مقالات سياسية

اطفال يواجهون الموت في الخلاوي

بالأمس أوردت التيار تفاصيل قصة حزينة حدثت بمستشفى رفاعة، رواها الزميل علاء الدين الدفينة الذي كان شاهد عيان، ولا أعتقد ان هناك أحد استطاع أن يبحس دموعه وهو يقرأ القصة التي تقول تفاصيلها، أن مستشفى رفاعة تسلم طفلاً في السابعة من عمره رسمياً من مستشفى (دلوت) قدم من إحدى الخلاوي ووصل إليها في حالة متأخرة وهو يعاني من نزيف في الرأس وأمراض جلدية وجفاف وتشققات في الأرجل وامتلاء الرئتين بسوائل مجهولة وأمراض أخرى ولم يستجب لكل المحاولات التي بذلت لإنقاذه، فمات بعيداً عن والديه وأعيد للخلوة حيث تم تشييعه، الطفل طيلة وجوده بالمستشفى كان يرافقه طفل آخر في نفس عمره وهو يعاني من طفخ جلدي، وإذا ما تم فحصه سيجدون أن جسمه الصغير مثقل بأمراض أخرى، وأفاد المستشفى انهم يستقبلون(الكثير) من الحالات الواردة من الخلاوي وكلها حالات صعبة وتصل المستشفى في حالة متأخرة وليس معهم أي مرافق غير الأطفال في نفس العمر ومن دون نفقات علاج أو غذاء، مما يؤكد أن شيوخ الخلاوي غير مهتمين بهم بالمرة وانما يتعاملون معهم معاملة الحيوانات، كل هدفهم أن تظل الخلوة موجودة كمظهر اجتماعي وللتكسب منها.

هذه القصة تعكس وضعاً مخيفاً لحال أطفال الخلاوي، ومع انها ليست القصة الوحيدة ولكن تحتوي على أركان جريمة كاملة ترتكبها الدولة في حق الأطفال بمساعدة المجتمع، فالخلاوي تعمل رسمياً بتصريح من الحكومة، لا أعتقد انها وقفت عليها يوماً رغم انها على علم بما يدور فيها، ونطالبها بأن تفتح تحقيقاً في وفاة الطفل لمعرفة أسباب الوفاة ومراجعة ملفات جميع الأطفال الذين وصولوا إلى المستشفى ماتوا أو تعافوا، فما معنى امتلاء الرئتين بسوائل غريبة ووجود نزيف في الرأس؟، وما معنى إفادة مستشفى رفاعة عن وصول أطفال الخلاوي إليها بكثرة وهم في حالة متأخرة؟ وما هي الأمراض التي يأتون بها؟، ولماذا يأتون بدون نفقات علاج وغذاء ومعروف عن المستشفيات لا تقدم شيئاً؟، ولماذا يرافقهم زملاؤهم في نفس عمرهم وهم أنفسهم مرضى ولا يستطيعون فعل شيء ويتعرضون لمواقف لا يجب أن يتعرضوا لها؟، وأين أولياء أمور هؤلاء الطلاب؟، ورغم انهم يستحقون المحاكمة ولكن أكيد ما أجبرهم على المر هو الأمَر منه، ولا بد من مراجعة الخلوة التي جاء منها الطفل وكل الخلاوي فوراً واتخاذ موقف حاسم بشأنها.

