،،،

    الاخ سايمون لم يذكر الشمال بسوء بل إقتبس من سؤال التربية الإسلامية المشاتر وصاغ منه السؤال بطريقة أجمل وليتها جاءت فى الإمتحان على طريقته….. شكرا سايمون ،،،، تاني بشوف مقالاتك وين عشان أقراها….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..