مسرحية الكرامات

لطالما أتحفتنا حكومتنا الفتيه ردحاً من الزمان بكم مستفيض من كرامات الله على شهداء حرب الجنوب . فهنا ميت تفوح منه رائحة المسك و هناك ميت أخر قد تلألأ نوراً ، و أخرى جرحتها السكين عندما كانت تقطع بصل زاد المجاهدين ، فخرج الدم يفوح عطراً ، بدد رائحة البصل !
حيث أدخلوا علينا ثقافة ( زغرتى يا أم الشهيد و صيّروا لنا البكاء فرحاً !)
أستمرت الكرامات المزعومه أحقاباً من الزمان ،و نحن نتعجب مما نسمع ! و العالم كله يراقب فى صمت ،حتى إنشق الأخوان و شُكك فى حرب الجنوب و فى كون هل كانت حرب جهاديه أم ماذا !؟ فما عرفنا مصير الأموات من أبنائنا (لهم الله و لهم رحمهم الله ) هل هم شهداء أم ماتوا عادى كما يموت عوام المسلمين ! بعد أن طلقوهم من حورياتم اللآئى زوجوهن لهم قبل الدفن !
لطاما إحترت فى كيف يفكر هؤلاء الإخوان و كيف يستخفون بعقولنا ، لكن الآن كل شيء إنكشف لى و بان . فببدايات خطابهم الترويجي لحكمهم ، إستفذوا روحنا الدينيه و إستغلوا طيبتنا لتفعيل ورقة تطبيق شرع الله بمقولة (يا زول أنت مش مسلم و الشريعة دى من الله و يجب تطبيقها ؟ فترد بنعم ،فيأتيك بمقذرفه ؛إذاً إنت ذاتك أخو معانا و لكن م عارف روحك ) فعجز الكثيرين منا حينها عن الرد الرادع ،فإقتنصوا فرصتهم الذهبيه للترويج و ما كانت الشريعة إلا ورقة عمل لكسب سياسى محض ، بمقربة من دين الله و فيه إنقسموا أنفسهم منذ بداياتهم لتطبيقها تواً أم التأنى للإرتقاء بالناس لها كوعى دينى ثم تطبيقها و إنشطروا إلى شطرين متباينين حتى اليوم ، رحم الله الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد ، و رحم الله الشيخ الترابى .
تناول العالم أجمع مواضيع الفأر الذى أكل الكبرى و النمل الذى أكل السكر بكثير من السخريه و صُنُع dramma . أنا شخصياً أراها تراجيديا tragedy و أدعوا النمل بقول الحق {يٓا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} قبل أن يعدموكم بظلم بعد إفك (ميتة و خراب ديار
) و سأنصف الفأر بأنه برىء من دم الكبرى كبراءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام . حتى لو أكل سفينة تمخر عباب البحر مليئةٍ بالسكرِالذى أكله نمل قبله ، كما أفكوا ، و أكل النمل الذى أكل السكر نفسه ،ستظل مسؤليه سوء الإداره ملقاه على عاتق الكابتن المُخفِق .
عندما سأل اليهود السيده مريم عن الذى جاءت تحمله ، ردت عليهم بأسألوه . فقالوا فيما بينهم : كون أنها زنت أهون علينا من إستخفافها بعقولنا ! فكيف نكلم فى كان بالمهد صبياً !؟ و العجب أنها صادقه !
قلت : أنا كأى مسلم أُصدق أن لله سبحانه و تعالى كرامات يجريها عند اللزوم على أيدى بعض المحتاجين لها و/ أو على بعض أيدى أوليائه الصالحين كجلب الماء عند شحه scarcity أو عدمه non و تكثير الطعام إن كُثُر الجوعى و إغاثة ملهوف التقى و غيره مما نعلم و مما لا نعلم ، لكنى تيقنت أن لهؤلاء الناس (الإخوان ) فنون باهره فى عمل سناريوهات ماهره عن الكرامات و الإستخفاف بعقولنا بأساليب ماكره sly ، كأننا أكثر منهم سذاجة و كأنهم أشرف و أكرم منا عقولاً !
نعم ، أننا محكومين بفئةٍ تمثل علينا أدوار تظن أنها عبقريه ، فتضحك العالم عليهم ،فلا نفرح و لا نشمت لأن العالم يستهزىء بهم و بسيادتهم المتمثّلة فى دولتنا ، هذا معنى حديثى أعلاه أنها تراجيديا tragedy و فى الختام أدعو الأدباء و للمدراء و الكُتاب المسرحيين لإستحداث و تأليف نظريه جديده غير ما ألفنا من أن الدراما مضحكه و تراجيديا محزنه ،بأن هنالك دواما تراجيديه (درامو تراجبديه drammo-tragedy إن جاز لى تسميتها بأى لغة كانت ،كالتى يمارسها حكامنا مما يضحك العالم علينا ، و مما يؤسفنا من الإستهزاء بنا و نكاد نضحك معهم و لكننا نرثى لحالنا آنياً simultaneously
و لن أنسى لقطه دراميه لعادل إمام و هو يقول :
بدوله مجاوره (بيقولوو ) نأكل مما نزرع و نلبس مما ننتج و نحن نضحك مما نسمع .هههه
نعم ، حينها (لا عرفت أضحك من طرفة عادل إمام و عرفت أحزن مما مس به السودان ! )
و لك الله يا سودان .

طبتم
أحمد نور – ودراوه
[email][email protected][/email]