ما زال بعض المواطنين متمسكين بأن يرسلوا أبناءهم إلى الخلاوي بحجة انهم يحفظون القرءان ولا يعلمون إنها تحولت إلى مكان لا يليق بأي نوع من أنواع التعليم، ففيها يتعرض الأطفال للجوع ومضاعفاته ويحرمون من طفولتهم ويتعرضون لأخطر أنواع الأمراض والانتهاكات، ولن أسرد القصص فكل شخص لدية قصة مؤلمة وسبق أن كتبت الصحف وأجرت تحقيقات عكست أوضاعاً مأسوية يعيشها طلاب الخلاوي وأغلبهم أطفال ومراهقين حرموا من رعاية أسرهم ومن العيش في مناخ اجتماعي طبيعي ويتم استغلالهم حتى من قبل الجهات الرسمية التي تستفيد منهم لدعم حشودها، وكل يوم تقع مصيبة تؤكد أكثر أن الخلاوي يجب أن تغلق رسمياً ويحول أطفالها إلى المدارس، فهناك أيضاً يوجد تحفيظ للقرءان وطريقة تعليم أفضل من الخلاوي ويظل الطفل باقياً في حضن أسرته.
التيار

تعليق واحد

  1. بلد كل شئ فيه خرب و يوحي لك بأننا نعيش في العصر الحجري . وكل خبر اغرب من الثاني ، يا ويح نفسي متى يتطور السودانيين ومتى يحرر تفكيره من أسر المفاهيم البالية . يجب اعادة هيكلة الخلاوي من جديد و وضع معايير تربوية تأسيا بالدول الإسلامية من حولنا . اذا زرت أي مدرسة لتحفيظ القران في اي دولة خليجية لاصابك الاندهاش لروعة المكان وهي جزء من وزارة التربية يتم القبول لها وفق نظام القبول العام لجميع المدارس الابتدائية و تتمتع بميزانية من الدولة كأي مدرسة ومنهجها من الدولة وأساتذتها يعينون وفق أسس وزارة التربية فلماذا اذا السودان يترك أمر أجيال كاملة في ذمة نظام تعليمي خارج العصر و بمعايير القرون الوسطى ( اللحم ليك والعضم لنا ) ؟ لا يمكن بل يعد جريمة في حق الوطن في هذا العصر ونحن ننشد التقدم ان نتجاهل أمر هؤلاء الفتية . نحن لا نعارض بل نشجع تعلم القرءان ولكن بطريقة عصرية ومنهج مفيد يضعه الخبراء وليس الفكي ويقود إلى نهاية يستطيع الخريج أن يجمع بين الدنيا والآخرة .

  2. شيئ مؤلم حد البكاء أن يحث هذا ونحن نعيش الألفية الثالثة، وأضم صوتي للكاتبة المحترمة أن على الدولة أن تضع يدها على تلك الخلاوي وتخضعها لرقابة صارمة تحفظ حقوق هؤلاء البؤساء الذين يرتادونها بل وأدعم طلب السيدة الموقرة بأنه يجب إلغاء نظام الخلاوي تماما” وتحويل الأطفال للمدارس الرسمية.
    في الماضي كانت الخلاوي ضرورة وكان سادتنا المتصوفة الكرام يهتمون بتربية النشء وكأنهم أبناؤهم الذين من أصلابهم، وينيرون عقولهم بالعلم في ذلك الزمن الذي لم تكن به مدارس، وهم بذلك قد قدموا خيرا” كثيرا” للوطن وحفظوا الإسلام في كل ربوعه.
    أما الآن فقد انتفت الحاجة للخلاوي، وليس هذا عصر تحفيظ القرآن ، الذي سيحفظه رب القرآن، هذا عصر الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك، الذي به تنهض الأمم وتتقدم،وليس عصر أبن كثير والطبري والبخاري وابن مسكويه وجرير وابو الأسود الدؤلي.
    إن ميكانيكي ماهر، أو ساعاتي حاذق أو كهربائي متمكن يمكن أن يخدم الأمة اكثر من حافظ للقرآن يسجعه دون إلمام بمعانيه ومقاصده، أن شريحة إليكترونية نعشرين ألف جنيه يمكنها أن تستوعب كل القرآن مجودا” ومقروءا” بأجمل الأصوات، ما الفائدة من هذه الجيوش من حفظة القرأن؟ وما الداعي لوجودهم؟، بل وما الداعي لإضاعة الوقت في حفظ القرآن ما دا دام صار متاحا” للجميع في شريحة لا يتعدهى حجمها ابهام الإنسان؟

  3. بلد كل شئ فيه خرب و يوحي لك بأننا نعيش في العصر الحجري . وكل خبر اغرب من الثاني ، يا ويح نفسي متى يتطور السودانيين ومتى يحرر تفكيره من أسر المفاهيم البالية . يجب اعادة هيكلة الخلاوي من جديد و وضع معايير تربوية تأسيا بالدول الإسلامية من حولنا . اذا زرت أي مدرسة لتحفيظ القران في اي دولة خليجية لاصابك الاندهاش لروعة المكان وهي جزء من وزارة التربية يتم القبول لها وفق نظام القبول العام لجميع المدارس الابتدائية و تتمتع بميزانية من الدولة كأي مدرسة ومنهجها من الدولة وأساتذتها يعينون وفق أسس وزارة التربية فلماذا اذا السودان يترك أمر أجيال كاملة في ذمة نظام تعليمي خارج العصر و بمعايير القرون الوسطى ( اللحم ليك والعضم لنا ) ؟ لا يمكن بل يعد جريمة في حق الوطن في هذا العصر ونحن ننشد التقدم ان نتجاهل أمر هؤلاء الفتية . نحن لا نعارض بل نشجع تعلم القرءان ولكن بطريقة عصرية ومنهج مفيد يضعه الخبراء وليس الفكي ويقود إلى نهاية يستطيع الخريج أن يجمع بين الدنيا والآخرة .

  4. شيئ مؤلم حد البكاء أن يحث هذا ونحن نعيش الألفية الثالثة، وأضم صوتي للكاتبة المحترمة أن على الدولة أن تضع يدها على تلك الخلاوي وتخضعها لرقابة صارمة تحفظ حقوق هؤلاء البؤساء الذين يرتادونها بل وأدعم طلب السيدة الموقرة بأنه يجب إلغاء نظام الخلاوي تماما” وتحويل الأطفال للمدارس الرسمية.
    في الماضي كانت الخلاوي ضرورة وكان سادتنا المتصوفة الكرام يهتمون بتربية النشء وكأنهم أبناؤهم الذين من أصلابهم، وينيرون عقولهم بالعلم في ذلك الزمن الذي لم تكن به مدارس، وهم بذلك قد قدموا خيرا” كثيرا” للوطن وحفظوا الإسلام في كل ربوعه.
    أما الآن فقد انتفت الحاجة للخلاوي، وليس هذا عصر تحفيظ القرآن ، الذي سيحفظه رب القرآن، هذا عصر الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك، الذي به تنهض الأمم وتتقدم،وليس عصر أبن كثير والطبري والبخاري وابن مسكويه وجرير وابو الأسود الدؤلي.
    إن ميكانيكي ماهر، أو ساعاتي حاذق أو كهربائي متمكن يمكن أن يخدم الأمة اكثر من حافظ للقرآن يسجعه دون إلمام بمعانيه ومقاصده، أن شريحة إليكترونية نعشرين ألف جنيه يمكنها أن تستوعب كل القرآن مجودا” ومقروءا” بأجمل الأصوات، ما الفائدة من هذه الجيوش من حفظة القرأن؟ وما الداعي لوجودهم؟، بل وما الداعي لإضاعة الوقت في حفظ القرآن ما دا دام صار متاحا” للجميع في شريحة لا يتعدهى حجمها ابهام الإنسان؟

  5. هذه مسألة اراها عادية جدا ،ولا تثير الدهشة او التعجب .لسبب ان كل منا يمر يوميا بطفل مشرد او اكثر ولا يكترث !.هذا الطفل الذي وضعت احزيتك امامه لكي ينفض عنها الغبار وجادلته في استحقاقه للجنيه فهو مشرد، او ذلك الذي جاء اليك جاريا ليغسل لك السيارة.او …الخ جميعهم يحتاجوا مننا الي وقفت تامل واعادة صياغت انفسنا علينا ان نلامس نقطت العطف والتجرد في دواخلنا.لنراي بعين المحب للوطن ليس حب السياسة والشوفونية اعني لا لا.انما اعني ان تري الاخر هو انت وانت هو،ان نذوب ان نكبح جماح تطرفنا القبلي والطائفي والجهوي …الخ.حينها سيختفي الاطفال المعذبون باسم الدين المقيدون دون رحمة ليحفظوا القران الكريم والله سبحانه وتعالي يقول( ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159

  6. تبا لكل من يدعي التدين ويلصق فشله وكل وحشيته باسم الدين…. كيف يقوم والد برسال ابنه وهو في السابعة مثلا من الابيض الي سنار ويقطع كل سبل التواصل معه حتي يبلغ ابنه عشرون عاما او اكثر .. اين انسانيتنا وكرامتنا ثم ماذا يحدث هناك فعلا انحرف جنسي وستغلال مادي ي مجتمع ياخ اخجل مافي داعي للاولاد اصلا .. كيف لام ان تحمل تسعة شهور وتتخلص من جنينها في اقرب كوشه .. صراحتا في مجتمعنا ممارست توضح بجلا مدي بعدنا عن الانسانية .. اصبحت شوارعنا تضج بالاطفال عديمي البوين وفي كل مدينة ميقومات .. لكن الخلاوي بالذات اكبر دليل علي تخلفنا وبعدنا كل البعد عن الانسانية والرحمة .. هل كل هزا من اجل الدين.. في المجتمعات الانسانية التعليم اجباري مجاني ..مش نتخلص منهم في اقرب كوشه او خلوة .. شعب مسكين مغشوش بالدين ..اف اف .

  7. هذه مسألة اراها عادية جدا ،ولا تثير الدهشة او التعجب .لسبب ان كل منا يمر يوميا بطفل مشرد او اكثر ولا يكترث !.هذا الطفل الذي وضعت احزيتك امامه لكي ينفض عنها الغبار وجادلته في استحقاقه للجنيه فهو مشرد، او ذلك الذي جاء اليك جاريا ليغسل لك السيارة.او …الخ جميعهم يحتاجوا مننا الي وقفت تامل واعادة صياغت انفسنا علينا ان نلامس نقطت العطف والتجرد في دواخلنا.لنراي بعين المحب للوطن ليس حب السياسة والشوفونية اعني لا لا.انما اعني ان تري الاخر هو انت وانت هو،ان نذوب ان نكبح جماح تطرفنا القبلي والطائفي والجهوي …الخ.حينها سيختفي الاطفال المعذبون باسم الدين المقيدون دون رحمة ليحفظوا القران الكريم والله سبحانه وتعالي يقول( ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159

  8. تبا لكل من يدعي التدين ويلصق فشله وكل وحشيته باسم الدين…. كيف يقوم والد برسال ابنه وهو في السابعة مثلا من الابيض الي سنار ويقطع كل سبل التواصل معه حتي يبلغ ابنه عشرون عاما او اكثر .. اين انسانيتنا وكرامتنا ثم ماذا يحدث هناك فعلا انحرف جنسي وستغلال مادي ي مجتمع ياخ اخجل مافي داعي للاولاد اصلا .. كيف لام ان تحمل تسعة شهور وتتخلص من جنينها في اقرب كوشه .. صراحتا في مجتمعنا ممارست توضح بجلا مدي بعدنا عن الانسانية .. اصبحت شوارعنا تضج بالاطفال عديمي البوين وفي كل مدينة ميقومات .. لكن الخلاوي بالذات اكبر دليل علي تخلفنا وبعدنا كل البعد عن الانسانية والرحمة .. هل كل هزا من اجل الدين.. في المجتمعات الانسانية التعليم اجباري مجاني ..مش نتخلص منهم في اقرب كوشه او خلوة .. شعب مسكين مغشوش بالدين ..اف اف .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..